كارنيهات للمتدربين الصحفيين

وقد حاول مجلس النقابة، قبل السابق، استثمار هذا الجدول، كأحد عوامل تنمية موارد النقابة، فحاول تفعيله، وسار حديث وقت أن كان ضياء رشوان نقيبا للصحفيين، حول ضرورة دفع الرسوم بالعملة الصعبة، للصحفيين غير المصريين.

غير أن فعالية هذا الجدول، لا تعدو كونها مظلة للبعض استطاع الانضواء تحتها، من العاملين فى الصحافة، والذين لم توفقهم الظروف للتعيين فى مؤسسات صحفية، لأسباب كثيرة، يمكن التطرق لها فى مقالة أخرى.

ونظرا للتغيرات المهنية، من حيث القوانين المنظمة، والتوسع فى الصحافة الرقمية، أصبح تفعيل جدول المنتسبين ضرورة قصوى، ليس فقط كمورد للنقابة، ولكن أيضا، كمظلة لحماية الكثيرين، الذين يعملون فى المجال الصحفى، وتحديدا فى المواقع الاخبارية، التى لها المستقبل، خاصة أنهم يتعرضون لمشاكل كثيرة أثناء تأدية عملهم، فضلا عن المخاطر القانونية التى تحيط بهم، والتى تتعلق بانتحال الصفة.

وقد سبق وأن طالبنا فى لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، بضرورة حماية المتدربين الصحفيين، خاصة أنه يتم الاعتماد عليهم بشكل كبير، خاصة فى التغطيات الخارجية، مما يعرضهم لمشاكل تتعلق بالانتماء للمهنة وعضوية النقابة، وهو ما يحدث بالفعل عند الأحداث المهمة، كتغطية التظاهرات، أو أماكن الصراعات فى الخارج، أو غير ذلك من الأحداث التى تتطلب تحقيقا للهوية الصحفية.

الأوضاع الحالية فى حاجة إما إلى تفعيل جدول المنتسبين، أو التفكير من جانب مجلس نقابة الصحفيين فى ضرورة استخراج كارنيهات للمتدربين الصحفيين، تحميهم ضد مخاطر العمل، وتوفر لهم الأمان، وأن يكون ذلك بالتنسيق بين المؤسسات الصحفية، التى ينبغى عليها تقديم شهادة بانتماء المتدرب الصحفى لها، وبين النقابة التى يجب عليها استخراج كارنيهات لهم للحماية، مقابل رسوم بسيطة، نظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المتدربون الصحفيون.

هذا الاقتراح نظنه جديرا بالمناقشة، والبحث من جانب الزملاء بمجلس النقابة، خاصة أن الفترة القادمة تشهد توسعا فى المواقع الاخبارية، والصحافة الالكترونية عموما، مما يزيد من عدد المتدربين الصحفيين، الذين يستوجب الأمر حمايتهم، وتوفير الدعم اللازم لهم، حتى يتم توفيق أوضاعهم فيما بعد ويتمكنوا من الانتقال إلى جدول تحت التمرين.