الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النيران الصديقة بين الوزير والمعلم


[نَشّن] طارق شوقي وزير التربية والتعليم علي الصدر المكشوف للدروس الخصوصية بالمداهمة المفاجئة علي السناتر ذات الصيت الكبير ب[100 قنّاص] قانونى ممنوحين حق الضبطية القضائية بموجب قرار وزارى صادر عن وزارة العدل، وهو يعلم أن أغلب الدروس الخصوصية ترتدي [طاقية الإخفاء] إما داخل بيوت أولياء الأمور أو في منازل المعلمين أنفسهم ، بما يعني أن الدروس الخصوصية ليست سناتر فقط بل أشكال متعددة فيها السناتر أخر عربة في القطار الأشاش ل [البريفت ليسون].

فالظاهرة المؤسفة يتم علاجها بدواء علقم فاسد الصلاحية لأولياء الأمور، فالوزير يُغلق دون أن يفتح نوافذ جديدة ، ويُشمّع سناتر ومراكز دون إستحضار بديل قوي، يُنقذ الطلاب من عدم جدوي أغلبية المدارس بوضعها الحالي وبنيتها المتهالكة ، والعجز الشديد في المعلمين،ونُدرة توافر الطبشور للكتابة علي البورد لشرح المقررات، وقلة ديسكات الجلوس، ناهيك عن عدم توافر النظافة وعمالها ، والحمامات ما هي إلا هياكل خارجية لإكتمال المنظر والشكل ، والشبابيك والأبواب علي الحلقان .

و[رغم] أن ما تفعله وزارة التربية والتعليم [حَسّنْ] ومطلب جماهيري منذ عشرات السنين ، إلا أنه بإجراءاته الحالية دون دراسة وبدائل تَرْتكب [جُرم ومُنكر] في حق أولياء الأمور الذين مازالوا لا يرون في أهمية ذهاب أبنائهم للمدارس سوي تسجيل الحضور والإنصراف خوفا من الفصل ، بينما المدرسة بالنسبة للطلاب وخاصة المرحلة الثانوية نُزهة لتلاقي الأصدقاء وإحياء حفلات السمر ووصلات الضحك التي يفتقدونها خارج أسوار المدرسة.

لكل هذا ستظل الدروس الخصوصية على رأس قائمة الأولويات التي تسعى الأسرة المصرية إلى تسديد فاتورتها، وأصبحت أمرًا حتميًا لا يمكن للطالب أن يستغني عنه خلال العملية التعليمية، بعد أن ركنت الوزارة المعلم علي الرف وأصبحت زيادة راتبه مجرد تصريحات للإستهلاك الإعلامي ، وأصبح تطوير التعليم في بيئة لا تستوعبه ، والإتاحة ليست متاحة ، والمدارس بيوت أشباح لا يسكنها الطلاب وخاصة الثانوية.

أصبح المعلم في مرمي النيران الصديقة من وزيره وطلابه وأولياء الأمور، مستهدف من كل شئ ف [الوزير] يحبسه ويفصله في حال إعطاء الدروس الخصوصية التي تقيه من تقلبات الحياة ، و[الطالب] كاسر نِفسه فهو مُحسّن دخله وولي نعمته بعد ربه، و[ولي الأمر] يري في مرتب المعلم الهزيل قوة في إستئجاره سُخرة لتحسين مستوي ابنه ، ولكم في الأقاليم عبرة فحصة الدرس الخصوصي في المجموعة لطلاب الإبتدائي 3 جنيهات، ولطلاب الإعدادية 4 جنيهات، ولطلاب الثانوي 5 جنيهات.

فالمعلم في قري الأقاليم بإستثناء محافظتي القاهرة والجيزة وعواصم المحافظات غلبان غُلب السنين ، شقيان ليل ونهار ، من أجل حفنة من المال تقويه علي سداد فواتير الكهرباء والمياه وروشتة الدواء وفيزيتا الأطباء وشراء متطلبات الحياة العادية ، ويدفع ضريبة وقوفه نهارا في المدرسة وبعد الظهر في السناتر أو البيوت من حياته الكثير من الأمراض وفقدان ما لذّ وطاب من متاع الدنيا ، فيعيش في ساقية دوارة يبدأ لفه فيها من حيث إنتهي سابقه إلي أن يكتشف فجأة بلوغه سن التقاعد فلا يتقاعد حتي تبلغ الروح الحلقوم .

فالخلاصة أن المُعلم لا يرتدي صديري واقي من قانون يُحّسن دخله ، ولا يعطيه وزيره مثقال حبة من خردل من مكافآت أو إثابة ترفع مرتبه وتعدل معيشته ، ولا تضع الدولة علي رأسه خوذة تقيه حرارة الأسعار ، لذلك يشعر المعلم دائما ببرودة بينه وبين وزارته ، وولي الأمر يشعر بصقيع حملات الدروس الخصوصية،فوقع بين الوزارة –الباردة- في توفير بديل حقيقي ، و زَمْهَرِير المعلمين في المطالبة بتحسين أحوالهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط