الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا فعل هارون الرشيد عندما حمل ابناه حذاء معلمهما .. فيديو

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان

قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، إن الخليفة هارون الرشيد أعطانا درسًا بليغًا في قيمة العلم ومكانة المعلم، فلقد طلب من أحد المعلمين بتعليم ابنيه «الأمين والمأمون».

وأضاف «شومان» خلال خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، بعنوان: «استقبال العام الدراسي الجديد»، أن الخليفة هارون الرشيد أوصى المعلم على ابنيها بألا يدللهما، وأن يوقفهما على بابه ليدركا أهمية المعلم ورهبته، وأن يعنفهما إذا لزم الأمر.

وتابع: وأوصاه هارون الرشيد قائلًا: أقرئهما القرآن، وعرفهما الأخبار، وروهما الأشعار، وعلمهما السنن، وبصرهما بمواقع الكلام وبدئه، وامنعهما من الضحك إلا في أوقاته، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيدهما إياها!.

وواصل وكيل الأزهر السابق: «وذات يوم أنهى المعلم دَرْسَهُ، ونَهَضَ لِيْنصَرِفَ، فرَكَضَ إليه تلميذاهُ الأميرانِ: «الأمينُ والمأمونُ» يتسابقان إلى نعليه أيهما يحملهما أولًا ليقدمهما إلى المعلم إكرامًا له، وتقديرًا لمكانته عندهما، وتسابقا وتشاجرا، إلى أن اتفقا أن يحمل كل منهما فردة من نعال المعلم ليقدمها له، وشكرهما المعلم على كمال أدبهما وحسن صنيعهما.

وأكمل: وتصادف أن رأى الخليفة هارون الرشيد ما حدث من ولديه، لأنه كان يرقب الموقف دون أن يراه المعلم أو الأميران، فأعجبه ما رأى من ولديه، وأكبر صنيعهما، وفي اليومِ التالي، سألَ الخليفةُ هارونُ الرشيدِ مُعَلِّمَ وَلَدْيهِ: ترى مَنْ أعزُّ النّاسِ؟ أجابَ المعلم: أنتَ يا أميرَ المؤمنين، ومن أعز منك؟، قالَ الرشيدُ: بلْ أعزُّ الناسِ مَنْ يَتَسابقُ ولدا أميرِ المؤمنينَ، ووليا عهده لتقديمِ الحذاءِ له وإلباسه إياه، فأصابت المعلم الرهبة، وظن أن الخليفة غاضب منه وسيعاقبه، ولكن الخليفة أقبل عليه وأكرمه وأثنى عليه، وذلك تقديرًا منه لفضل العلم، ومكانة المعلم الناصح الأمين.

واستطرد: وقال الرشيد للمعلم: «لقد سرني ما قاما به، إن المرء لا يكبر عن ثلاث صفات: تواضعه لسلطانه، ولوالديه، ولمعلمه».

وأكد الدكتور عباس شومان، أن هؤلاء رفعوا العلم والعلماء وجعلوه في مقدمة المجتمع فارتفعت الأمم في عهدهم وسادت لأنهم رفعوا العلم والعلماء.