الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القطط تواسي مرضى العناية المركزة.. مستشفى أزهر دمياط بلا أطباء ولا علاج ولا معاملة حسنة

قطط على أسرة المرضى
قطط على أسرة المرضى

المرضى لا يزدادون سوى مرضا، والمرافقون يذوقون صنوفا من العذاب، تلك هي الحالة التي عليها مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة من المعاناة اليومية نتيجة إهمال وعدم انضباط وتسيب يسود أروقة المستشفى الجامعي.

ويعد المستشفى أحد المستشفيات التابعة لجامعة الأزهر، والذي تم التشغيل المبدئي له يوم 10 أغسطس 1999، بينما افتتح رسميا يوم 10 أغسطس 2000 بحضور قيادات الأزهر، وعلى رأسهم شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمد سيد طنطاوي، والدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر. 


مبنى هائل يضم كل الأقسام
ويبلغ إجمالي المساحة الكلية لأرض المستشفى 1360850.4 متر بسور إجمالي طوله 1666 مترا، ويبلغ إجمالي مساحة المبانى 5704 مترا ويشتمل على عدد من الأقسام، منها قسم الاستقبال والطوارئ وقسم العيادات الخارجية وقسم الأشعة، بالإضافة للأقسام الداخلية وتتضمن أقسام الجراحة العامة، وأقسام الجراحة الخاصة، وأقسام الباطنة العامة، وأقسام الباطنة الخاصة، وأقسام النساء والتوليد وقسم الأطفال، وقسم الرعاية المركزة العامة، والرعاية المركزة الخاصة، وكذلك قسم الباثولوجيا الإكلينيكية، وقسم التعقيم، وقسم المناظير، وقسم العمليات ووحدة الرعاية المركزة ورعاية قلب وصدر، وقسم الحضانات ويوجد بها 5 حضانات لاستقبال الأطفال ناقصي النمو وحديثى الولادة، كما يوجد بها 15 سريرا للأطفال حديثى الولادة، علاوة على قسم الصيدلية. 

وتوجد صيدلية خارجى للصرف لمرضى العيادات الخارجية، والصيدلية الداخلية للصرف على الأقسام الداخلية المختلفة وصيدلية لحالات الطوارئ بالمستشفى، فضلا عن قسم التبريد والتكييف وقسم الغسيل والكى وقسم التغذية، ويوجد بالمستشفى أيضا شبكة الغازات ووحدة الطاقة الشمسية ووحدة الكهرباء.

الأطباء الكبار يهربون للعمل في عياداتهم الخاصة
وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن هناك شكاوى متواصلة من الإهمال، وسوء حالة المستشفى وانعدام المتابعة، وغياب الأطباء، خاصة الكبار منهم، ما تسبب في تدهور حالة المستشفى لدرجة أن عددا من النواب عن المحافظة فاجأوا المستشفى للاطلاع على أرض الواقع عما تلقوه من شكاوى، لتنتابهم حالة من الغضب الشديد من سوء حالة المستشفى وعدم وجود أطباء، رغم أنه كان من بين النواب الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق.
يحكي فؤاد جاد عن الحال داخل المستشفى فيقول: "نموذج مثالي للإهمال والتسيب، وإهدار حق المرضى، المستشفى لا يتواجد به الأطباء، نظرا لتركيزهم في عياداتهم الخاصة، ولا يحضرون إلا ساعات قليلة في يوم أو يومين لإجراء بعض العمليات الجراحية، وهو ما تسبب في وجود قائمة انتظار للمرضى تصل لثلاثة أشهر، انتظارا لتحديد موعد إجراء العملية، ما يعرض حياتهم للخطر". 

القطط تواسي المرضى
وتؤكد إيناس إبراهيم، موظفة: "كبار الأطباء لا يحضرون للمستشفى، فهم يخزنون مجهودهم من أجل عياداتهم ومرضاهم، تاركين مرضى المستشفى يبحثون عن طبيب يداوي جراحهم".

وأقسمت أن المستشفى في أسوأ حالاته، والنظافة متردية، والقطط تواسي المرضى في أوجاعهم، بل وتشاركهم النوم على السرير، وكذلك الطعام في بعض الأحيان.

وقالت إن المستشفى يخلو من الأطباء معظم الأوقات، تاركين المرضى يبحثون عن طبيب يعالجهم، أو يجري لهم عملية ولو بسيطة، علاوة علي سوء حالة العنابر وتهالك محتوياتها، فضلا عن سوء حالة دورات المياه، وسوء حالة المصعد لدرجة تسببه في وفاة شخص من عمال الصيانة، وهو من الدقهلية، بعد سقوط المصعد عليه فجأة، ما تسبب في وفاته في الحال.

سوء المعاملة.. عرض مستمر
واستنكر محمد عاطف أحد المواطنين، الحال الذى وصلت اليه المستشفى قائلا "كنا ننتظر أن تكون مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة صرحا طبيا يتوجه له المرضى الذين يواجهون معاناة شديدة داخل المستشفيات المركزية بالمحافظة، إلا أنها أصبحت نموذجا للإهمال، والتقصير في حق المرضى، وسوء معاملتهم سواء من جانب الأطباء وطاقم التمريض، وهو الأمر الذي دفع الشرطة للتدخل عدة مرات لفض الاشتباك بين بعض رواد المستشفى والبعض الآخر من العاملين بالمستشفى. 

وقال إن الإهمال والتسيب يصل إلى حد عدم وجود أبسط المستلزمات الطبية اللازمة للمريض من مسامير أو شرائح أو خيوط جراحة أو أدوية، علاوة على رفض المستشفى المتكرر استقبال حالات جديدة بغرف العناية المركزة بحجة عدم وجود سرائر خالية وانشغالها الدائم بمرضى آخرين.

غياب الإدارة والمتابعة
واعترف أحد الأطباء - رفض ذكر اسمه - بوجود مشكلات تتعلق بالخدمة الطبية، أهمها غياب كبار الأطباء معظم الوقت وعدم حضورهم إلا يوم فقط لا تكفي لتغطية قائمة الانتظار التي تمتد بالشهور، وسط غياب من المتابعة من الإدارة، ورفع المعاناة عن المرضى داخل المستشفى.

واتهم مرافقي بعض المرضى بإثارة الشغب والفوضى داخل المستشفى بسبب إصرارهم على مرافقة مرضاهم بغرف الكشف، وأحيانا داخل غرف العناية المركزة، ما يؤثر سلبا على الخدمة الطبية التي تقدم للمرضى، علاوة على ما يتعرض له بعض الأطباء من تطاول وسباب من جانب أهالي بعض المرضى.