الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المملكة ترفض التهديدات.. والسعوديون يزأرون: ردنا سيكون مزلزلا.. مصر والعرب يعلنون كامل تضامنهم.. ومحاولات تسييس اختفاء خاشقجي فاشلة

السعودية ترفض التهديدات
السعودية ترفض التهديدات والملك يأمربالتحقيق في اختفاء خاشقجي

- السعودية ترفض التهديدات... وتضامن عربي وإسلامي مع موقفها
- تسييس الاختفاء والاتهامات الباطلة محاولات فاشلة

ركزت أقلام الكتاب السعوديين اليوم الاثنين، على ملف قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي والدفاع عن الرياض ضد الحملات الكاذبة التي تستهدف النيل من استقرارها، في حملة للرد على الاتهامات الباطلة ضد المملكة. 

وأمر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، النائب العام في المملكة بفتح تحقيق داخلي في قضية خاشقجي.

ووفقا لما عرضته التقارير الصحفية الصادرة في المملكة اليوم، أن أوامر ملكية صدرت للنائب العام بفتح تحقيق داخلي في قضية الصحفي خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.

وكان الملك سلمان قد أجرى اتصالا بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، اتفقا خلاله على تشكيل فريق تحقيق مشترك.

ويأتي ذلك عقب إعلان المملكة رفضها للتهديدات الغربية حول تلك القضية... والتضامن العربي والإسلامي مع موقفها، وفي ذلك قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، العلاقات الصلبة بين البلدين. وأعرب عن شكره على ترحيب إردوغان بمقترح المملكة تشكيل فريق عمل مشترك لبحث موضوع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي.

وشدد الملك سلمان على «حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص تركيا على ذلك، وأنه لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة». وبدوره، ثمّن الرئيس إردوغان «العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة والوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين»، وأكد «حرصه على تعزيزها وتطويرها».

كما تلقى الملك سلمان أمس اتصالًا من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، أكد خلاله وقوف البحرين مع السعودية ضد كل من يحاول النيل منها أو الإساءة إليها، ورفضها القاطع لكل من يحاول المساس بسياسة وسيادة السعودية. وعبر خادم الحرمين الشريفين عن شكره للملك حمد بن عيسى وللشعب البحريني على مشاعرهم الأخوية، مؤكدا أن السعودية ترفض كل ما من شأنه النيل من سمعتها، وحرصها على مواطنيها في كل مكان.

وكان مصدر سعودي مسؤول قد أكد في وقت سابق أمس رفض المملكة التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة، مضيفًا أنه في حال تلقت المملكة أي إجراء فإنها سترد عليه بإجراء أكبر.

بدورها، قالت السفارة السعودية في واشنطن إن الرياض تشكر الدول، بما فيها الولايات المتحدة «لعدم القفز إلى استنتاجات» بشأن اختفاء خاشقجي في إسطنبول.

وأشارت الشرق الأوسط إلى ما أعلنته وزارة الخارجية من أن مصر «تتابع بقلق» تداعيات اختفاء خاشقجي، وتؤكد «أهمية الكشف عن حقيقة ما حدث في إطار تحقيق شفاف، مع التشديد على خطورة استباق التحقيقات وتوجيه الاتهامات جزافًا».

كما أعرب اليمن عن «وقوفه وتضامنه التام» مع السعودية».

كما أعرب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد عن تضامن بلاده التام مع السعودية، ورفضها كل المحاولات التي من شأنها إلحاق الضرر بدور السعودية في إرساء الأمن والسلام الإقليمي وبسمعة السعودية العربية والإسلامية والدولية. كما قالت وزارة الخارجية في سلطنة عمان إن السلطنة «تابعت باهتمام البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية... وإذ تساند السلطنة المملكة في جهودها لاستجلاء الحقيقة فإنها تدعو الأطراف كافة إلى عدم التسرع والتثبت قبل إصدار أي أحكام مسبقة».

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري تضامنه مع السعودية في مواجهة الحملات التي تستهدفها، وقال «إن المكانة التي تحتلها السعودية تضعها في مصاف الدول المركزية المؤتمنة على استقرار المنطقة». كما أكد الأردن «وقوفه مع السعودية في مواجهة الشائعات والحملات التي تستهدفها دون الاستناد إلى الحقائق»، ودعمه «للموقف السعودي المشدِّد على ضرورة تغليب العقل والحكمة في البحث عن الحقيقة». وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن فلسطين «كانت وما زالت وستبقى إلى جانب المملكة». وأعربت جيبوتي، عن تضامنها مع السعودية ضد كل من يحاول المساس بها، ونددت بـ {الحملة التي تتعرض لها السعودية}.

ورحب الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بالموقف السعودي الرافض لأي تهديدات، وقال إن «مكانة السعودية ومحوريتها في العلاقات الدولية تجعلها فوق الشبهات التي يروج لها الإعلام المغرض».

كذلك، عبر مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية، عن رفض الجامعة التلويح باستخدام العقوبات أداة لتحقيق أهداف سياسية. كما استنكر الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الحملة الإعلامية التي تتعرض لها السعودية، وقال إن «ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام اتهامات زائفة وادعاءات باطلة لا تستند إلى حقائق، وتهدف إلى الإساءة إلى المملكة».

إلى ذلك، قالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك أمس، إنها تشجع الجهود السعودية التركية المشتركة للتحقيق في قضية اختفاء خاشقجي.

وتأتي الحملة التي تشن ضد السعودية لاستهداف «تسييس الاختفاء وإلقاء الاتهامات الباطلة جزافا ضد المملكة» وفي ذلك وجهت صحيفة «اليوم»  السعودية افتتاحيتها حول هذا الموضوع، وقالت إن «تسييس اختفاء الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوظيفه لكيل الاتهامات الباطلة ضد المملكة، هي محاولة فاشلة للنيل من الحقائق وقلبها، وإزاء ذلك جاءت تأكيدات الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لشجب واستنكار المملكة لما تداولته بعض الأوساط الإعلامية المغرضة من مزاعم وأكاذيب حول اختفاء الكاتب، فهي لا تشكل إلا هجوما ضد المملكة، لا تستند إلى أي حقيقة ثابتة، بل هي غارقة في بؤر الباطل

وأضافت أن مطلقي تلك الشائعات يحاولون تسييس الاختفاء لأغراض سياسية ولتمرير عدوانهم المستحكم ضد المملكة التي رأت تشكيل لجنة مشتركة (سعودية - تركية)؛ للتحقيق في ملابسات الاختفاء وظروفه وأسبابه.

وأوضحت: لقد حرصت المملكة دائما على مصالح مواطنيها في الداخل والخارج، والكاتب هو مواطن سعودي يهمها الوقوف على ظروف اختفائه تبيانا للحقائق ودحضا للأباطيل التي تزامنت مع الاختفاء، وإعلان الحقيقة المجردة حول الاختفاء هو ما تسعى له المملكة من خلال اللجنة المشتركة التي نادت بتنظيمها للوصول إلى نشر ما يكتنف الاختفاء من ملابسات.

وتزأر صحيفة «عكاظ» في افتتاحيتها بعنوان كلماته رددها السعوديون «ردنا سيكون مزلزلا»، إذ لم تكن المملكة طوال تاريخها دولة هامشية، أو دولة تقبل بالتهديد والابتزاز، بل كانت في أكثر المواقف حساسية في صدارة الدول التي تتخذ موقفا صريحا ونزيها وجريئا، مهما كانت تبعات هذا الموقف ثقيلة، وذلك لثقتها في قوتها وإيمانها بمبادئها.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن المملكة ليست رأس الهرم في محيطها العربي ولا زعيمة العالم الإسلامي والمدافعة عن حقوقه ومصالحه وقضاياه فقط، بل هي دولة تمثل ثقلا دوليا يوازي الدول الكبرى، بسبب موقفها السياسي وثقلها الاقتصادي ودورها المحوري.

وجاءت تصريحات المصدر المسؤول أمس متماشية تماما مع خط المملكة الأصيل والمستمر في رفض أي نوع من أنواع التهديد ومن أي طرف كان، وأن المملكة لن تتوانى في الرد على أي إجراء يمس أمنها أو اقتصادها أو سيادتها بإجراء أكبر منه وأكثر دويا.

وكتبت صحيفة «الرياض» في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «الرد المنطقي» أن بلادنا وعبر عقود طويلة من الزمن مرت بالعديد من المراحل السياسية والاقتصادية والتنموية، وشهدت تحولات كان من الممكن أن تؤثر بالسلب على مسيرتنا الوطنية التي نعتز ونفتخر بها، وبفضل من المولى عزّ وجل ثم بحكمة قيادتنا التي هي منا ونحن منها تجاوزنا كل المصاعب وتخطينا كل العقبات ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من عزة ورفعة وشموخ.

وأوضحت أن محاولات النيل من المملكة باستغلال حدث ما زال دون نهاية والقفز إلى الاستنتاج دون الوصول إلى الحقيقة الدامغة يعد أمرًا معيبًا في حق دول ومؤسسات إعلامية تدعي البحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة ثم تسقط في مستنقع الترويج لروايات مختلقة من خيال مريض أراد قلبَ الحقائق فانقلبت عليه بموقف سعودي حازم ألجم كل الألسن وكسر كل الأقلام الرديئة التي اعتقدت أنها تستطيع النيل من سيادتنا وموقفنا الصلب الذي لا تعنيه محاولات الافتراء المكشوف والمؤامرات والدسائس التي اعتدنا مواجهتها بالحقائق الدامغة وبالمواقف الثابتة التي لا تقبل أبدًا ولا في أي حال من الأحوال المس بوطننا سواء بالتلميح أو التصريح.

وختمت: نحن نعرف من نكون وهم يعرفون من نكون وأيضًا يعرفون من يكونون، يعرفون تمام المعرفة أن المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها ومكانتها وإمكاناتها وتاريخها وجغرافيتها تستطيع الذود عن نفسها وأن تجابه كل من يحاول النيل منها مجابهة لا هوادة فيها، وأنها سترد على أي إجراء ضد مصالحها الرد المناسب اللائق بكونها الدولة الرائدة في العالمين العربي والإسلامي وكعضو فاعل جدًا ومؤثر في المجتمع الدولي.