الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإخوة جبران .. العنوان.. الهوية فلسطين


العازف و المؤلف الموسيقى الفلسطينى سمير جبران، هو موسيقى فلسطينى من مدينة الناصرة، يحمل جواز السفر الإسرائيلى، ولكنه يحمل بقلبه قضية هى ( الهوية) هى قضية الأجيال الفلسطينية المتلاحقة الواعية، تزوج فتاة من (رام الله) وإنتقل للعيش هناك، وفى وقت الإنتفاضة رفض الرحيل منها و بهذا يكون حسم الصراع الداخلى لديه لصالح الهوية و القضية، بدأ مشواره الفنى منذ عام 1996 كعازف لآلة العود، ثم تعلم صناعة الفيولينة( الكمان) فى إيطاليا كأول عربى يتعلمها، بدأ مشوار هجرته الخارجية إلي فرنسا بعد أن كانت الهجرة داخل الوطن، وأقيم هناك بعد حصوله علي منحة مبدع متفرغ من مجلس الكتاب الأوربيين، إلتحق به أخويه (وسام) عام 2002، ثم (عدنان) عام 2004 فأصبح فريق الثلاثى جبران لآلة العود هو أول فريق موسيقى يضم ثلاثة عازفين عود معا.
موسيقي الجاز بين الإبداع والسياسة
يقول جبران: لا أتحدث مطلقا عما نقدمه من فن، دون التطرق للسياسة، فنحن فى فلسطين نتحدث عن سياسة المقاومة منذ نعومة أظافرنا، كما أننا نقدم فنا يحمل ثقافة وحضارة وتاريخ، وهو ما تفتقده موسيقي أعدائنا، ويرفض إحياء أى حفلات فى إسرائيل، بينما يسعد بدعوات أخري حول العالم مثل مشاركته فى مهرجان (لارزاك) بفرنسا، وهو مهرجان ضد العولمة.
يقدم الثلاثى جبران علي آلة العود موسيقي (الجاز) التى تعبر عن الحب، لا يسمونها أبدا بأسماء سياسية، حيث أن الحب الذى يغمر موسيقاهم له الغلبة دائما فى الإستحواذ علي وجدان المستمعين، كما يساعد علي تقديم صورة حقيقية عن فلسطين صاحبة الحضارة وليس كما يروج عنها بالخارج، ولذلك فإن حفلاتهم وخاصة بأوروبا تتميزبالتحفظ الممزوج بالثقة والتواصل الدافئ وتخلو من السياسة.
أما عن موسيقي الجاز، فهم يعتمدون لحن رئيسى لمقطوعاتهم، ثم ينتقلون إلي الإرتجال-(الموسيقي اللحظية الغير مدونه تأتى من خيال العازف أثناء العرض، و هى تساوى الموال المرتجل فى حالة الغناء)- علي هذا اللحن فيما يشبه الحوار بينهم مع مراعاة إظهار مهارة كل منهم ثم العودة إلي اللحن الأساسى مرة أخري .
هنا الجدير بالذكر عن تجربتهم الفريدة أن موسيقي الجاز تعتمد علي الحوار و الإرتجال بين آلات فرقة الجاز (البيانو وآلة الساكسفون والترومبيت و الكونتراباص وغيرها) بينما موسيقاهم تعتمد علي الحوار بين نفس الآله ذات الخمسة أوتار ولكن شخصية ومهارة كل منهم فى العزف هى التى تكسب الجمهور المتعة و تكسب الفرقة خصوصيتها .
جبران ودرويش..لا تعتذر عما فعلت
من أجمل أعمالهم تلك التى إحتضنت أشعار محمود درويش فيلسوف الشعر و شاعر المقاومة والحب.
عندما تستمع لتسجيل أمسية درويش لإلقاء ديوان (لا تعتذر عما فعلت) بمصاحبة عود سمير جبران، تعرف معني وحدة الثقافة ووحدة الجذور، الإنسجام والهارمونية بين الكلمات ومحاولة ترجمتها للغة الموسيقي إنما يدل علي أننا لا نتغني بهويتنا وجذورنا بقدر ما هى حقيقة واقعة لا يستطيع أحد التقليل من شأنها و تحويلها إلي مادة للسخرية مثل ما هو حال بعض من شبابنا الذى ينحاز لما يحاك له من محاولات لإقناعه بأننا الجنس الأدني .
بينما عند إستماعنا لتجربتهم مع أغنية (أهواك) و هى الأغنية الشهيرة لعبد الحليم حافظ ومن ألحان محمد عبد الوهاب، فالإرتجال بها و إظهار الإيقاع الراقص يعطيك طاقة إيجابية تكفيك لفترة طويلة ويقول عنها سمير جبران الذى أداها بصوته: أهواك تعنى أحبك، ونحن نرغب فى إظهار طاقة الحب التى مازال أهل رام الله والخليل والناصرة وكل مدن فلسطين يمتلكونها بداخلهم، لم نتحول لشعب دموى.
وهنا علينا إدراك أنه يتوجب علينا مقاومة تغيير هويتنا وسلوكنا و إيماننا بأوطاننا التى يسعي أعدائنا بكل الوسائل الممكنة أن يدفعونا للتخلى عنها .
أى حقيقة داخلية تلك التى يؤمن بها الأخوة جبران لتضعهم فى جانب المحب الواثق وتكسبهم تلك الشهرة العالمية !!
علينا عند الإستماع إليهم أن ندرك فلسفتهم و نتمسك بها معهم، فالموسيقي ليست ترتيب النغمات بشكل ممتع وجميل، بقدر ما هى فلسفة ورساله علينا دائما إدراكها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط