الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جَبر الخواطر..


في عام 1951 قدم المخرج الكبير حلمي رفلة فيلما بعنوان "تعال سلم"وهو فيلم موسيقي رومانسي كوميدي في آن واحد، قصة وحوار أبو السعود الإبياري وبطولة فريد الأطرش و سامية جمال وإسماعيل يس وعبد السلام النابلسي، وقد اشتمل الفيلم على مجموعة أغنيات.أذكر لكم منها أغنية بعنوان (جبر الخواطر على الله)، وهي من كلمات "محمود فهمى ابراهيم"، لحن وغناء الفنان"فريد الأطرش".
جبر الخواطر على الله ... مش طالب منك غير طله
تعال سلم .. تعال سلم ... تعال سلم وانا اسلم
بالعين وبس حنتكلم ... مجروح ومش قادر اتكلم
اشكي لمين ولا اتظلم ... ياللي بعذابي تتسلى
جبر الخواطر على الله
وعن (جبر الخواطر) سأحدثكم في مقالياليوم، تعالوا بداية نتكلم عن معنى (الجَبر)، فالجبر عادة يقال عن العظم وهو أكثر ما يؤلم عندما يُكْسر، فنضع له (جبيرة) كى يلتئم، وفي الزمن الماضي كانت كل قرية لا تخلو من شخص يُطلق عليه (المجبراتي)، وهو ذلك الشخص الذي يقوم بمعالجة كسور العظام عن طريق ضم الكسر أو الشرخ بقوة ولفه بجبيرة من الجبس غالبا، وعكس (الجبر)(الكسر)، ولكم أن تتخيلوا الآن مدى الألم النفسي الذي يتعرض إليه الإنسان إذا كُسر خاطره.

وجبر الخواطر بسيط جدا بالرغم من عظم أجره عند الله، فقد قال العلماء (من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر)، وهناك العديد من الأمثلة التي لا يتسع المجال الآن لذكرها عن أناسٍ كافأهم الله ونجاهم من مخاطر عظيمة جزاء ما قاموا به من جبر خواطر الناس.

وجبر الخواطر لا يكون دائما بإنفاق المال، بل من الممكن أن تجبر خاطر شخصا بكلمات بسيطة نابعة من قلب طيب دون انتظار مقابل، اجبر بخاطر أصدقائك فالكلمة الطيبة صدقة، فإن لجأ إليك أحدهم أعنه ولو بدقائق قليلة من وقتك تسمعه فيها وتظهر له تعاطفك معه بل وتقدم له العون أو النصيحة التي ربما تفتح له أبوابا قد لا يراها هو بسب ما يشغله من هموم، إن أتاك شخص محبط أو حزين طيب خاطره، لا تشعره بندم أنه أظهر ضعفه أمامك، فأكثر ما يكسر خاطرنا هو البكاء أمام من لا يقدر دموعنا، جبر الخواطر سيرقق قلبك، اجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم.

وعن جبر الخواطر فى العلاقات الزوجية، نلاحظ مثلا أن الزوج لا يجبر خاطرزوجته لأن تطييب الخاطر فى ثقافتنا الخاطئة التى تربينا عليها هوضعف وإذعان، وكذلك المرأة إذا غضبت من زوجها فإنها تفكر دوما بمنطق لماذا أفعل أنا هذا ولا يفعله هو؟ لماذا أبدأ أنا في الاعتذار ولا يبدأ هو؟ وكالعادة معظمنا لا يعترف أنه مخطئ(إلا أمام نفسه فقط)، مع أننا من الممكن بكلمة طيبة صادقة من الرجل أو المرأة أن نذيب جبلا من الجليد.. تأكد أن جبر خاطر غيرك سينقي قلبك أنت. اجبر بخاطر أهلك فأنت لا تضمن إلى متى هم معك.
الحياة أصبحت صعبة جدا، فلنخفف وطأتها بجبر الخواطر،،،،، دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط