الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنة دراسية سعيدة!


منذ بدء العام الدراسي الحالي ومواقع التواصل الإجتماعي تتداول صورا لبعض المظاهر غير الآدمية لبعض الفصول التي تمتلئ بالتلاميذ بشكل قد يصيب البعض منهم بالمرض نتيجة التكدس غير الطبيعي والذي لا يمكن معه أن يحصل هؤلاء التلاميذ علي معلومات تعليمية صحيحة، فالتكدس المريع يمنع التلاميذ من الاستيعاب ويمنع المدرس من العطاء، كيف لمدرس أن يسيطر علي عدد قد يتعدي الأربعين أو أكثر من التلاميذ الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة وفِي سن يصعب السيطرة عليه.

مظهر آخر سلطت مواقع التواصل الإجتماعي عليه وهو عدم وجود كراسي أو تخت للأطفال في بعض المدارس مع تكدس الأعداد فيضطر البعض إلي الجلوس علي الأرض طوال اليوم، فكيف لطفل صغير أن يتحمل الجلوس علي أرض قد تكون من بلاط يمتلئ بالرطوبة طوال اليوم، مما قد يصيبه بالمرض وهو في عمر الزهور.

 من يتحمل علي ابنه هذا المشهد؟ النتيجة المُحتملة لمثل تلك المظاهر أن يحدث مشادات بين الأهالي بعضهم البعض كلُ منهم يريد أن يتأكد أن إبنه سوف يجلس علي كرسي ويتعامل بآدمية، وربما يحدث تدافع بين الأطفال قد يصيب البعض بالضرر والإصابات المُحتملة كثيرة، ولا طاقة للمدرس علي حل مثل تلك المشكلات، وليس من المنطقي أن يتحمل الأهالي تكاليف الكراسي والتخت حتي يضمنوا وضع آدمي لأولادهم.

مظهر آخر مثير للشفقة تدافع بعض الطلاب للقفز من فوق الأسوار ومساعدة كل منهما للآخر وكأن بعض المدارس تحيا في منطقة معزولة لا تستطيع السيطرة علي الطلبة ومراقبة الأسوار لضمان عدم قفز البعض منهم من فوقها لسلامتهم أولا قبل أن يكون لإتمام العملية التعليمية علي أكمل وجه، الوضع مشين ويحتاج لوقفة حقيقية إذا كنّا نسعي إلي التقدم والرقي وإنتاج جيل جديد من المصريين علي قدر عالٍ من العلم والأخلاق .

مظهر آخر تشتعل من أجله مواقع التواصل الاجتماعي وهو وجود أتلال من القمامة أمام بعض المدارس في بعض الأماكن الشعبية مما قد يصيب التلاميذ بالأمراض الخطيرة ويضعف أجهزة المناعة لديهم كذلك يعيق الحركة اليومية للتلاميذ والأهالي أثناء الذهاب إلي المدرسة والعودة منها .

مظهر آخر مثير للشفقة الفيديو المتداول لطفل صغير يخاطب سيدة رغبة منه للنوم ربع ساعة فقط وهو يبكي ، من مسئول عن تصوير هذا الفيديو وتداوله بين الناس علي المواقع المختلفة، لصالح من الإثارة الغير مستحبة لمظاهر من العنف المتعمد ضد الأطفال، هل يمكن المزايدة بطفل لا يتعدي عمره ست سنوات حتي يصبح حديث الجميع ، الجميع لا يستطيع تحمل هذا المنظر المشين ولا هذا الفعل المشين ولابد من محاسبة المسئول عن تداول هذا المقطع المصور حفاظًا علي نفسية الطفل وأهله ، ولَم يتوقف المشهد عند هذا الحد بل تداولت المواقع مشهد آخر لمدرس يضرب التلاميذ بعنف وآخر لبعض المدرسين يرقصون في ساحة المدرسة .

نداء إلي معالي وزير التربية والتعليم والسادة المحافظين الأفاضل و معالي وزير البيئة، نرجو مراقبة الوضع بدقة والسيطرة علي تلك الإنتهاكات إذا كانت حقيقية وليست مفبركة لإثارة مشاعر المواطنين ،حفاظًا أولًا علي أولادنا وحمايتهم من الأمراض الجسدية والنفسية،ولحماية المجتمع من التوتر ، نرجو معاملة أولادنا معاملة آدمية فالجميع يستحق أن يتعامل بقدر من المساواة، الجميع يتمني الأفضل ، والأفضل لن يأتي إلا بخطوات سليمة محكمة، والإهتمام بالأولويات ، أيهما أهم كرسي يجلس عليه طفل وهو يتعلم أم تابلت عليه منهج تعليمي ؟ أعتقد أنه حان الوقت لرفع المعاناة عن الطفل والمدرس والأهل أولًا، حان الوقت لإعادة النظر للتكدس الواضح في بعض المدارس وإعادة توزيع التلاميذ علي المدارس لضمان حصولهم علي القدر اللائق من المعاملة الآدمية والقدر الكافي من العلم.

السادة الأفاضل، في ظل إصلاح إقتصادي يتحمله الجميع، حتي نعبر بالوطن إلي بر الأمان ، رفقًا بِنَا وبأولادنا، الإصلاح لا يأتي فقط في سداد الديون، أو إنشاء المصانع، الإصلاح يأتي أولًا ببناء الإنسان، كيف ننتج جيل جديد يحمل كل مشاعر الانتماء والوطنية وهو يشعر أنه مهمل منسي يمشي وسط القمامة ليذهب إلي المدرسة ليتعلم فيها أهمية النظافة والحفاظ علي البيئة؟ كيف نطلب من طفل أن ينتج ويتعلم والرطوبة تأكل عظامه من جلوسه علي الأرض في المدرسة لعدم وجود كرسي له؟ كيف نتوقع من أطفال يعانون كل يوم من التكدس أن يسعوا لبناء وطن؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط