الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باب النار وباب الحوار مع إيران


لا يمكن لأي أحد مهتم بالشأن الإقليمي والدولي أن يتجاهل إيران أو يتجاهل الحديث عنها، فقد أصبحت هذه الدولة محور اهتمامات العالم، مرة لدورها السرطاني في التوغل والسيطرة على مقدرات الدول العربية الضعيفة، وفي مقدمتها العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأخرى لتزايد أنشطتها الإرهابية عبر عصابات وميليشيات مسلحة تقوم بتدريبها لتحقيق أغراضها.

فهي أمس حاضرة في مداولات الاتحاد الأوروبي عنها وطريقة إنقاذها واستمرار الاتفاق النووي الذي خرج منه ترامب، واليوم هى حاضرة في الانتقادات الموجهة لها من جانب الإدارة الأمريكية، أو من جانب العديد من النظم العربية التي ترى في ما تقوم به إيران خطرًا هائلًا على أمنها واستقرارها.

المشكلة مع إيران مشكلة كبيرة، ولا يمكن لأي أحد أن يتخيل أنها ممكن أن تحل في عام أو اثنين لانها حوار مع أيديولوجيا، ترى أن التوسع في أراضي الغير حق وأن الدخول اليهم وهز استقرارهم صواب وبينة!

العالم كله في هذه اللحظة، يبحث عن الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها الحديث مع إيران ودفعها للتراجع عن سياستها.

فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في دول الخليج، يرون أن أسلم طريقة للتعامل مع النظام الإيراني هو ضربه في مقتل والتصدي لأماكن نفوذه والسيطرة عليها وخنق ميليشياته وعصاباته الإرهابية والضغط عليه بالعقوبات الاقتصادية الهائلة وغير المسبوقة.

وأرى أن هذا التوجه هو الصحيح رغم فاتورته الباهظة على المنطقة برمتها. لأن نظام الملالي الحاكم في إيران على مدى 40 سنة ماضية، لم يثبت سلامة أو صحة أي نية له في التراجع عن سياسته، والعودة للهدوء والاستقرار مع جيرانه.

للأسف توسعه وتوغله وانتشاره بند أساسي من بنود الثورة الإيرانية سنة 1979 ، وفي نفس الوقت فإن النظام الحاكم في إيران وفي هذه اللحظة تحديدًا يرى أن حلفائه الذين رباهم على يديه لا يمكن له أن يتخلى عنهم ولا هم كذلك سيفعلون الشىء معه.

وفي المقدمة ميليشيا حزب الله لحسن نصر الله، والتي تعتبر ميليشيا إيرانية في أرض عربية لبنانية من العيار الأول.

البعض يعتبر هذا الخيار"هو خيار النار" فإيران ليست دولة صغيرة ولا سهلة ويمكنها الرد. وأنا معهم في كل هذا لكن الصمت على تصرفات هذا النظام الإيراني لا تصب في مصلحة تماسك الدول العربية كل على حدة.

فالنظام الإيراني يخترق تماسك ووحدة كل الدول العربية وفي ظروف الفوضى الهائلة الموجودة الآن. فإن هناك خطرًا فادحًا يتهدد الدول المستقرة ، النظام الحاكم في إيران واعتمادا على أموال مهولة من النفط، يده سخية تمامًا في التعامل مع الميليشيات. وبعض الأرقام الرسمية تؤكد أنه يعطي سنويًا مليار دولار لحزب الله وعناصره. غير التزويد بالسلاح وتوفير مستشارين له في أعماله القذرة.

كما أنه أنفق ما لايقل عن 30 مليار دولار على مدى الخمسة سنوات الماضية في سوريا حتى ينفذ خطته المذهبية والطائفية وتصبح سوريا كما هى الآن ساحة للبطش الفارسي بدون مواربة.

"خيار النار والمواجهة" مع إيران هو في رأيي الأسلم لإقصاء هذا النظام أو إجباره على الأقل على تغيير سياساته ، أما الخيار الثاني وهو خيار الحوار مع إيران فاللذين ينادون به أسئلة عديدة حول دوافعهم لتبني هذا الخيار مع إيران؟ والشواهد التي يمكن أن تدلهم على إمكانية نجاحه؟

والسبب الذي يدفع النظام الحاكم في إيران للقبول بالحوار أصلا وهو يحس بوقع أقدامه في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرهم ، إنه حوار فاشل مع نظام عنصري للأسف ، انها ليست وجهة نظر أمريكا أو إسرائيل يارفاق، كما يحلو للبعض تصنيف من ينتقد إيران ، ولكنها "دفة المصلحة العربية. ولا يمكن أن نعارض الاحتلال الاسرائيلي ونمقت قمعه وهمجيته وإجرامه في حق المدنيين والأبرياء الفلسطينيين ونقبل بذلك من إيران؟

واحتلالها وسيطرتها على القرار العربي في 4 عواصم عربية دفعة واحدة وامتلاك مقدراتها.

"خيار النار" هو الأجدى والأفضل في التعامل مع إيران ووأد إرهابها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط