الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرار أخت الشحرورة.. سعاد فغالي رفضت التمثيل بسببها.. وكل أزواج صباح كانوا يكرهونها.. صور نادرة

صباح وشقيقتها سعاد
صباح وشقيقتها سعاد فغالي

كانت الشحرورة صباح في بداية وجودها في مصر وحيدة بلا أقارب أو أصدقاء، حتى زارتها أختها الكبرى سعاد من لبنان، ثم غيرت خطتها ومكثت معها وأصبحت الصديقة المقربة لها، ولكن لم يعرف جماهير الشحرورة الذين يعرفون كل شئ عنها، تفاصيل حياتها الشخصية مع شقيقتها.

ويسلط «صدى البلد» الضوء على علاقة الشحرورة وشقيقتها في ذكرى ميلاد صباح الـ 91، والتي تحل غدا السبت 10 نوفمبر، حيث اقترن اسم الصبوحة الجميلة بشقيقتها السمراء «سعاد فغالي»، رغم أن لها ثلاث شقيقات، ولكن سعاد هي الوحيدة التي أوقفت حياتها كلها على أحلاهن صباح، فكانت بمثابة السكرتيرة، والصديقة، ومديرة الأعمال، ومن يدافع عنها في كثير من المواقف، حتى أنها رفضت التمثيل لتكون بجوارها.


ووفقا لحوار قديم جمعهما في مجلة «الموعد» كشفا انهما بدتأ عملهما معا حين ذهبت سعاد إلى القاهرة، حيث كانت الإقامة الدائمة لصباح، فكانت تتابع أخبار أختها وهي في المدرسة الداخلية ببيروت، وتتابع انطلاقاتها الفنية من بعيد، وتشاهد أفلامها في دور السينما، وتسمع أغانيها في الإذاعة.

كانت سعاد تنوي وقتها أن تكون زيارتها لشقيقتها قصيرة لا تزيد على شهر واحد فقط، وتعود بعد هذه الزيارة إلى بيروت، لتفتح محلا لبيع الأزياء، أو لتبحث عن وظيفة في إحدى الشركات الكبرى، أو تنتظر شابا مناسبا يتقدم لخطبتها.


خلال هذه الزيارة كانت صباح تمر بأولى أزماتها الزوجية مع زوجها الأول نجيب الشماس، وكانت بحاجة لمن يقف بجانبها، فكانت أختها هي الصديقة التي تفتح لها قلبها دون أن تخاف من الإعلام والصحافة.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت سعاد رفيقة دائمة لصباح، بل وكانت "كبش فداء" لأكثر من أزمة مرت بها الشحرورة، وحدث بعد أن تم طلاق صباح من نجيب، أن سعاد هي الوحيدة التي تحملت الأثقال عن أختها.


لفتت الشابة سعاد بلونها الخمري أنظار الكثير في القاهرة، خاصة المجتمع الفني، وفي يوم كان الموسيقار الراحل فريد الأطرش يستعد لإنتاج فيلم جديد وكان يبحث عن بطلة جديدة لم يسبق لها الظهور على شاشات السينما، إثباتا لرهانه في أن أفلام فريد الأطرش تخلق من أي ممثلة ناشئة بطلة.


لاحظ فريد أن سعاد فغالي مناسبة لهذا الدور، لتمثل دور الحبيبة الغالية أمام فريد الأطرش، وطرح الموضوع على الأختين سعاد وصباح، ولم تمانع سعاد من المشاركة، بل وفرحت صباح بهذه الفرصة الذهبية لأختها، وشجعتها على قبول هذا العرض، وقالت لها :"هل هناك أجمل من أن يخرج من بيت الفغالي نجمتان سينمائيتان لا نجمة واحدة!".

وافقت سعاد بشكل مبدئي على الظهور على الشاشة كبطلة لفيلم فريد الأطرش، وافقت على الفرصة التي لم تكن متاحة للكثير من الفنانات المشهورات في ذلك الوقت.


