الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام .. ونصر أكتوبر


ونحن نحتفل، اليوم، بالذكرى الخامسة والأربعين، لنصر أكتوبر العظيم 1973، الذى يمثل واحدة من أهم بطولات جيش بلادى مصر، وشعبها صاحب الإرادة الصلبة التى لا تلين فى الشدائد، والذى التف حول الجيش، وقدم له الدعم، على الجبهتين، القتالية والمدنية، حتى حقق النصر على العدو الغاشم، وكسر غروره، الذى ظل يردده لسنوات بأنه الجيش الذى لايقهر، واستطاع جيش بلادى أن يسترد الأرض المصرية، فى ملحمة هى الأكبر فى التاريخ العسكرى الحديث، لابد أن نتذكر دور الإعلام فى الحرب، وكيف لعب دورا مهما فى تلك المعركة، وساند فيها، حتى تحقق النصر.

مارس الإعلام دورا مهما فى حرب أكتوبر المجيدة، أثناءها، وخلال الفترة السابقة عليها، وكان دوره داعما لها، سواء على جبهة القتال، حيث رافق المراسلون الحربيون، الجنود خلال المعركة، وأثناء عبورهم للضفة الشرقية من قناة السويس، ووثقوا بالتقارير اليومية، للحظات العبور، ولبطولات جنود الجيش البواسل.

على المستوى الميدانى الداخلى، كان للصحافة والإعلام دورا مهما فى الحشد الجماهيرى خلف القوات المسلحة، حتى احتشد الشعب خلف الجيش، وآزره، حتى أنه وخلال فترة الحرب، لم يتم التوثيق لجرائم، مقارنة بالفترات السابقة عليها، وهو ما يؤكد أن الشعب، التف حول الجيش، ولم يكن لديه شغل شاغل، سوى الدعم حتى النصر، الذى تحقق بفضل الإيمان بالله، وترديد الجنود عبارة "الله أكبر"، وبفضل تلاحم قوى الشعب خلف الجيش.

لا ننسى كذلك الدور الذى لعبته الوحدات العربية، التى قامت بمساندة الجيش المصرى، عسكريا واقتصاديا، وكان فى المقدمة منها الجيش السورى، والمملكة العربية السعودية، الذى قامت بوقف تصدير النفط للخارج، ودعم الجيش المصرى.

نعود إلى دور الإعلام، ونؤكد أنه كانت له فعاليته، وكان له دور هام، نبع من الإيمان بقضايا الوطن، التى يعد الشعب الأساس فيها، فلم ينفصل الإعلام، صحافة ووسائل مرئية، عن المواطنين، وكان ينقل أوجاعهم، ويطرح أمانيهم، حتى تحققت الوحدة بين القرار السياسى، والإرادة الشعبية، فتحقق النصر.

لم يتوقف دور الإعلام عند المشاركة فى صناعة نصر أكتوبر، ولكنه امتد بعدها فى معركة جديدة، هى معركة إعادة التعمير والبناء، بعد أن خرجت مصر من تلك الحرب، بأوضاع اقتصادية، كانت فى حاجة إلى إصلاح وتطوير، للمشاركة فى التعمير.

وسائل الإعلام، عندى، فى حاجة إلى إعادة نظر، فى الأداء، وفى الآليات، حتى يعود إلى دوره البناء فى المجتمع، والمساند لقضايا الدولة، وفى القلب منها الشعب المصرى العظيم.

لايمكن لإعلام، لا يزال لا يفرق بين السين والثاء، والهاء والتاء، والزين والذال، أن يساهم فى تنمية الثقافة العربية لدى شعب، لغته الرسمية هى اللغة العربية.

لايمكن لإعلام انفصل عن المواطنين، أن يساهم فى صنع قرار سليم، ولا يمكن لإعلام، رفع شعار الربح على حساب المبادئ، أن يبنى دولة.

الإعلام عموما فى حاجة إلى استلهام روح النصر الذى تحقق فى أكتوبر، من حيث الثقافة والعطاء، حتى يستطيع أن يسترد بعضا من رسالته التى فقدها، وحطمها البعض على صخرة المصالح الخاصة، بعيدا عن الصالح العام، للشعب وللوطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط