الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحيفة أمريكية: لهذا السبب يجب إعادة تمثال الحرية إلى مصر

تمثال الحرية
تمثال الحرية

نشرت صحيفة "أورلاندو سنتينل" الأمريكية مقالا بعنوان "إذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع أن تكون مثل أوروبا، إذاٌ فلتصبح مثل مصر أكثر".

كتب المقال المصري عبد الرحمن عمرو، والأمريكي مايكل ماثيسن، الذين أشادا بتجربة اللاجئين السوريين في مصر، ويقارناها بسياسات الهجرة في الولايات المتحدة منذ قدوم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال عبد الرحمن: "رأيت رجلين سوريين في منتصف العمر يجمعان بسرعة أواني المطبخ ، ويغسلان الخضروات ويجهزان الساندويتشات ليتم بيعها بعد صلاة الجمعة في متجر صغير في زاوية الشارع الذي كنت أعيش فيه في القاهرة. كان ذلك في عام 2015 ، وكانت هذه البداية المتواضعة لسلسلة المطاعم السورية التي تضم أكثر من ثلاثة فروع في أنحاء مختلفة من مصر.

وأضاف: "لقد ضاعف هذا المثال الصغير من العمل البسيط الذي بدأه عدد من اللاجئين مئات المرات، مما يضمن التماسك الاجتماعي والتكامل الذي يمكن لمصر توفيره للاجئين. إن قصصا مثل هذه تظهر أن لدى مصر شيئًا تعلمه للغرب".

وعلى الجهة الأخرى، جاء بالمقال أنه وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، يحاول البلد الذي طلب من العالم في يوم من الأيام أن يمنحه جماهيره "المتعبة والفقيرة والمتشوقة لتنسم الحرية" كما هو مكتوب على تمثال الحرية، إلا أن دول أخرى تأخذ دور الولايات المتحدة الذي تخلت عنه، حيث استقبلت كندا أكثر من 50 ألف لاجئ سوري، وأكثر من 27 ألف لاجئ آخر فروا من الولايات المتحدة منذ انتخاب دونالد ترامب، ومنذ عام 2015، اسقبل الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون لاجئ، مع إعادة توطين ألمانيا للكثيرين داخل حدودها.

وتابع أنه، خلال انتخابات عام 2016، أجرت الولايات المتحدة مناقشة عامة حول سياسات الهجرة في أوروبا وكندا ورفضتها، مشيرا إلى أنه إذا رفضت الولايات المتحدة تبني سياسات اللاجئين لكندا أو أوروبا، فإنها يمكنها تبني سياسة مصر.

وأشاد المقال بالتجربة المصرية، حيث إنه حتى مع الاضطرابات السياسية والنضال الاقتصادي الذي تواجهه مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، لا تزال تحتضن الآلاف من السوريين، فبحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، استقبلت مصر أكثر من 250 ألف لاجئ بنهاية عام 2015، كما ساعدت مصر اللاجئين السوريين على التأقلم عن طريق تخفيف القوانين واللوائح الخاصة بالتعليم والعمل دون اللجوء إلى حل مؤقت غير فعال وغير مكتمل. مثل مخيمات اللاجئين التي تستخدمها أوروبا.

وكررت كريستين بشاي ، مسؤولة الاتصال بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة ، ذلك من خلال التأكيد على أن سياسة الحكومة المصرية المفتوحة أدت إلى حماية آلاف اللاجئين وطالبي اللجوء على الأراضي المصرية.

وقالت "من حيث الوصول إلى الخدمات ، تمنح الحكومة السوريين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية في مؤسسات الصحة العامة والحصول على التعليم في المدارس الحكومية على قدم المساواة مع المصريين وبنفس التكلفة".

ولفت المقال إلى أن قبول اللاجئين السوريين داخل المجتمعات المصرية ساعد في تطوير الأعمال بين المصريين والسوريين ، حيث وصل إجمالي رأس المال المستثمر منذ عام 2011 إلى نحو 800 مليون دولار.

وبخصوص الدرس الذي قدمته فلوريدا، نوه بأن نجاح مدن مثل تامبا وأورلاندو ولا سيما ميامي يمكن أن يُعزى إلى براعة وريادة الأعمال لأولئك الذين جاءوا إلى فلوريدا من بلدان في حالة اضطراب مثل كوبا وفنزويلا وكولومبيا الذين كانوا يبحثون عن حياة أفضل في ولاية فلوريدا الأمريكية. يذهب إلى الدول للاجئين لإعادة توطين حياتهم وبدء الأعمال التجارية. إذا بدأنا في رفضهم بشكل جماعي ، سيكون اقتصاد الدولة بالكامل على المحك.

واختتم المقال بذكر الحقيقة التي ضاعت من صفحات التاريخ الأمريكي، وهي أن الفرنسيين قدموا لأول مرة لمصر تمثال الحرية قبل إعطائه إلى الولايات المتحدة. إذا لم تستطع الولايات المتحدة القيام بعمل أفضل لتوفير ملجأ للمشردين في العالم ،إذا فلتعطه سيدة الحرية إلى بلد يقوم به.