الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماهر العطار.. ع الرملة


يوم الجمعة 5 أكتوبر في تمام الحادية عشر صباحا في مركز الإبداع الموسيقي التابع لكلية التربية الموسيقية دخلت إلى مكتبي فتاة جميلة يناهز عمرها الثلاثين عاما، تطلب دراسة آلة البيانو، فتاة اجتماعية من الدرجة الأولى، قوية الشخصية، ممشوقة القوام، عذبة الصوت، يُطل من عينيها بريق الموهبة، سألتها عن إسمها فأجابت (ريهام العطار)، فأمعنت النظر في ملامحها فرأيت نفسي أمام المطرب الفنان القدير (ماهر العطار)، وبالفعل أكدت لي ريهام أنها إبنه ماهر العطار، ذلك المطرب الكبير الذي ذاع صيته منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وبالفعل بدأت دروس البيانو مع ريهام التي أذهلتني بموهبتها المتأججة وإحساسها المتوهج، فعلا (ابن الوز عوام).
بعد انتهاء اليوم حدثت أحد أصدقائي الموسيقيين (صغار السن) بأن ريهام إبنة ماهر العطار تدرس معي العزف على آلة البيانو، وقد فوجئت برد صديقي الذي أحزنني كثيرًا حين قال لي سائلا هل تقصد ماهر العطار أبو أحمد العطار؟
وهنا أجبته بحدة مقصودة وقلت له أن ماهر العطار "عَلَمٌ" ولا يجب تعريفه عن طريق ابنه، بل العكس صحيح، فحينما نُعرف المطرب الشاب أحمد العطار يجب أن نذكر أنه ابن الفنان القدير ماهر العطار وليس العكس، ذلك المطرب الذي ظهر في وجود عمالقة الغناء الشعبي مثل (محمد العزبي و محمد رشدي)، وبالرغم من ذلك فقد غنى واشتهر بعذوبة صوته ودفء إحساسه، حتى أن أغنيته (إفرش منديلك على الرملة) حققت نجاحا منقطع النظير حيث وزعت (17 ألف) اسطوانة في ثلاثة أيام فقط، وهي من كلمات (محسن عزت) ولحن (إبراهيم رأفت)، كما لحن له (محمد الموجي( عدة أغنيات منها "بلغوه"، "داب داب"، "دوبوني الغمزتين".
وهنا أوجه اللوم والعتاب إلى وسائل الإعلام الرسمية في مصر والتي أغفلت حق هذا الفنان القدير، ليس هو فحسب بل والعديد من عمالقة الغناء العربي الأصيل مثل (عبد الغني السيد وكارم محمود وعبد العزيز محمود وكمال حسني وغيرهم.....)
ويجب عليّ في هذا المقام أن أعرف جيل الشباب الذين لم يعاصروا هذا الفنان القدير وأن ألقي الضوء على بعض أعماله:
ماهر العطار من مواليد الثانى والعشرين من شهر يناير عام 1939 بباب الشعرية بمحافظة القاهرة، بعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة العباسية إلتحق بكلية التجارة جامعة عين شمس وأثناء دراسته بالفرقة الأولى غنى في برنامج الهواة بالإذاعة، وبالمصادفة استمع إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلب أن يسمعه وجها لوجه، وقد حصل ماهر العطار على بكالوريوس التجارة وشهادة معهد الموسيقى العربية.
شارك ماهر العطار في حفلات أضواء المدينة وقدم مجموعة من الأغنيات التي لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور ومنها: (إفرش منديلك ع الرمله، مين يأمن لك مين، داب قلبى)، كما شارك في مجموعة من الأفلام منها: (احترس من الحب مع زبيدة ثروت، والنغم الحزين مع سامية جمال، وبنات بحري مع عبد السلام النابلسي، وزينات صدقي)، كما شارك أيضا في بعض المسرحيات.
كان لماهر العطار نشاط نقابى كبير، فتولى مناصب عديدة في نقابة المهن الموسيقية أكتر من مرة كعضو مجلس إدارة وأمينا للصندوق لعدة سنوات.
إعتزل المطرب ماهر العطار الغناء والفن منذ سنوات بسبب مرضه، وقد أجرى عملية دقيقة منذ بضعة أيام، وأرجو من جميع محبي الفن الأصيل الدعاء له بالصحة والعافية..... دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط