الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نطط الكورة بدماغك .. أول فريق كرة قدم مصري لمرضى الشلل الدماغي.. فيديو وصور

صدى البلد

يلقون بأنفسهم وسط "النجيلة" الخضراء بملعب «نادي الزراعيين» في الدقي، تغمرهم السعادة وتملؤهم العزيمة, تتمايل أجسادهم بحماس فوق الكرة، ينقلونها بينهم فتتلقفها أرجلهم واحدًا تلو الآخر حتى تستقر داخل الشباك، فيصرخون «جوووول».

أول فريق كرة قدم لذوي الشلل الدماغي في مصر، مكون مما يقرب من 20 شخص، يمارسون كرة القدم على الطريقة السباعية، و تبادلون الأدوار فيما بينهم من خلال استراحات قصيرة بين اللعب، فينقسمون إلى فريقين كل لاعب منهم أمامه لاعب لديه نفس النوع من الشلل الدماغي أو يساويه في القدرة.

الشلل الدماغي عبارة خلل يصيب خلايا المخ والجهاز العصبي فيحدث اضطرابا في القدرات الحركية للجسم وأدائها مما ينتج عنه أعراض منها صعوبة في الكلام، عدم القدرة على التوازن في الحركة أو ردود الأفعال، وربما فقدان بعض الحواس، تختلف أنواعه وحدته من شخص لآخر، ويحدث عادةً لنقص الأكسجين عند ولادة الطفل أو نتيجة لحوادث الدماغ.

تنتقل الكورة إلى «عبدالله عصام» مؤسس الفريق ذو الـ24 سنة وخريج كلية التجارة، يقول عبدالله لموقع «صدى البلد»: بأن لعبة كرة القدم لذوي الشلل الدماغي موجودة منذ عام 1985، لها بطولات يشارك بها عدد كبير من دول العالم والدول الإفريقية، ولكن حتى الآن لم يتم تأسيس اتحاد مصري لها في اللجنة البارالمبية رغم أن رئيس اللجنة البارالمبية «حياة خطاب» هي عضو بالاتحاد الدولي للعبة.

وأضاف عبدالله أنه قام بمراسلة الاتحاد الدولي ورحبوا جدًا بمبادرتنا وتحدثوا إلى المسئولين في مصر لكن لم يتم اتخاذ أي خطوة حتى الآن.

لا يظهر عليهم ما يوحي لك بأنهم من ذوي الإعاقة، يتظاهرون بأنهم لا يعيقهم شئ وأن المرمى هي هدفهم الأسمى، يمررون الكرة بقوة علها تصيب هذه المرة، "هدفنا إن احنا ننشر اللعبة في كل مصر، نجمع ناس أكتر، ونكون كيان خاص بينا، بدأنا من مارس اللي فات وحلمنا نشارك في بطولات رسمية" هذا هو هدفهم الذي يحاولون تمريره للمسئولين علهم يجدوا ما يسعد شباكهم.

تراقب اللعبة من بعيد، تحيط بها حقائب لاعبي الفريق من كل جانب وتظهر على وجهها الابتسامة والحماس، مدام «صباح» موظفة بالإدارة التعليمية بالمعادي، رغم سنها وبعد المسافة جاءت لتسند ابنها «جلال» -طالب كلية الآداب- ليمارس رياضته المحببة كرة القدم، فقد دعاه أحد أبطال الفريق ليشاركهم، تقول "حاسة في عينيهم بالأمل، بيتحدوا الظروف عشان مايسيبوش نفسهم لليأس .. احنا لازم نشجعهم ونديهم الثقة في نفسهم، لما لقيت جلال بيلعب ليل نهار بالكورة في الشقة ماترددتش لحظة أجي معاه من آخر الدنيا عشان يلعب هنا".

"الحاجة اللي انت عايزها هناك .. لو ماقمتش جبتها ماحدش هيجيبهالك" اعتادت والدة عبدالله عصام أن تزرع فيه تلك الجملة، وقد جاءت ثمارها فتلك الجملة كانت الدافع له للقيام بكل شئ واقتناص الفرص دون التفكير بالإعاقة فهي مشكلة من ضمن مشاكله التي يجب أن يتعامل معها ويعترف بوجودها كما يرى "الأم والأب لازم يزودوا ثقة ولادهم بنفسهم ويدوهم بعض الاستقلالية ويخرجوهم من قالب ذوي الإعاقة اللي الناس زرعتهم فيه."

تنتقل الكرة مرة أخرى بين رياض وميسي إلى عمر ومانص وباقي الفريق لتعود إلى عبدالله فيقول معبرًا عن نفسه وزملائه: "أنا عايز ألاقي مكان في المجتمع"، ويضيف "عملنا إيفنت «نطط الكورة بدماغك» الناس اتجاوبت معاه جدًا لدرجة إن فيه ناس اشترت الكورة عشان تتصور وتشاركنا"، وينوي عبدالله إطلاق إيفنتات أخرى في الفترة المقبلة بالمشاركة مع الجامعات ومنافسة الفرق القادرة على مواجهة فريقه.