الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشعور بالذنب وتجاهل الأهل


تربية النشء من المهام الرئيسيه للوالدين ، حيث يقع على الأهل تربية الأبناء ورعايتهم بشكل يضمن تشكيل شخصياتهم بشكل جيد يعود على أنفسهم وعلى المجتمع بالنفع والفائده.

ولكن هناك بعض العوامل المحيطه بالطفل والبيئية تعوق النمو السليم للطفل ، ويصبح الطفل يعانى العديد من الاضطرابات النفسيه واضطرابات المسلك واضطرابات العاده ، ونجد العديد من القائمين على رعاية الطفل وتربيته يغفلون أو يهملون الأخذ فى الاعتبار تلك السلوكيات التى تنبئ بتدهور الحاله النفسيه للطفل فنجد أن بعض الأطفال عدوانيين نحو ذواتهم ، فهم يهددون بإيذاء أنفسهم أو يقومون بذلك فعلًا ، 

ومن السلوكيات التى تعتبر عدوانًا نحو الذات الامتناع عن أخذ دواء ضرورى كالأنسولين ، وكذلك أعمال المخاطره المبالغ فيها، كأن يقفز مثل هؤلاء الأفراد من مكان مرتفع أو يعبرون الطريق بشكل متعمد وبسلوك تهورى وسط سير كثيف أو يقودون السياره بسرعه عاليه ، أو تسلق الأماكن المرتفعه أو جرح أنفسهم بشكل متعمد ، كما أن هناك بعض الأطفال يعضون انفسهم أو يبتلعون بعض الأشياء أو السموم.

أيضًا الأطفال الذين يشعرون بأنهم فاسدون ومذنبون بسبب معاقبة الأهل المستمره لهم بشكل انتقامى أو بدون مبرر أو على أسباب تافهه والآباء والأمهات ممن يستخدمون الكلمات المدمره لنفسيه الطفل مثل أنت فاشل أو مذنب أو سبب الغم والهم للأسره والكلمات النابيه بشكل مستمر ، تؤدى تلك الأساليب الى نشاة المعتقدات السلبيه الثابته فى عقول الأطفال وتؤدى الى أعتقاد الأطفال بأنهم يستحقون العقاب بسبب تصرفاتهم السيئة أو انهم نكبة على أسرهم وسبب تعاستها ، وتاتى مشاعر الذنب فالطفل يصبح محتواه الفكرى مشبع بانه سيئ جدًا بحيث انه لا أحد يحبه.

وقد ينشأ الشعور بالذنب ، أثناء الطفولة أو أثناء الحياة ككل عن الحرمان المبكر فكثير من الاطفال لايتلقون الرعايه الكافيه من حيث العطف والأهتمام والحنان والرعاية الأساسيه التى تمكنهم من الشعور بأنهم مرغوبون وامنون نفسيًا ، وبالتالى يتولد الى هؤلاء الأطفال شعور عام بالكأبه وعدم الشعور بالسعاده ويتطور الأمر الى الأكتئاب كمظهر عام من مظاهر شخصيتهم المستقبليه.

ونجد كمتخصصين ومهتمين بشئون التربيه والصحه النفسيه بشكل عام ، أن غالبية الأسر تعتقد أن توفير الاحتياجات الأساسيه للطفل ولاخوته هى المهام الرئيسيه أو الوحيده للرعاية بتربية النشء والاهتمام بهم ، تغفل العديد من الأسر او تتناسي أو تتجاهل الجوانب الأخرى الرئيسيه فى رعاية الطفل ، مع اختلاق بعض الأعذار من رتم الحياه السريع والأنشغال وراء لقمة العيش وأحيانا اخرى التحجج بعدم الوعى والمعرفه،
 
ونجد أن أساسيات التربيه الصحيحه والوقايه من تلك الاضطرابات وايذاء الذات والشعور بالذنب والكآبه هو ببساطه شديده الاهتمام بالتواصل والتعبير عن الانفعالات داخل الأسره من خلال الدفء والتقبل والاصغاء للاطفال ومنحهم الاهتمام الكافى أثناء التحدث معهم أو لهم والسماح للطفل أن يعبر عما يشعر به وخاصة الغضب لكى نتمكن من توجيه غضب الطفل بطرق مقبوله بدلا من توجيه غضبه تجاه نفسه او الاخرين بشكل يؤذى نفسه أو الأخرين 

الكلمة الطيبه والعنايه بانتقاء الكلمات اللطيفه المهذبه وإشعار الطفل بالكفاءه والفاعليه كلمات ترفع من قدرات الطفل وكفاءته وتشجيعه بدلا من كلمات تنتقص من قدراته وتشعره بانهذام الذات والضعف والخزى والعار والانتقاص من قدره امام نفسه والآخرين ، فالكلمة الطيبه صدقه 

من الضرورى أن ننتبه للعلامات التحذيريه التى يبديها الطفل من خلال كلماته سلوكه مشاعره ، لابد ان ينتبه الوالدان لتلك العلامات ويكون لديهم الاحساس الكافى لما يبيده الطفل وملاحظته بشكل جيد دون إفراط أو تفريط ، لابد من التعامل مع العلامات التحذيريه بجديه واحترام وخاصة العلامات غير اللفظيه من خلال ملاحظة تعبيرات الوجه والايماءات ولغة الجسد ، فحدوث تغيير مفاجئ وواضح لسلوك الطفل من اكثر العلامات التحذيريه التى تنبئ أن الطفل بحاجه لانتباه ورعايه وتدخل أيضًا.

نصيحتى لكل أم وأب أن يهتموا برعاية أطفالهم وتخصيص الوقت المناسب لتقديم الرعايه النفسيه والجسديه وإبداء الاهتمام بأبنائهم بالشكل الذى يضمن لهم ولابنائهم حياة هادئه خاليه من الاضطرابات والسلوكيات الخاطئه التى تخلخل البناء الأسرى والمجتمعى فى ذات الوقت ، وللحديث بقيه ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط