الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جوزيف رامز: 2 مليار دولار استثمارات مصر في إثيوبيا.. وحب الإثيوبيين للسيسي سبب حل أزمة سد النهضة

الدكتور جوزيف رامز
الدكتور جوزيف رامز أستاذ الدراسات الإفريقية

العالم يتكالب على الاستفادة من أفريقيا
إثيوبيا قوة لا يستهان بها.. وتمتلك 11 نهرًا غير النيل
حب الإثيوبيين للسيسي سبب حل أزمة سد النهضة
3 محطات هامة رسخت علاقة مصر بدول إفريقيا
5 أسباب وراء اهتمام مصر بإفريقيا
الاستثمارات المصرية في إثيوبيا بلغت 2 مليار دولار
استثمار مصر في سد النهضة يخدم مصلحتها


يرى الدكتور جوزيف رامز، المستشار الإعلامي السابق في إثيوبيا، وأستاذ الدراسات الأفريقية عن العلاقات المصرية الإفريقية، خصوصًا العلاقات مع مصر والسودان، أن إثيوبيا والسودان أهم دولتين بالنسبة لمصر، وأهم من أمريكا والقوى العظمى نفسها، والعالم بدأ يتكالب على الاستفادة من الدول الأفريقية.

كما تحدث "رامز"، خلال ندوة أقامها موقع "صدى البلد" عن ملف سد النهضة، مبرزًا دور الرئيس عبدالفتاح السيسي في تجاوز تلك الأزمة، مؤكدًا أن هناك 3 محطات مهمة جدًا في ترسيخ العلاقات المصرية الأفريقية، أولاها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمجموعة من الدول الإفريقي مثل إثيوبيا والسودان وكينيا وإريتريا وجنوب السودان وغيرها، ما يعني وجود تشاور مستمر مع هذه الدول.

زيارات الرئيس لأفريقيا

وأضاف "رامز" أن هناك زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي في أغسطس 2017 لـ4 دول أفريقيا هي "تنزانيا، ورواندا، والجابون والتشاد"، كانت في غاية الهامة إذ إنها كانت زيارة استراتيجية من الدرجة الأولى، وذلك ليس لأنها تناولت قضية المياه فقط، بل إنها تناولت العلاقات الأمنية ومكافحة الإرهاب، ودعم العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمن القومي ومكافحة الإرهاب كانوا حاضرين في هذه الزيارة.

قمة نهر النيل الأولى

وتابع: أن القمة الثانية كانت قمة نهر النيل الأولى، التي نجحت مصر في عقدها للمرة الأولى، في 22 يونيو 2015 في عنتيبي في أوغاندا، بمشاركة 14 دولة، وقد حملت مكاسب عديدة لمصر إذ إنها تساعد في الحفاظ على الأمن المائي المصري، لأنه كان من المهم جدا ان تعرف تلك الدول أننا نؤمن بحقها في التنمية وهناك مرونة في التعامل معهم، ولكن كان شعار القمة "مرونة دون تفريط في الحقوق"، أي أن حقوق مصر محفوظة.

وأوضح أن المحطة الثالثة تتمثل في الامتداد، وزيادة الفعاليات والزيارات والأنشطة المتبادلة بين مصر وهذه الدول.

انفتاح مصر على إفريقيا

وقال المستشار الإعلامي السابق في إثيوبيا، إن مصر انفتحت بشكل كبير على دول أفريقيا، وأظهرت الدولة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماما كبيرا بها.

ثلث زيارات الرئيس كانت لإثبوبيا

وأضاف أن هناك اهتماما مصريا كبيرا بإفريقيا في كل النواحي، إذ أن زيارات الرئيس السيسي لإفريقيا تمثل حوالي الثلث من زياراته الخارجية في العموم، وهذه الزيارات فعالة، كما أنه حريص على حضور القمة الإفريقية.

سبب الاهتمام الإفريقي

وأرجع الخبير في الشأن الإفريقي هذا الاهتمام المصري إلى 5 أسباب رئيسية تقف وراء اهتمام الدولة المصرية بالانفتاح على دول قارة إفريقيا، أولها هو الامتداد الطبيعي والجغرافي، والأمن القومي المصري في حدودها الجنوبية.

وأوضح أن السبب الثالث الذي يعد الأهم وهو "منابع نهر النيل" التي تصل إلى مصر خاصة من الهضبة الإثيوبية وهي حوالي 86% ومن 14% من البحيرات الاستوائية، وهي حصة مصر المائية من أفريقيا.

سوق للمنتجات المصرية

وتابع: السبب الرابع أن أفريقيا بحكم تعدادها وأنها قارة بكرة فهي تعتبر سوق خصبة لتسويق المنتجات المصرية، خصوصا أن المنافسة فيها ليست قوية لأنها سوق بكر كالأسواق الأوروبية وأمريكا.

وأكد المستشار الإعلامي السابق في إثيوبيا أن السوق الأفريقية سوق بكر، ومنتظر أن يكون للمنتجات المصرية فيها مستقبلا كبيرا، وستجد رواجا فيها، والسبب الخامس أنها تمثل لمصر كتلة دبلوماسية هامة للتصويت؛ إذ أن عدد أعضائها حوالي ما بين ربع وثلث الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدد 55 دولة، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في أي قضية تخص مصر أو تخص الأمة العربية.

وأشار إلى أن قمة استفادة مصر من دول القارة الأفريقية كانت خلال حرب أكتوبر، من حيث القرارات المساندة لمصر.

الكوميسا

وقال الدكتور جوزيف رامز إن مصر استفادت بشكل رئيسي من تجمع "الكوميسا"، فعلاقاتنا مع 20 دولة في الشرق والجنوب أضافت الكثير لمصر.

وأضاف أن علاقاتنا مع دول الكوميسا، فتحت العديد من الأسواق التجارية أمام مصر، وهي تعد من المحطات المهمة التي استفدنا منها بشكل كبير اقتصاديا، لافتا إلى أن إن إحدى تطلعات الاتحاد الإفريقي التي يجب العمل عليها والاستفادة منها هو مقترح "أفريقيا الموحدة"، الذي يعمل على توحيد الدول الإفريقية وتوسيع آفاق التعاون فيما بينها بلا حدود.

نهج الرئيس السيسي

وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، لديه توجه واضح وصريح في الانفتاح على أفريقيا نظرا لإدراكه لأهمية دول القارة السمراء الاقتصادية لمصر، حتى إنه تم إقرار مادة في الدستور المصري يعبر عن انتماء مصر الأفريقي، وهو خطوة مهمة، فاعترافنا بأفريقيا وأهميتها بات ملموسا.

وتابع: فضلا عن تطور العلاقات الاقتصادية مع دول حوض النيل، كما أنه لدينا استثمارات في إثيوبيا لا تقل عن 2 مليار دولار.

الإعفاء الجمركي بين مصر وإثيوبيا والسودان

ودعا المستشار الإعلامي السابق في إثيوبيا إلى عقد اتفاق الإعفاء الجمركي على السلع بين مصر والسودان وإثيوبيا، لأن المصلحة المشتركة التي تجمع الدول الثلاث كبيرة جدا، ويفضل أن يتم تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية المختلفة.

وقال إن دبلوماسية القمة التي انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع القيادات الإثيوبية والسودانية كانت أبرز أسباب حل الكثير من مشكلات سد النهضة.

سيكولوجية الإثيوبيين

وأضاف أن الأفارقة بصفة عامة من حيث سيكولوجيتهم فإنهم يحبون الشخص أولا ثم يحدث التوافق على أي قضية خلافية، وهو ما استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتغلب عليه، إذ إنه بادر وزار الإثيوبيين واستطاع أن يكتسب حبهم، ومن ثم كانت دبلوماسية القمة، ثم إيجاد حلول لأغلب مشكلات سد النهضة.

إيجابية سد النهضة

وأوضح أن قضية سد النهضة شهدت الكثير من التطورات الإيجابية ونجاحات تحققت، بعدما بادر الرئيس السيسي بزيارة إثيوبيا في 2015، وألقى كلمة مهمة جدا أمام البرلمان الإثيوبي، وقبلها تم توقيع الاتفاق الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، ووافقت مصر على بناء السد وفق أننا نعترف بحق إثيوبيا في التنمية وفي المقابل أنتم تعترفون بحقنا في الحياة.

وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي التقى برئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي مريام ديسالين أكثر من 10مرات، وهو معدل كبير جدا، كما التقى رئيس الوزراء الحالي مرتين، إحداهما في القاهرة والأخرى في منتدى الصين في سبتمبر، وخلال اللقاءين كان هناك تواصل دائم.

وأضاف أن دبلوماسية القمة التي رسخها الرئيس عبدالفتاح السيسي في التعامل مع إثيوبيا والسودان جعلت الأمور الفنية المعقدة تبدو أكثر مرونة، رغم أنه لم يتم الاتفاق بشكل نهائي.

