الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد "منتدى شباب العالم" الإعلامي


جهد جهيد بذلته الدولة المصرية كي يخرج "منتدى شباب العالم" في نسخته الثانية في أبهى حلة.

فإذا كانت النسخة الأولى قد ضمت 3 آلاف شاب من 100 دولة، فالنسخة الثانية قد ضمت أكثر من 5000 شاب من 160 دولة.

وتضمنت فعاليات المنتدى، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، إضافة إلى انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار "لنكسر حاجز الصمت"، بهدف الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية.

وضم جدول الجلسات نحو 46 جلسة تتمثل في 18 محورًا، وشارك فيها 222 متحدثًا إلى جانب محاكاة القمة العربية الإفريقية، إضافة إلى حفلتي الافتتاح والختام، وورش العمل التي سبقت عقد المنتدى.

ودارت النقاشات حول الإرهاب واللاجئين والهجرة غير المنتظمة، والتنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، والحضارات والثقافات ودور الآداب والفنون في مواجهة الصراعات والحروب، وصناعة قادة المستقبل وتأهيل الشباب، فضلًا عن نموذج محاكاة مجلس الأمن.

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في ختام المنتدى هذه القرارات:

أولا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم وتحت الإشراف المباشر لمكتبه الرئاسي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل المنتدى إلى مركز دولي معني بالحوار العربى الإفريقى الدولي بين شباب العالم، ويستهدف تفعيل آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية.

ثانيا: تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع كافة الأجهـزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتبنى قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولي الذى قام بتنفيذه شباب مصر والعالم، والتوسع فى تنفيذه فى المنتديات القادمة على كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية.

ثالثا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة، بانعقاد المنتدى سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ.

اختيار المكان.. مستوى التنظيم.. حجم الإنفاق.. الإبهار.. الحالة التي ارتسمت في جلسات المنتدى.. كلها صور رائعة لمصر التي نتمناها بلا شك.

مصر القائدة.. الرائدة.. الحاضنة.. المتوهجة.. المبدعة.. الطيبة.. الآمنة.. الراقية.. الملهمة.

هذه الحالة دفعتني للسؤال.. ما هو حصاد مصر من منتدى شباب العالم؟

أين تلك المؤسسات والكيانات المنوط بها رصد هذه الحالة المصرية المتفردة على صفحات ومواقع وقنوات 160 دولة وفد إلينا منها خيرة أبنائها من الشباب؟

من المستحيل أن مصر وقيادة نظمت هذه الفعالية الفريدة كي تخاطب بها نفسها، ويؤسفني أن هذا ما حدث في النسخة الأولى من المنتدى وأخشى أن يتكرر مع هذه النسخة أيضًا.

لا بد أن يكون هناك تحرك لرصد ردود أفعال بلدان ضيوف مصر عن مصر وشرم الشيخ والانطباعات العامة عن شعب مصر وما إذا كانت الصورة الذهنية التي ربما كانت سلبية في بعض البلدان عنها قد تغيرت، أو في طريقها للتغيير إن وجدت.

فهذا الحدث الكبير كان من شأنه أن يجعل مصر محور اهتمام العالم طوال أيام انعقاد المنتدى.

فإذا كانت سفارات مصر بدول العالم قد أحسنت في اختيار الشباب المرشح، فكان ولا يزال على مكاتبها الإعلامية الحوار مع كبريات الصحف والمواقع والقنوات في هذه البلدان لتتابع أبنائها في هذا المنتدى، وأن ترصد أي أخبار عن المنتدى.

كما كنت أرجو من الفضائيات الشهيرة والمؤسسات الإعلامية الكبيرة بما لها من مكانة ولديها من إمكانيات، التواصل مع سفرائنا للوقوف على حجم التغطية الإعلامية لهذا الحدث الكبير، وما إذا كانت على المستوى المأمول أم لا؟

إن التغطية الإعلامية الأجنبية لهذا المنتدى كان ولم يزل من شأنها توجيه موج السياحة الأجنبية نحو مصر، والذي كان سيتزامن مع بدء توافد السياح الروس والألمان، ما من شأنه استعادة مصر ريادتها السياحية التي سحبت منها لصالح دول أخرى.

ويؤسفني القول إن هذا الحدث بحسب متابعتي للصحف العالمية وتواصلي مع بعض السفارات الأجنبية لم يصاحبه لجنة دعائية وإعلامية على نفس المستوى من تنظيمه والإنفاق عليه، ما أفقد الحدث الكبير الترويج الذي يستحقه، فخسرنا فرصة ذهبية جديدة للتعريف بمصر ووجهها المنير الذي ظهر في شرم الشيخ.

ووددت بهذا المقال التنويه علنا بأن نفيق ونحاول تعويض بعض ما فاتنا، وكذلك ليكون مقالا استباقيا لمنتدى شباب العالم في نسخته الثالثة إن شاء الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط