الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان ملك التراجعات.. فيديو وصور

أردوغان
أردوغان

في معاركه السياسية لا يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتباع سياسة الكر والفر، يهاجم أحيانًا وكثيرًا ما يتراجع، يعشق الظهور، ويجيد الخطب الرنانة، ويحب لغة التهديد، والظهور في شكل المحارب، لكن نتائج ما يتحصل عليه صفرًا. 

عاد أردوغان إلى الظهور مجددًا بعد مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي عقب اختفائه في قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر، استعد أردوغان جيدًا للحدث، بدا متمكنًا ومالكًا للأدلة التي تدين المملكة العربية السعودية، متوعدًا أنه "لن يبقى سر" في التحقيق حول مقتل خاشقجي حسبما أعلنت الرئاسة التركية قبل مؤتمر إعلان تفاصيل مقتل الصحفي السعودي بيومين.

وبعد أن قال الناطق باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك إن تركيا ستنشر الحقيقة كاملة مهما كلفها الثمن، فاجأ الرئيس التركي اليوم العالم بتكرار نفس المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام دولية قبيل المؤتمر الصحفي، مشيرًا إلى "إيمانه بأن الملك سلمان سيتعاون مع أنقرة في شأن التحقيقات الجارية حول مقتل خاشقجي".

لم يقدم أردوغان جديدًا، بدا أنه متراجعًا عن كشف دلائل جديدة بشأن مقتل خاشقجي كما ذكر قبيل عقد المؤتمر مهيئًا الرأي العالم العالمي لوثائق جديدة تخص مقتل الصحفي السعودي، وقال أردوغان مخاطبًا الملك سلمان "أنادي من هذا المنبر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان والإدارة السعودية، وأقول إن الحادث جرى في إسطنبول، لذا أتمنى محاسبة الخمسة عشر شخصًا+ ثلاثة في إسطنبول (مرتكبي الجريمة) هنا".

تراجعات أردوغان مستمرة، هذه المرة حين وصلت الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا ذروتها في منتصف أغسطس الماضي، وفرضت واشنطن على أنقرة عقوبات اقتصادية بعد رفض أردوغان الدائم لإطلاق سراح القس الأمريكي اندرو برونسون الذي تتهمه أنقرة بالإرهاب والتجسس لصالح جماعة فتح الله جولن.

تمادى أردوغان في رفض إطلاق سراح القس الأمريكي، ووصف العقوبات الاقتصادية الأمريكية على بلاده بأنها مؤامرة سياسية، متوعدًا الولايات المتحدة بالبحث عن شركاء وحلفاء جدد بعد أن تسببت العقوبات الأمريكية في خسارة الليرة التركية نحو 16% من قيمتها.

لم يلبث الرئيس التركي بعد هذه الأزمة سوى شهرين، حتى قرر إطلاق سراح القس الأمريكي في 12 أكتوبر الجاري، وسط زحام أزمة مقتل خاشقجي، ودون أي مقدمات فاجأ الجميع بإطلاق بالتنازل أمام رغبة الولايات المتحدة في إطلاق سراح القس الأمريكي بعد رفضه القاطع وتصريحه سابقًا بأن " هذه القضية بيد القضاء، ولا يمكن لأي سياسي التدخل فيها".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسئول أمريكي قوله إن " أردوغان مثل ترامب تماما يُعرف عنه أنه يغير موقفه باستمرار وفي اللحظة الأخيرة".

ما زالت مواقف أردوغان المتناقضة مستمرة، ولا زال التراجع عن مواقفه سمت يلازمه حيث كان وأينما حل، هذه المرة حين صرح في 24 نوفمبر 2017 بأنه لم يمانع من إجراء اتصالات مع نظام الأسد في سوريا، وقال أردوغان ردًا على احتمالية إجراء اتصالات مع الأسد "إن الأبواب السياسية دائمًا مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة".

هذا التصريح جاء بعد تصريحات متتالية من مهاجمة لنظام الأسد عقب اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، إذ رفض أردوغان التعامل مع نظام الأسد مطلقًا وقال إن "هذا النظام إرهابي لا ينبغي التعامل معه بأي شكل من الأشكال".

أردوغان المولود في 1954 هو الرئيس الثاني عشر لجمهورية تركيا، وهو أول رئيس ينتخب بالنظام الرئاسي المباشر، كان رئيسًا لوزراء تركيا في الفترة ما بين مارس 2003 وحتى عام 2014 قبل أن يصبح نظام الانتخاب رئاسيًا، وقبل ذلك كان عمدة مقاطعة اسطنبول، وهو الآن رئيس حزب العدالة والتنمية الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان التركي.