الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشهرها بخل المنوفى وكرم الشرقاوية وجدعنة الإسكندرانية.. أصل حكاية أمثال أهل المحافظات

صدى البلد

يروج المصريون منذ القدم أمثالا شعبية أصبحت ملازمة لهم أثناء حديثهم عن أهالى المحافظات كصفات معبرة عنهم نتيجة موقف ما حدث منذ قديم الأزل وبات صفة اشتهرت بها كل محافظة، ومنها ما ميز إحداها عن الأخرى.

وجاءت أشهر هذه الأمثال "المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي"، "الأسايطة يهود مصر"، "إسكندرية أجدع ناس"، "الشرقاوى اللى عزم التروماى"، "بلدى طنطا وانا احب اعيش أونطة"، "صاحب حاوي ولا تصاحب محلاوي".

ويعتقد البعض أن إطلاق هذه الأمثلة لم يأت من فراغ، وأن هناك حكاية وراء كل مثل.


إسكندرية أجدع ناس

وصف المصريون أهل إسكندرية بالجدعنة والشهامة نتيجة تعاملهم مع البحر الذي منحهم الشجاعة وعدم الخوف، وأن الأبيات التي قال فيها الشاعر صلاح جاهين: "اقروا الفاتحة لأبو العباس... يا إسكندرية يا أجدع ناس"، ليست مجرد كلمات سطرها ليتغنى بها أحد المطربين، إنما هي تعبير عن خصال وطباع حقيقية يتمتع بها أهل الإسكندرية، أهمها الشهامة.


ويرى إسكندرانيون أن هذه الصفات تعود إلى فترة مقاومة الزعيم أحمد عرابي للغزو الإنجليزي، إذ دارت معارك في الاسكندرية وكفر الدوار، أثبت فيها أهل الإسكندرية مدى قوتهم وتضحياتهم.

ولكن خصال المواطنين في مصر بشكل عام تغيرت، وهو ما حدث مع السكندريين أيضا، فلم يعودوا كما كانوا، وذلك ربما يكون ناتجا إما عن عنصرية أو ضيق أهالى الإسكندرية من توافد المصطافين القاهريين بأعداد كبيرة على الإسكندرية كل عام.


المنوفية

تستحوذ المنوفية على نصيب الأسد من قاموس الأمثال الشعبية والنكات المصرية التي تبالغ في اتهامهم بالبخل؛ إذ ساهمت في وصفهم بين أوساط المصريين بالبخل، ومن النكت المضحكة أن أحد المنايفة سألوه: "ماذا تفعل حين يكون الجو باردا؟ فأجاب: أقترب من الدفاية، فسألوه: وفي حال زاد البرد؟ أجاب: أقترب أكثر من الدفاية، وفي حال وصل البرد لدرجة لا تحتمل ماذا تفعل؟ قال: في هذه الحالة مضطر أشغل الدفاية وأمري لله".


ومن أشهر الأمثلة التي أطلقت على المنايفة؛ "المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي"، ويقول البعض عن هذا المثل إن كلمة "لا يلوفى" تعنى الائتلاف لأن المنايفة لا يأتلفون مع الغير بسهولة.

هناك مثل آخر يقول "شريطين على كمي ولا فدانين عند أمي"، وهو يطلق على أهالي المنوفية على وجه الخصوص لتفضيلهم الرتب "الميرى" على امتلاك الأراضي الزراعية، أو بشكل عام تفضيل المناصب على الأملاك، حيث تجد معظم متطوعي الجيش من المنايفة، وهناك مثل ثالث "لو أخدت من الكلب صوف، ما تاخدش من المنوفي معروف".

ويذكر أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي نشأ فيها المنوفي من فقر وضيق الرقعة الزراعية، دفعه إلى تعويض ذلك بالحرص والبخل بحثا عن ظروف أفضل.


كرم الشرقاوية

في المقابل، يتحدث مصريون عن صفات طيّبة لأبناء محافظات أخرى كالشرقية التي يصفون أهلها بالكرم، ويتفاخر أهل محافظة الشرقية دوما بعبارة "إحنا اللي عزمنا القطر" ويدللون بها على "كرم الشراقوة".

والقول يعود إلى قصة شهيرة عن قرية دعت ركاب قطار على الإفطار؛ إذ تعطل القطار وقت أذان المغرب في قرية إكياد التابعة لمركز فاقوس، وكان منزل العمدة أمام المحطة، ما دفعه إلى توزيع الركاب على جميع منازل القرية لتناول طعام الإفطار.




100 نوري ولا واحد دمنهوري
أما دمنهور في محافظة البحيرة، فيتداول مصريون عن أبنائها المثل الشعبي الشهير "ألف نوري ولا دمنهوري"، ويعود أصل هذا المثل إلى قصة قديمة خلاصتها أن أحد التجار حاول خداع تاجر من أهل دمنهور يدعى الحاج إبراهيم، حيث اشترى منه بضاعة وبقي له من الحساب نحو ثمانية جنيهات، وحين أعادها إليه الحاج إبراهيم أخفى التاجر أحد الجنيهات في الحال، وادعى أنها سبعة فقط.

فقال الحاج إبراهيم: "كيف هذا؟ أعِد إليّ الجنيهات السبعة"، وحين أعادها إليه قال أمام الزبائن: "صحيح إنها سبعة"، ثم فتح صندوق النقود وأخرج جنيهاً وأضافه إلى النقود قبل أن يعيدها إليه.

وحين انصرف هذا التاجر بسرعة فرحا بنجاح حيلته، عدّ النقود فوجدها سبعة، ليكتشف أن حيلته فشلت ولم تخدع التاجر الدمنهوري، ومن هنا العبارة الشهيرة: "ألف نوري ولا واحد دمنهوري"، والنوري يُقصد به اللصّ، وهذا أيضا من الأحكام المسبقة الشائعة في الثقافة المصرية.

المنصورة والدقهلية ونسب لويس

لم تشفع مقاومة محافظة الدقهلية وعاصمتها مدينة المنصورة للاحتلال الفرنسي في القرن الماضي، لتعلق بأذهان المصريين بقدر تعلقهم بالملامح الجميلة التي تميل إلى الشكل الأوروبي أحيانا.

الروايات التاريخية الواردة عن أسباب تلك الظاهرة قالت إن نسبا جمع بين المصريين والفرنسيين أثناء حملة لويس التاسع على المنصورة، لكنها لم تصل إلى درجة التأكيد في أغلبها.




أبو العربي الفشار

يطلق على أهالي بورسعيد اسم "أبو العربي".. تلك الشخصية الشهيرة فى تاريخ بورسعيد التي تعود إلى زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، ففي البداية كانت بورسعيد مقسمة إلى حين؛ الحي الأفرنجي وكان يسكنه الأوروبيون فقط ولا يدخله أى مصري أو عربي إلا للعمل والخدمة لدى الغرب، والثاني حي العرب وسمى "العرب" لكثرة العائلات العربية القادمة من سوريا وفلسطين والشام بصفة عامة والتي كانت تسكنه جنبا إلى جنب مع عائلات الصعيد التي ساهمت في حفر قناة السويس.


ونظرًا لارتباط شخصية أبو العربي بالأعمال الخارقة لعادة أو كما يقال "الفشر"، يدافع البورسعيدية عن أنفسهم ويوضحون أن مقاومة أجدادهم للمحتل كانت بالفعل خارقة للعادة وبطولية إلى حد بعيد.

ويرى المؤرخون أن "المبالغة في الأمور (الفشر) جزء من شخصية البورسعيدي، وهذه سمة من سمات الشخصية التي تعيش على البحر المتوسط، فاليونانيون والإيطاليون لديهم السمة نفسها".

دمياط وأسيوط وتهمة البخل

لم تتوقف تهمة البخل عند المنايفة فقط، بل طالت أهل دمياط وأسيوط؛ فقد زعموا أن أحد الدمايطة كان على فراش الموت في غرفته وبدأ بالسؤال عن أولاده الثلاثة، قائلاً بالعامية المصرية: "فين محمد؟" فأجاب ابنه باكيا: أنا هنا يا أبي، طب فين محمود؟ فأجاب محمود باكيا أيضا: أنا هنا يا أبي، وسأل: فين حسين؟ فأجاب الثالث مثل أخويه، وظنّ الأبناء أن أباهم سيوجه إليهم وصية، لكنه صرخ بهم: "انتوا (أنتم) هنا وسايبين (تركتم) نور الصالة والع (مضيء)"، ومن الأمثلة المعروفة أيضا عنهم "تتعشّي ولّا تنام خفيف؟ تشرب شاي ولّا مش كيّيف".


واعتبر الباحثون أن البخل صفة متوارثة عند أبناء دمياط منذ قديم الأزل، معربون عن قناعتهم بأن القرية التي أبت أن تطعم نبي الله موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر هي دمياط التي تقع عند ملتقى نهر النيل بالبحر المتوسط.

كذلك حال أبناء محافظة أسيوط الذين لم يسلموا من السخرية والاتهام بالبخل، إلى درجة وصفهم بيهود مصر و"منايفة الصعيد".

وأرجع البعض وصف الأسايطة بيهود مصر إلى قصة كوميدية جاء فيها أن تاجرا يهوديا قدم إلى مدينة أسيوط راكبا حماره، وأراد أن يختبر أحد أبناء القرية، فأعطاه نكلة (نصف قرش)، وطلب منه أن يشتري له شيئاً يأكله وشيئا يشربه وآخر يتسلى به، وشيئا لحماره، فذهب الأسيوطي وعاد ببطيخة وقال له كل منها واشرب من مائها وأعطِ قشرها للحمار ثم تسلَّ بما فيها من لب، فتعجب التاجر.

ولكن بالتأكيد فإن الأقوال التعميمية لا تصحّ والصفات التي تتحوّل إلى نكات هي أمور يتم تضخيمها كثيرا لتصير نكاتا، ويكون لها أساس بسيط يمكن تفسيره.


طنطا واحب أعيش أونطة

على الرغم من جود وأخلاق أهالى طنطا، إلا أنهم ارتبطوا بالمثل الشعبى "بلدى طنطا وأنا أحب أعيش أونطة"، ويرجع البعض هذا المثل للاعتقاد بأن الطنطاويين يفضلون الاستسهال فى أمورهم بالعيش على حساب الغير.


القاهرة والجيزة

يصف البعض مواليد محافظتى القاهرة والجيزة بأنهم "اللى ساكن فيهم مالوش أصل"، وذلك لانتماء معظم المحافظات إما لوجه قبلى أو بحرى.