سياسية إثوبية لم تتغير

وقال الدكتور جوزيف رامز، المستشار الإعلامي السابق في إثيوبيا، إن سياسة إثيوبيا تجاه قضية الأمن المائي لم تتغير منذ عهد الإمبراطور، فهم مقتنعون بحقهم في الاستفادة من نهر النيل.

وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع أن يزيح الكثير من جبال الثلج في العلاقات المصرية الإثيوبية منذ توليه السلطة، وتمكن من التقرب إلى الإثيوبيين واكتساب ثقتهم، خصوصا عندما ذهب إلى البرلمان الإثيوبي.

سد النهضة أمر واقع

وأوضح أن على مصر أن تتعامل مع سد النهضة كأمر واقع، وان نتجه للتفكير في كيفية الاستفادة منه والتقليل من آثاره الضارة على مصر، لافتا إلى أن إثيوبيا قوة لا يستهان بها؛ إذ إنها ثالث قوة عسكرية في إفريقيا بعد مصر والمغرب، كما أنها مطلة على 11 نهرا غير نهر النيل، ولكنهم مقتنعون تماما بضرورة الاستفادة من نهر النيل.

استفادة مصر من سد النهضة

وأشار إلى أنه يمكن أن تستفيد مصر من الكهرباء المولدة من السد وتصديرها إلى أوروبا، مؤكدا أن هناك حدثين مهمين جدا أثرا بشكل كبير في انفراجة أزمة سد النهضة، أولهما قمة حوض النيل في شهر يونيو 2017، التي أكدنا خلالها على تمسكنا بحقوقنا في نهر النيل، والأمر الآخر وهو التقارب بين مصر وإثيوبيا في عهد الرئيس السيسي وانعكاسه على الجوانب الفنية والمفاوضات التي تتم بين الدول الثلاث.

وقال الدكتور جوزيف رامز، إن دول العالم باتت تتكالب على الاستفادة من قارة إفريقيا، في مختلف الأصعدة والمجالات.

تهافت الدول على إفريقيا

وأضاف أن هناك دول تقليدية تستثمر في إفريقيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، والآن هناك العديد من الدول الأخرى تتكالب على الاستفادة من إفريقيا مثل تركيا، وتواجدها في إفريقيا والقرن الإفريقي، وأيضا إيران، وإسرائيل، وروسيا، والهند لها منتدى إفريقي، وأيضا الصين واليابان وغيرها، والكثير من الدول الآسيوية.

وأوضح أن زخم التزاحم على الاستفادة من إفريقيا اقتصاديا حاول بعض الدول أن يستخدموها للضغط السياسي، كما حاولت تركيا أن تستغل توجدها في القرن الإفريقي لتضييق الخناق على مصر.

مصالحات القارة الإفريقية

وأكد الخبير في الشأن الإفريقي ان المصالحات التي شهدتها القارة الإفريقية كانت تصب في صالح مصر وأبرزها التصالح بين إثيوبيا وإريتريا، وغيرها من المصالحات، وأيضا يجب أن تفعل مصر تواجدها في عقد تلك المصالحات.

وقال إن سد النهضة الإثيوبي تم إنشاؤه في غفلة منا، فكانت الدولة المصرية منشغلة في ثورة 25 يناير، والآن نتعامل معه كأمر واقع نحاول أن نقلل من أضراره.

استثمار مصر في سد النهضة

وأضاف أن مصر يمكن أن تتحول إلى مستثمر في سد النهضة، بل إن هذا الأمر من مصلحة مصر، إذ إن هذا التصرف يعمل على كسر حاجز الخوف لدى المصريين، فضلا عن تواجدنا في وسط الحدث، ونكون قريبين مما يحدث في سد النهضة.

وأوضح أن الخبراء أجمعوا على أن سد النهضة سيكون له فوائد لمصر، ولكن الخوف الذي تسرب إلى المصريين من أضراره كان بسبب المعالجة الإعلامية الخاطئة، لأنه تم تضخيم الموضوع وعرضه بشكل مبالغ فيه.

وتابع ان موضوع سد النهضة لم يتغير بأي شكل من الأشكال منذ عهد الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي، والرئيس الشيوعي ملس زيناوي، إلى أن جاء ديسالين المنتمي لحزب الجبهة، ثم رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، 5 حكام لديهم استراتيجية واحدة تجاه قضية المياه لم تتغير، تتمثل في الاحتفاظ بحقوقهم في الاستفادة من المياه في التنمية ومكافحة الفقر وتوليد الكهرباء.