الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضيحة فى باريس..شركة مخابرات أمريكية تخترق الاستخبارات الفرنسية

صدى البلد

استطاعت شركة تحليل بيانات ممولة من وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي أيه" أن تكون في قلب الاستخبارات الفرنسية،وبذلك تصبح قادرة على الحصول على الكثير من البيانات عن الداخل الفرنسي، الأمر الذي يثير مخاوف مسئولين فرنسيين وإعلاميين حول تورط هذه الشركة في خداع وتسليم معلومات تخدم مصالح الاستخبارات والشركات الأمريكية.

كشف التليفزيون الفرنسية على موقعه أن شركة "ستارت أب" أمريكية ممولة مباشرة من وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي أيه" نجحت في أن تخترق قلب أجهزة الاستخبارات الفرنسية.

- بلانتير.. ذراع السي أي أيه في قلب الاستخبارات الفرنسية

وفي تحقيق نشره التليفزيون أوضح أن الشركة وتسمى "بالانتير"، نجحت في أن تصل لكمية كبيرة من البيانات للاستخبارات الفرنسية منذ تمرير تعاقد بين الطرفين في عام 2016، مشيرة إلى أن هذه الشركة نجحت في خداع الاستخبارات الفرنسية حول أصلها، وعملت مع جهاز الاستخبارات الداخلي "الإدارة العامة للأمن الداخلي".

يشير الموقع إلى أن اجتماع كبير عقد في 23 مايو الماضي، بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وقادة عمالقة شركات الانترنت، ومن بين الحاضرين كان ألكسندر كارب، رئيس شركة بالانتير.

يتابع الموقع بالقول أن كارب أسس شركته في 2004، وظل غير معروف للجمهور في فرنسا، غير أن شركته أصبحت واحدة من كبريات الشركات العالمية في معالجة البيانات، فبفضل خوارزميات معقدة، يمكن لبلانتير أن تحلل وتتجول في آلاف البيانات المختلفة.

يشرح الصحفي أوليفيه تسكي: وعد بلانتير هو جعل كل ما هو غير مرئي، مرئي"، حيث يستخدمون ردود الأفعال لكشف قضايا وتحليلها، أو لرصد تهديدات داخلية.

- العمل لصالح الأجهزة الأمريكية

غير أن هذه الشركة الأمريكية تعمل في الحقيقة لحساب وكالات استخباراتية أمريكية عدة منها وكالة الأمن القومي، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، إضافة إلى البنتاجون ووزارة العدل، لكن الأخطر والأهم عملها مع "سي أي أيه".

يضيف التلفزيون الفرنسي أن هذه التعاملات الضخمة لشركة بلانتير يجعلها تشكل خطرا كبيرا على الاستخبارات الفرنسية والداخل الفرنسي، إذ أنها تسمح بوصول هذه المعلومات إلى الاستخبارات الأمريكية.

- فرنسا والخيار الموجع بين أمريكا وإسرائيل

اختيار اسم "بالانتير" لا يأتي من قبيل المصادفة، فهو مستوحاة من اسم بالانتير "حجر الرؤيا" في سلسلة أفلام "مملكة الخواتم" الشهيرة والذي كان يسمح بالحصول على أي معلومة وتوقع أحداث مستقبلية.

تكشف وكالة الأمن الداخلي الفرنسية أنها كانت بحاجة إلى أجهزة تحليل بيانات، ووقعت في الخيار بين شركة إسرائيلية وأخرى أمريكية، فاختارت في النهاية الأمريكية.

يوضح باتريك كالفار، أمام لجنة الدفاع في البرلمان:" نحن لا ينقصنا المعلومات، ولكن ينقصنا الأنظمة التي تستخدم لتحليلها".

ومع ذلك، يحاول أطراف في الاستخبارات الفرنسية نفي أن بلانتير تشكل "حصان طروادة" للاستخبارات الأمريكية في فرنسا، موضحين أن الشركة تمد الاستخبارات الفرنسية بالأنظمة والتطبيقات فقط، دون السماح لها بإمكانية الوصول.
غير أن أخرون يرون أنه من السهل للشركة الوصول للبيانات إذا لم تحصل عليها مباشرة من فرنسا، لاسيما وأن الأنظمة هي من تمتلكها وتفهم تعقيداتها.

يوضح الممثل الفرنسي لقضايا المعلومات لدى اللجنة الأوروبية أن هذا يشكل خطرا هائلا على الاستخبارات الفرنسية.

يشير التليفزيون الفرنسي أن عدم أمانة بلانتير يبدو واضحا بعد اكتشاف تورطها في قضية "كامبريدج أنالاتيكا"، الشركة التي أثارت فضيحة عالمية بتحليلها بيانات ملايين مستخدمي فيسبوك، لصالح حملة دونالد ترامب.

ورفضت شركة بلانتير الرد على مطالب التليفزيون الفرنسي بإجراء مقابلات.