في نفس الليلة التي وافقت فيها سعاد بشكل مبدئي على مشاركة الأطرش بطولة فيلمه، استفاقت سعاد بعد منتصف الليل على صراخ صباح من الألم، واستدعت الطبيب وممرضة، وسهرت بجوارها طوال الليل حتى شفيت من الوعكة الصحية.

اطمأنت سعاد على شقيقتها وأول ما فعلته أنها حدثت فريد في التليفون واعتذرت للموسيقار كثيرا لعدم استطاعتها التحول من حياتها البسيطة إلى حياة الممثلات، وسمعت صباح الحديث من بعيد وسألتها عن السبب، ولماذ غيرت رأيها في يوم واحد، وكيف تحرم نفسها من هذه الفرصة الذهبية


أجابتها سعاد بهدوء وقالت: "وهل تعتقدين يا أختي المحبوبة أنني أستطيع أن ابتعد عنك؟"، صاحت بها صباح "ومن قال لك يا مجنونة أنك ستبتعدين عني!"، فقالت لها سعاد: "ليس لي في الدنيا سواك..تصوري لو أنك أصبت بوعكة صحية مفاجئة وأنا أمثل في الاستديو مثلا..هل تظنين أني سأواصل التمثيل واطمئن عليك بالتليفون فقط..أم أنني سأترك الدنيا كلها، واخرب بيت المنتج لأكون إلى جوارك".

لم تقتنع صباح بحديث سعاد، وكلما تحدثتا معا تعرض عليها صباح التمثيل مجددا، وكان رفض سعاد لا يتغير، حتى قدم فريد الفيلم بالفعل بممثلة أخرى، ومنذ ذلك الوقت وأصبحت سعاد هي كل شئ في حياة صباح.

تصدر سعاد الأوامر في المنزل وتشرف على إعداد الطعام، وترد على التليفونات، وتنظم مواعيد التصوير لصباح والتسجيل مع المنتجين والمخرجين، حتى أنها كانت تقرأ الصحف قبل صباح لتختار لها الجريدة التي لا تهاجمها لتقرأها.


اختارت صباح أكثر من رجل لتحبه وتتزوجه، واحدا تلو الآخر، ولكن في هذا الأمر تركت سعاد كامل الحرية لصباح لتختار، فكل زيجات صباح لم يكن لسعاد رأي فيها، لا سلبا ولا إيجابا، كانت تكتفي بتقبيل أختها وتهنئها بكلمة مبروك.

بالرغم من هذا، ورغم سياسة الحداد التي التزمتها سعاد إلا أن كل أزواج صباح دائما ما كانوا ينظرون إلى سعاد بعين الغدر وكانوا يحملونها مسؤولية الانفصال، بلا مبرر، كلما نشب خلاف بينهم وبين صباح، وكلما أحسوا بأن قلب الشحرورة يتحول عنهم. 

كانت سعاد تفضل الابتعاد عن المنزل في الفترة التي تكون صباح متزوجة فيها، فكانت تكثر من السفر والغياب عن البيت، إلا أنها كانت تعود وتساند صباح عندما يقع خلاف مع صباح واحد أزواجها، فكانت تبتعد عن سياسة الحياد، وتساند أختها وتهاجم زوجها بكل حدة لتنقذ أختها من أي مأزق أو أزمة قد تمر بها.

وبسبب مساندة الشابة السمراء لأختها في كل مشاكلها وأزمات طلاقها، تعرضت لموجات الكره من الذين كاوا أزواجا لصباح، فاتهمها نجيب الشماس مرة بأنها كانت السبب في تحول قلب صباح عنه، وصرخ أنور منسي في وجهها لينسب إليها أنها تآمرت عليه وحرضت شقيقتها على الطلاق منه، ولم تسلم سعاد ايضا من عتاب أحمد فراج الذي كان يعتقد أن سعاد كانت السبب في تمرد الشحرورة ورفضها نوع الحياة التي كان يريدها لها.