الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تصاعد الأزمة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.. ترامب يعلن الانسحاب من معاهدة 1987.. واتهامات وتهديدات متبادلة بين موسكو وواشنطن

دونالد ترامب وفلاديمير
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

  • ترامب يهاجم أوباما من جديد بتهمة التخاذل
  • لقاء مرتقب بين بولتون والروس في موسكو
  • لافروف: روسيا مستعدة لاستفزازات أكبر

يبدو أن الصفحة الجديدة في العلاقات الأمريكية الروسية التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بدء حملته الانتخابية، لن تكون سوى صفحة جديدة من الخلاف والتوتر، مع بدء أزمة بين البلدين بشأن الصواريخ النووية.

وأعلن ترامب أمس السبت، أنه بصدد الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا، وذلك بدعوى أن روسيا انتهكت معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1997،وذلك بعد اتهامات روسية مماثلة.

وبحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يحظر الاتفاق امتلاك أو تصنيع صواريخ متوسطة المدى من الأرض تطلق ما بين 500 و 500 5 كيلومتر.

وكالعادة لا يخلو حديث لترامب في الشؤون الدولية من انتقاد سياسات سلفه، باراك أوباما، حيث قال خلال مؤتمر انتخابي في ولاية نيفادا، إنه لا يعلم لماذا لم يتفاوض أوباما أو حتى ينسحب من اتفاق انتهكه الروس لسنوات.

فيما لم يذكر ترامب أي تفاصيل أو وقائع بعينها حول انتهاك روسيا للاتفاقية.

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2014، اتهم أوباما روسيا باختراق "آي إن إف" بعد أن زعم ​​أنها اختبرت صاروخ كروز يطلق من الأرض، وبحسب ما ورد اختار عدم الانسحاب من المعاهدة تحت ضغط من القادة الأوروبيين، الذين قالوا إن مثل هذه الخطوة قد تستأنف من جديد سباق التسلح.

وهذا ما قاله برلماني روسي في تعليقه على إعلان ترامب، حيث أكد فرانس كلينتسيفيتش عضو لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة ليس لديها أدلة تفيد بانتهاك روسيا لمعاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وبحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال كلينتسيفيتش إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من المعاهدة لم يأخذ في اعتباره مصالح حلفاء واشنطن الأوروبيين.

وأضاف أن هذا القرار لا يعد مفاجئا، على الرغم من أن موسكو كانت تأمل أن يكون الحس السليم لدى واشنطن هو السائد في النهاية.

وتابع أنه من الواضح أن واشنطن ليس لديها أدلة تثبت انتهاك روسيا لشروط المعاهدة.

كما علق مصدر من الخارجية الروسية لـ"سبوتنيك" على قرار ترامب، بأن الولايات المتحدة تحلم بعالم أحادي الجانب، وأن روسيا كشفت مرارا وتكرار السياسات الأمريكية لتدمير المعاهدة، والتي سارت نحو هذه الخطوة لسنوات عديدة عن عمد لتدمير المعاهدة.

وواصلت "بي بي سي" أن الولايات المتحدة تصر على أن الروس قاموا بخرق الاتفاق بتطويرهم صاروخا جديدا متوسط المدى أطلق عليه "ذا نوفاتور 9إم729"، والمعروف لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" باسم "إس إس سي-8".

وأوضحت أن هذا الصاروخ سيمكن روسيا من شن ضربة نووية على أي من دول "الناتو" في وقت قصير للغاية.

وأشارت إلى أن روسيا أنكرت انتهاكها الاتفاقية.

ويقول محللون إن روسيا تعتبر مثل هذه الأسلحة بديلا أرخص من الأسلحة التقليدية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة أن الولايات المتحدة تفكر في الانسحاب من المعاهدة في محاولة لمواجهة الوجود العسكري الصيني المتزايد في غرب المحيط الهادي.فيما لم تكن الصين من الموقعين على الصفقة، مما سمح لها بتطوير صواريخ متوسطة المدى دون أي ضبط.

ومن المتوقع أن يخطر مستشار الأمن القومي جون بولتون الروس بالانسحاب خلال محادثات في موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ما هي معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF)؟

هي اتفاقية وقعتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي عام 1987 في واشنطن، وتحظر جميع الصواريخ النووية وغير النووية ذات المدى القصير والمتوسط فيما عدا الصواريخ التي تطلق من البحر.

وتم توقيع تلك الاتفاقية بسبب شعور الولايات المتحدة بالقلق من الانتشار السوفيتي لنظام صواريخ "إس إس-20"، وردت بوضع صواريخ بيرشينج وكروز في أوروبا، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق.

وبحلول عام 1991، تم تدمير ما يقرب من 2700 صاروخ. كما سُمح لكل بلد منهما بتفتيش منشآت البلد الثاني.

في عام 2007 ، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المعاهدة لم تعد تخدم مصالح روسيا. جاء هذا التحرك بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ للباليستية عام 2002.

كانت آخر مرة انسحبت فيها الولايات المتحدة من معاهدة رئيسية للأسلحة في عام 2002، عندما انسحب الرئيس جورج دبليو بوش من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ للباليستية، التي حظرت الأسلحة المصممة لمواجهة الصواريخ النووية الباليستية.

وأثارت تحركات إدارة بوش لإنشاء درع صاروخي في أوروبا انزعاج الكرملين، ولتلغي إدارة أوباما الفكرة في عام 2009 ويحل محله نظام دفاعي معدّل في عام 2016.

الأمر المثير للدهشة أن إعلان ترامب جاء بعد اتهامات مماثلة من روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف، الذي قال في حوار مع قناة "آر تي فرانس" وصحيفة "لوفيجارو" وقناة"باريس ماتش" الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة قامت في ظل إدارة ترامب بتطوير أسلحة نووية صغيرة منخفضة الطاقة ما يعد انتهاكا للمعاهدة القائمة بين البلدين. 

وحذّر لافروف من أن روسيا ستكون مستعدة لاستفزازات أوسع نطاقَا.