الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا تبحث لها عن موطئ قدم عند مدخل البحر الأحمر.. ميناءا عصب ومصوع الإريتريين أهم الأهداف.. دول عربية وإيران وإسرائيل تقيم قواعد هناك.. وأديس أبابا تبحث إحياء قواتها البحرية

صدى البلد

  • إثيوبيا تبحث تأسيس قوات بحرية
  • تطبيع العلاقات مع إريتريا هدف استراتيجي للنفاذ إلى البحر الأحمر
  • إيران وإسرائيل تمتلكان قواعد عسكرية عند مدخل البحر الأحمر
  • دول عربية تقيم قواعد عسكرية للبقاء قرب الممر المائي الأهم في العالم
  • تركيا تزاحم العرب والعجم على التواجد قرب البحر الأحمر

أحدث رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد طفرة في التحركات السياسية والاستراتيجية الإثيوبية منذ وصوله إلى السلطة، تمثل هذا الأمر في إنهاء حرب دامت لسنوات طويلة مع الجانب الإريتري، وكانت السبب في الحيلولة دون وصول إثيوبيا إلى منفذ بحري، وبناءً عليه لم تمتلك إثيوبيا منذ نحو 27 عاما أي قوات مسلحة بحرية، لكن يبدو أن إثيوبيا باتت ترقب التحركات الجيوسياسية والتحالفات التي تتشكل عن مدخل البحر الأحمر، لذلك قررت إثيوبيا أن ترد بالمثل على تلك التحركات، حيث أعلنت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية "إينا" أن إثيوبيا تخطط لبناء قاعدة بحرية بالقرب من البحر الأحمر والمحيط الهندي.

ونقلت الوكالة عن نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإثيوبية الجنرال، برهانو جولا، قوله إن رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد لديه رؤية بأن إثيوبيا سوف تبني قوات بحرية مزودة بالتكنولوجيات الحديثة.

وأضاف برهانو أنه "نظرا لأن إثيوبيا بلد كبير ولديها جيش قوي في أفريقيا، لذا فقد وضعنا الأولية لإنشاء قوات بحرية".

وشدد على أنه رغم عدم امتلاك إثيوبيا منفذًا بحريًا، إلا أنها قريبة جدًا من البحر الأحمر والمحيط الهندي، وأضاف: "الآن نرى أن العديد من البلدان أظهرت رغبة متنامية لبناء قواعد بحرية في الصومال وجيبوتي وبونتلاند وإريتريا، ويمكننا بناء أسطولنا البحري الذي يقف على بعد 60 كيلومترا من الساحل".

ويقصد برهانو العديد من الدول التي وضعت لها موطئ قدم في المنطقة القريبة من مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر مثل تركيا والإمارات والسعودية وإيران وإسرائيل، سواء كان هذا التواجد بشكل علني أو بشكل سري.

وتابع قائلا: "بما أن إثيوبيا تستخدم في المقام الأول موانئ البحر الأحمر لتجارتها للاستيراد والتصدير، فمن الأهمية بمكان إنشاء قوات بحرية".

وأكد أن بلاده تتشاور مع الدول الأخرى لإعادة النظام البحري وقدراته وبنيته، مشيرا إلى أن الدول التي اكتسبت ممتلكاتها حول البحر الأحمر والمحيط الهندي توفر قواعد بحرية لدول أخرى، لذلك ، فإن اتخاذ قرار استراتيجي هو أن تقوم إثيوبيا بتطوير قوة بحرية للدفاع ضد الهجمات الخارجية.

وقال: "يجب أن نظهر نفوذنا حول البحر، هناك دول عديدة قدمت إلى المنطقة من مسافات بعيدة ولديها تأثير على البحر، ونحن دولة عظيمة يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، ولا يوجد أي سبب لأن تظل إثيوبيا دولة حبيسة".

وأضاف أن الحكومة تعمل بقوة على إعادة إنشاء البحرية الإثيوبية لتكون مزودة بالتكنولوجيا والمعدات الحديثة.

كان رئيس الوزراء أبي أحمد، قال في وقت سابق خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين: "علينا أن نبني قدرات قواتنا البحرية في المستقبل ونبي واحدة من أقوى القوات البرية والجوية في أفريقيا".

وتكشف الخطوات التي اتخذها آبي أحمد منذ وصوله إلى السلطة عن تخطيطه لإنشاء القوات البحرية على أن تتموضع بالقرب من الشواطئ الإريترية.

وكان متحدث باسم حكومة إثيوبيا، قال في وقت ماضي، إن بلاده التى لا تطل على أى مسطحات مائية تعتبر إعادة فتح طريقين لربطها باثنين من موانئ إريتريا على البحر الأحمر أولوية في عملية المصالحة معها، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية أن إعادة فتح الطريقين المهمين المؤديين إلى ميناءى عصب فى جنوب إريتريا ومصوع فى شمالها ستعود بالنفع على المنطقة برمتها.



ويقول محللون إن الوصول إلى ميناءى عصب ومصوع قد يساهم كثيرا فى مسعى إثيوبيا لزيادة صادراتها ودخلها من العملة الصعبة.

وتعتبر منطقة أرخبيل دهلك التابعة لإريتريا، وهو مجموعة من الجزر القريبة من مدخل البحر الأحمر، نقطة جذب للعديد من القوى الراغبة في التحكم بالملاحة في البحر الأحمر مثل إيران وإسرائيل.

ويقول معهد ستراتفورد للأمن في دراسة صادرة عنه عام 2012، إن إسرائيل تمتلك العديد من المراسي والأرصفة العسكرية البحرية في الأرخبيل، خاصة في مدينة مصوع الواقعة على الشواطئ الإريترية، كما تعمل أيضا على تشغيل محطة تنصت على جبل الأمبيا، الذي يعد أعلى قمة جبلية بإريتريا.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الوجود الإسرائيلي في إريتريا بالمركّز والدقيق للغاية، مؤكدة أن المهمة الأساسية له تتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية في البحر الأحمر، وتعقب أنشطة الجانب الإيراني.

كما تتواجد إيران، في منطقة باب المندب، للمشاركة في الجهود الدولية المكافحة للقرصنة في البحر الأحمر، وهو تواجد مهم بالنسبة لإيران لأنه يبقيها بالقرب من أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، بالإضافة إلى تسهيل نقل الأسلحة إلى الحوثيين عن طريق الوحدة 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني.

ويعتبر ميناء عصب الإريتري، الذي يبتعد كيلومترات قليلة من مضيق باب المندب وخليج عدن، من أهم نقاط التواجد الإيراني في تلك المنطقة.

ويقول معهد ستراتفور إن الجانب الإيراني يقدم أسلحة للحوثيين من خلال طريق للتهريب يبدأ من ميناء عصب الأريتري ويلتوي شرقا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقراء التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برا إلى شمال مدينة مأرب وسط اليمن وبعدها إلى محافظة صعدة على الحدود السعودية - اليمنية.

ويشير الباحثان الأمنيان في معهد واشنطن، ألكسندر ميلو ومايكل نايتس، إلى أن الإمارات وقعت عقد ايجار لمدة ثلاثين عامًا كجزءٍ من اتفاقية الشراكة المبرمة، لغرض إقامة قاعدةٍ عسكرية للإمارات في ميناء عصب العميق وغير النشط ومطار عصب المجاور الذي يتميّز بسطحه الصلب ويضمّ مدرجا يمتد على طول 3500 متر قادرًا على استقبال طائرات نقلٍ ضخمة، من بينها طائرات "بوينغ سي-17 جلوب ماستر 3" التي يقودها السلاح الجوي الإماراتي.