الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب .. العقيدة الفاسدة


الفتاوي الإجرامية باستهداف الأقباط في مصر. أول ما ظهرت كانت في ادبيات جماعة الإخوان الإرهابية في منتصف القرن الماضي.

وكان استضعاف المسيحيين والنظر إليهم باعتبارهم أقلية والزعم بضرورة فرض الجزية عليهم لأنهم يسكنون بلاد المسلمين. خطابًا أسود مقيتًا روجته جماعات التطرف والعدوان ولم تكن له أهمية حضارية أو اقتصادية أو اجتماعية تعود على الوطن بأي شىء. ولكنه كان حسبة سياسية تقف وراءها الرغبة المسعورة لجماعات التطرف بالوصول للحكم والتمكن.

ووفق الديمقراطيات الحديثة التي تعارف عليها العالم منذ أكثر من ثلاثة قرون ونصف فإن التنافس السياسي للوصول للحكم هو حق مشروع لأي جماعة وطنية تشتغل بالسياسة شرط ألا تكون جماعة عميلة أو إرهابية أو دينية أو مدفوعة من الخارج.

والقاعدة السياسية واضحة لكل من ارتضى قواعد اللعبة وهى لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.

ومن حق الجماهير أن تختار من يمثلها ليكون خادما للجميع مسلمين ومسيحيين ودروز ويهود ومن هم بلا ملة وغيرهم وغيرهم.

لكن الجماعات الدينية التي ظهرت في مصر بظهور جماعة الإخوان المسلمين كانت تكره هذه الديمقراطية وتعتبرها رجسا غربيا. وترى أن هناك في الأدبيات الإسلامية مبدأ الشورى. وأنه الافضل ونحن لا نرفض الشورى كمبدأ لانه جوهر الديمقراطية.

لكنه للأسف لم يتبلور في نظام سياسي واضح المعالم والقسمات. يبين كيف يختار الحاكم وكيف يتم عزله؟ ومن هم أعضاء الشوري وكيف يتم انتخابهم وعلى أي أسس ومعايير؟

وهل مجلس الشوري هذا وفقا للقاعدة الدينية هذه يضم مسلمين فقط أم يضم مسيحيين وباقي الملل. وغيرها وغيرها من الأسئلة.

وللاسف الشديد والحزن والعار، كان ما ظهر من هذه الشورى والرؤية الدينية القاصرة الشورى ، كان على طريقة جبهة الإنقاذ الجزائرية التي دمرت الجزائر وادخلته في طاحونة الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي.

أو على الطريقة الإيرانية الحالية بأن يصل مرشد عام للحكم يوجه الحشود بأمر إلهي كما يتصورون في هذه الخزعبلات. وتحته يقبع رئيس للجمهورية قد يقيله في أي وقت لكنه- أي المرشد- قديس لا ينطق عن الهوى ولا يحاسبه أحد ولا يقيله أحد فهو آية من آيات الله!

أو على النموذج السياسي الذي حدث في الصومال أو السودان بوصول جماعات العنف الديني للسلطة هناك وكان وجرى ما جرى في أمر هذه البلاد وهو معروف..

وأفغانستان نكبة دينية وسياسية مروعة تعتبر خير شاهد على ما تفعله هذه الجماعات الدينية بوصولها للحكم.

أما النموذج الأبشع لهذه النماذج الدينية الحاكمة، فهو نموذج تنظيم داعش الذي أطلق على نفسه ولم يتورع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – هكذا أصبح هؤلاء المجرمون دولة إسلامية- ويمكن لأي أحد أن يعرف ويري بعينيه مثالب هذه الدولة وفضائحها. إنها انحطاط سياسي وأخلاقي وديني لا يمكن وصفه.

وفي طريق الرغبة داخل مصر وخارجها للوصول للحكم وهدم المجتمعات المستقرة والثورة على الأنظمة السياسية الحاكمة بطرق إرهابية وأدبيات سوداء لا تعقل ولا تقبل ولا يقتنع بها إلا إرهابيون أمثالهم.

كان استضعاف الأقباط واستحلال دمائهم وسيلة من وسائل لفت الأنظار من جانب هؤلاء الإرهابيين لدولتهم الاسلامية المزعومة..

أما السبب فلأنهم يعلمون جيدا أن الغرب يتألم جدا لمقتل مسيحي وينتفض وهم كانوا يريدون تحقيق نقاط سياسية في الغرب على حساب الأبرياء في مصر وخارجها.

وهم في طريقهم لقتل الأبرياء من الأطفال للشيوخ والنساء لم تقف جرائمهم عند حد استهداف المسيحيين، كان المسلمون ضحايا وشهداء كذلك!

ومجزرة استهداف مسجد الروضة في شمال سيناء قبل نحو عامين لا تزال حاضرة.

إنهم يقتلون المسلمين والمسيحيين في مصر وليبيا وسوريا والعراق وعشرات الدول والمناطق على الهوية للوصول الى حكمه المزعوم على نهر من الدماء!

إنني لا أعرف ولا أستوعب أن يكون هناك قتلة مأجورون بهذا الشكل يتصورون أن قتل الأبرياء وهم ذاهبون أو عائدون من دار عبادة سواء كانت مسجد أو كنيسة أو معبد عمل يثابون عليه في الدنيا والآخرة!

إنهم قتلة ومرتزقة لا أكثر من ذلك ولا أقل عقيدتهم فاسدة وشيوخهم مضللون واستهدافهم هم واجب ليس في مصر فقط ولكن في العالم أجمع.

أنهم يحاولون بل للأسف نجحوا في أن يصدورا للعالم كله أن الاسلام دين مسلح يحث أتباعه على القتل والعنف وسفك الدماء.

إن الجرح في حادث المنيا الإرهابي الأخير ينزف. لأنه لا شىء يبيح استهداف الأبرياء ولا منطق يكمن وراء أفعال هؤلاء القتلة والوحوش.

وليس ثمة مكاسب سياسية يحققوها بأي شكل من الأشكال من جراء هذه العمليات انهم مجرمون وكفى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط