الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: لياقة الانسحاب‎

صدى البلد

الانسحاب هو حالة من حالات الزهد في علاقة أصبحت وجودها والعدم سواء .علاقة ساد فيها الإهمال والتجاهل. علاقة ذبلت من قلة الارتواء فأصبحت علاقة ميتة ،فقد تدب الروح فيها من حين لآخر من خلال موقف أو تصرف قد يكون صدفة وقد يكون عن عمد من أحد طرفي العلاقة من أجل أن يحافظ عليها وحتى تفيق من غيبوبتها، ولكن في النهاية النبات الذي يجف أوراقه لا يزهر مهما ارتوي ،ولا يوجد ميت يعود للحياة من جديد .فهي مجرد محاولات يائسة الهدف منها إطالة العلاقة أطول فترة ممكنة مع العلم أن لحظة الانسحاب آتية لا محال منها

الانسحاب خطوة تأتى دائمًا من الطرف الغير متوقع منه هذه الخطوة .لأنه علي الأغلب هو الطرف الذي يعافر على الاستمرار يتغاضي عن مساوئ الطرف الآخر ويتسامح عن اخطاؤه من أجل البقاء. فالطرف المنسحب هو الطرف الذي تنازل عن حقه كثيرا وأدرك أن الاستمرار في العتب تعب خاصة إذا كان الآخر لا يبالي ولايشعر بما يفعله الأول من أجله .فهي علاقة أشبه بالثوب المتقطع الذي يصمم أحد أطرافه أن يرقع فيه، بينما لايمانع الآخر أن يتخلص منه فقد لا يلتفت إلي الثقوب الموجودة بالثوب ولا يراها اصلا .لأن هناك مايستحق اهتمامه وتقديره أكثر من هذه العلاقات البالية

الانسحاب هو الحل الوحيد لتخلص من التنهيدة التى تخرج بعد نفس عميق والدمعة التى تسقط بعد رحلة من السرحان يمر من خلالها مواقف حلوة وذكريات جميلة وأوقات ممتعة .الانسحاب أهون من الهالات السوداء التى تظهر من كثرة التفكير والسهر.الانسحاب ارحم من الصراع الذي يحدث كل ليلة بين عقل يرفض وقلب يرغب .الانسحاب خطوة اضطرارية للخروج من الغرفة الشخصية بعد رحلة طويلة من الاكتئاب والخنقة حدثت بدخلها و ملأ البكاء أركانها.فهي خطوة لاستكمال الحياة والقدرة على التعامل مع العالم الخارجي.

الانسحاب عبارة عن ثورة نثور بها من أجل الحفاظ على الكرامة وحماية الكبرياء ووقف مهزلة العطاء .