الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركب السلايف غارت.. كيف ساهم كيد النساء فى صناعة أكبر شركتين للأحذية الرياضية بالعالم

الأخوين أدولف ورودلف
الأخوين أدولف ورودلف دسلر

خلاف بين شقيقين وزوجتيهما كان السبب في إنشاء اثنتين من أشهر شركات الأحذية في العالم، فبعدما كان الأخوان الألمانيان يعملان معا في القرن الماضي، نشأ الخلاف بسبب تعليق من إحداهما، وبعدها مضى كلٌ منهم في طريقه كأنهما عدوان لدودان، وأسس كل منهما بجهوده المنفردة شركة أحذية، فوصل عنادهما ورغبة كل منهم في أن يكون الأفضل في جعل الشركتين الأضخم والأشهر في مجال الأحذية الرياضية.


أطلق الأخوان أدولف ورودلف دسلر الألمانيان، شركة للأحذية في عام 1920، وكان مقرهما غرفة للغسيل في منزل والدتهما بقرية بافاريا، فقد كانا فقيرين ولا يملكان رأسمال كافيل، وتخصص أدولف بتصميم الأحذية، فيما تخصص أخوه رودلف في المبيعات.


كانت أعمالهما في الأحذية متقنة الصنع، وسرعان ما ازدهرت ونالت شهرة واسعة بعدما زينت أحذية الأخوين داسلر أقدام لاعبي الأولمبياد الحائزين على ميداليات ذهبية في ثلاثينات القرن العشرين، حيث ارتدى العدَّاء جيسي أوينز حذاءً رياضيا من شركتهم في عام 1936.


ازدادت مبيعات الأخوين، ومعها ازداد التوتر بينهما، حتى حلت الحرب العالمية الثانية فكانت بمثابة نقطة الانهيار في مبيعاتهما وعلاقتهما الشخصية أيضًا، فخلال الحرب هجرا منزلهما، وفقًا لـ"The time".

أخذ أدولف وزوجته مأوى في ملجأ للقنابل كان فيه بالفعل رودولف وعائلته، ونشب خلاف بينهما كان أساسه زوجتاهما، قال أدولف: "يبدو أن الأوغاد القذرين عادوا مرة أخرى"، مشيرا إلى الطائرات، ولكن على الأرجح اعتقد أخوه رودولف أن التعليق كان هجوما على عائلته.


بحلول نهاية الحرب، قام الأخوان بتقسيم الشركة وشنا حربًا خاصة بينهما في ساحة الأعمال، وانفصلا عن بعضهما وقرر كل منهما تأسيس شركة للأحذية خاصة به، فضل أدولف أن يُسمى شركته "أديداس"، التي تجمع بين اسمه الأول "أدي" والأخير، وحاول أخيه رودولف نفس الشيء مع شركته التي فضل أن يسميها "رودا" لكن الاسم لم يكن سهلا في الانتشار فغيره فيما بعد إلى "بوما". 


يقال إن الأخوين لم يتحدثا مرة أخرى بعد هذا الحادث، واشتد التنافس بينهما حتى تحولت قرابتهما إلى منافسة شرسة كأنهما عدوان، حيث قاما ببناء مصنعيهما المتنافسين على ضفاف النهر المقابل للمدينة، فبدا وكأنهما قسما مدينة هيرتسوجيناوراخ إلى نصفين. 


ظلت الخلافات بين الشركتين حتى بعد وفاة الأخوين، وبعد فترة طويلة من الخلاف، وتحديدا في سبتمبر 2009، وضعت الشركتان خلافاتهما جانبا وتواجهتا في مباراة كرة قدم ودية، وكانت هذه المباراة بمثابة اجتماع مناسب للشركتين اللتين اشتهرتا بشكل مستقل في مجال الأحذية الرياضية.