الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احترس.. 20 حديثا غير صحيح عن عاشوراء

عاشوراء
عاشوراء

يحتفل المسلمون اليوم الخميس بذكرى عاشوراء، فرحًا بنجاة سيدنا موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون، وحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على صيام هذا اليوم حتى قبل الهجرة إلى المدينة، وينتشر على صفحات التواصل الاجتماعي أحاديث موضوعة غير صحيحة عن فضل عاشوراء ويرصدها «صدى البلد» في هذا التحقيق.

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الفضل الوارد عن صيام يوم «عاشوراء» أنه يكفر ذنوب السنة التى سبقته، كما قال النبى - صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» رواه مسلم 1162.

وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد»، أن هناك أحاديث لا تصح عن فضل عاشوراء ولم ترد بهذه الألفاظ، ومنها ما رود عن إحياء ليلة عاشوراء: «من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة ومرة -قل هو الله أحد- غفر الله له ذنوب خمسين عامًا ماضية وخمسين مستقبلة وبنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور ومن سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين».

وقال «الجندي» إن هذه الرواية ذكرت في كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 150 وكتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2 / 45 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي 1 / 184.

أحاديث موضوعة عن صلاة عاشوراء:

ونبه المفكر الإسلامي، على أنه لا يوجد ليوم عاشوراء ذكر محدد أو صلاة معينة وأن الروايات التي جاءات بتخصيص عبادة معينة كلها غير صحيحة ولم تثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومنها: «من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي عشر مرات وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات وذلك البيت... »

وعقب على تلك الرواية بـنه غير صحيحة وذكرت في كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 47 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 474 وكتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 90 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2 / 46 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 89.

وذكر عضو مجمع البحوث الإسلامية، أيضا رواية غير صحيحة يروجها البعض عن صلاة تدعى الخصماء، وهي: «صلاة الخصماء وهي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء»، مشيرًا إلى أن ذلك رواية غير صحيحة ذكرت في كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 111 وكتاب القصاص والمذكرين للإمام ابن الجوزي 1 / 312.

وأشار إلى رواية أخرى غير صحيحة منتشرة عن صلاة يوم عاشوراء، وهي: «صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته» مؤكدًا أن العلماء ذكروها في كتب الأحاديث الموضوعات أي المكذوبة مثل كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110.

وألمح إلى رواية أخرى غير صحيحة عن صلاة عاشوراء وهي: «صلاة يوم عاشوراء عند الإشراق يصلي ركعتين في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي وفي الثانية -لو أنزلنا هذا القرآن- إلى آخر سورة الحشر ويقول بعد السلام يا أول الأولين ويا آخر الآخرين لا إله إلا أنت خلقت أول ما خلقت في هذا اليوم وتخلق آخر ما تخلق في هذا اليوم أعطني فيه خير ما أوليت فيه أنبيائك وأصفيائك من ثواب البلايا وأسهم لنا ما أعطيتهم فيه من الكرامة بحق محمد عليه الصلاة والسلام»، موضحًا أنها ذكرت في كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110.

ونوه المفكر الإسلامي بانتشار رواية غير صحيحة عن صلاة عاشوراء وهي: «صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة »، مشيرًا إلى أنها وردت في كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110.

وتابع: أنه توجد رواية أيضًا غير صحيحة عن صلاة عاشوراء، وهي: «صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات»، منبهًا على أنها وردت في كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110

روايات كاذبة عن فضل صيام عاشوراء:

وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن الحديث الصحيح الصحيح الوارد في فضل صيام عاشوراء هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» رواه مسلم 1162.

وأكد الدكتور محمد الجندي، أن ما ورد غير ذلك في فضل صيام عاشوراء غير صحيح، ومنها «من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد» و«من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك» و«من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة»، «من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة».

رويات كاذبة عن صوم الوحوش وطائر الصرد لعاشوراء:

وعرض المفكر الإسلامي، بعض الروايات الكاذبة المنتشرة التي تدعى صوم الوحوش وطائر الصرد ليوم عاشوراء، وهي: «إن الوحوش كانت تصوم يوم عاشوراء»، موضحًا أن ههذ الرواية غير الصحيحة ذكرت في كتب الموضوعات ومنها كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/156 وكتاب تذكرة الموضوعات للعلامة محمد بن طاهر الفتني ص 118 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 94.

واستطرد: ويوجد أيضا رواية غير صحيحة عن صيام طائر الصرد وهي: «أن الصرد أول طائر صام يوم عاشوراء» منبها على أنها ذكرت في كتب الموضوعات مثل كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 555 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 156 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 97 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 415 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93.

حديث باطل عن فضل الاغتسال في عاشوراء:

وحذر المفكر الإسلامي، من أنه لا توجد رواية صحيحة تدل على فضل الاغتسال في عاشوراء، مؤكدًا أن ما ورد موضوع وليس صحيحًا ومنها: «من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت»، موضحًا أنه ذكر في كتب الموضوعات مثل كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113 وكتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97.

حديث غير صحيح عن فضل إطعام المساكين في عاشوراء:

وبيّن الدكتور محمد الشحات الجندي، أنه لا يوجد حديث صحيح عن فضل إطعاما لفقراء في يوم عاشوراء، محذرًا من رواية: «من أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف» مشددًا على أنها وردت في كتب الموضوعات مثل كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97.

حديث غير صحيح عن عيادة المريض:

ولفت إلى عدم صحة رواية «من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم» موضحا أنها ذكرت في كتب الموضوعات مثل كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97.

رواية كاذبة عن الاكتحال في عاشوراء:

وأوضح المفكر الإسلامي، أن رواية «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه» ليست حديثًا صحيحًا ولم يثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووردت في كتب الأحاديث الموضوعة مثل كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 306 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و 632 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 332 وكتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي 1 / 159.

البكاء على الحسين حديث غير صحيح:

ورأى أنه لا يوجد حديث صحيح يدل على فضل البكاء على الإمام الحسين -رضي الله عنه، وما ورد فهو غير صحيح مثل، «ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل»، ووردت في كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 440 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 39 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 2 / 451.

مخلوقات خلق في عاشوراء:

وتعجب من انتشار رواية خاطئة وهي: «أن الله خلق السموات و الأرض يوم عاشوراء» وأيضًا رواية «خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه الله من النار يوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء».

واستكمل: أنها ذكرت في كتب الأحاديث الموضوعة مثل كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1 / 266 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 115.

واختتم بأن البعض العلماء ضعف رواية التوسعة على الأهل في المأكل في يوم عاشوراء، فعَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ».