الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد زلطة.. قصة مشجع على كرسي متحرك عشق النادي المصري دون مقابل.. فرد له البورسعيدي الجميل.. صور

صدى البلد

لم تمنعه عدم قدرته على الحركة والكلام من عشق لناديه المصري البورسعيدي، فمنذ نشأته بتلك المحافظة لم يفوت يومًا مباراة أو تدريبا للنادي المصري أينما كانت، فبات محبوب الجماهير واللاعبين بالنادي العريق، وبالرغم من عجزه عن التعبير إلا أن عشقه للفريق المصري يستشعره الجميع دون أن يلفظ حرفًا أو يلوح بأي إشارات.


محمد خليل الشهير بــ"محمد زلطة"، شاب في العشرين من عمره مصاب بمرض ضمور الأعصاب، كرمه النادي المصري البورسعيدي للمرة الأولى في ذكرى ميلاده، ليصبح تريند عبر "جوجل" لقصته المؤثرة وعشقه الجنوني للنادي المصري.


بنظرات دافئة صوبتها الأم نحو ابنها وهو جالس على كرسيه المتحرك، لتروي قصة عشقه للنادي المصري في كلمات تفوح منها البهجة والفخر بلهجة بورسعيدية أصيلة قائلة: "محمد كان مبسوط أوي بتكريم النادي وهو يستحق أكتر من كده لأنه بيعشق الفريق المصري، ومحمد من صغره وهو بيحب النادي المصري زي ما يكون اتولد عشان يشجعه مفيش ماتش مش بيروحه حتى لو في آخر الدنيا".


6 ساعات يقضيها محمد في السفر إلى الإسكندرية لتشجيع منتخبه المفضل بعدما يحمله أصدقاؤه وهو على كرسيه المتحرك، ليحضر مباريات فريقه، مهما كان بعدها عنه، فرؤيته لتلك المباريات تصنع بداخله البهجة والشغف وتؤكد انتمائه إلى هذا النادي العريق، بحسب ما ذكرته أم محمد.

ولم تمل الأم الخمسينية من اصطحاب ابنها المولع بالفريق المصري البورسعيدي لرؤية تدريبات الفريق مهما كانت الظروف.


تتعجب الأم من انتماء ابنها للفريق البورسعيدي الشهير وكأنه ولد به، لعدم تشجيع أي من أفراد عائلته أي فرق كروية قائلة: "أنا بستعجب من حبه للنادي مفيش حد في البيت بيحب الكورة أو بيشجع أي فريق، ولو حد شافه وهو بيشجع اللعيبة والفريق يقول إنه بيتدرب معاهم". 


الشغف المفرط لـ"زلطة"، كما يطلق عليه تجاه فريق ناديه دفع الأخوان حسام وإبراهيم حسن واللاعبين يعتبروا احد المشجعين المفضلين لديهم ويبادلونه نفس الحب والشغف لرؤيتهم تشجيعه لهم بالرغم من عجزه، فلا تخلو مباراة دون أن يحيي الكابتن حسام وفريقه من اللاعبين محمد ويحتفلون بالفوز معه خارج المدرجات.


يثار بداخل الأم فضول لا يوصف لرؤية ابنها وهو يشجع الفريق المصري بغرفته، حيث يجلس بغرفة منفصلة أمام شاشة تليفزيونه الخاص مغلقًا عليه بابه، لمنع أي أحد من الدخول عليه خلال مشاهدة المباريات في حال عدم ذهابه إلى الاستاد: "أنا ببقى نفسي أعرف هو بيشجع ازاي جوه أوضته، بسمعه وهو بيصرخ وبيقول يا رب وبيدعي للفريق يفوز، فكرت أجيب كاميرا وصورة واشوف ردود أفعاله من اللي بسمعه منه وهو بيشجع".


 بحسب تعبير "أم محمد"، فإن حب ابنها للفريق نابع من داخله دون أي مقابل أو استفادة من هذا الأمر، فاحتفال النادي للمرة الأولى بعيد ميلاده أدخل عليه السرور والفرحة الغامرة، إلا أنه يستحق من ذلك بكثير.


طموحات بسيطة يأملها "زلطة" بعد سنوات من تشجيعه للفريق، فهو يحلم بانضمامه إلى النادي والحصول على عضويته، إلا أن خجله من الإفصاح عن هذا الأمر يمنعه من طلب حلم حياته، حتى لا يعتقد البعض أن ما يفعله تجاه الفريق مجرد تشجيع للحصول على أي مقابل.


تحمل الأم نفس أمنيات الابن، قائلة: "نفسي النادي يحقق حلمه ويخلوه عضو في النادي هو عمره مطلب ده من أي حد في النادي، لأنه بيتكسف وبيخاف حد يفتكر انه بيستغل تشجيعه للنادي عشان يوصل لحاجة معينة، بس أنا شايفه إن ده حقه بعد السنين اللي قضاها في تشجيع النادي طول الفترة اللي فاتت، وبتمنى حلمه يتحقق عشان دي اكتر حاجة ممكن تفرحه في حياته".