الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمارة على الدائري !


فى منتصف شهر سبتمبر الماضى تم تطبيق قرار اشتقنا له وطالبنا به كثير للحد من مخاطر الطرق على الدائرى وهو منع سير السيارات النقل الثقيل والمقطورة عليه من السادسة صباحا وحتى منتصف الليل. 

لا شك ان هذا القرار اثلج صدورنا جميعا وشعرنا انه بداية حقيقية لوضع حلول عملية لأزمات المرور وتطبيق منظومة مرورية جديدة إيجابية التأثير لدى كل مواطن مصرى والحد من الحوادث والتى أكدت إحدى الدراسات الدولية ان النقل الثقيل يتسبب فى نحو ٥٠ % منها على الطرق فى مصر

وكعادة الشعب المصرى عندما خرج علينا مجلس الوزراء بالقرار اعتقد البعض أنه لن يطبق ولكن حزم رئيس الوزراء هذه المرة وتكثيف الحملات المرورية عقب تطبيق القرار وفرض غرامة على اى سائق نقل يخالفه جعل الأمر يمر فى هدوء وسلام خاصة مع استمرار الرقابة على الطرق لمدة لا بأس بها ولكن اعترض على القرار بعض سائقى النقل والتجار وقالوا ان هذا القرار يوقف حالهم ولكن مع افتتاح الطرق الإقليمية الجديدة التى تربط كل محافظات مصر تقريبا بعضها البعض لم يصبح لدى هؤلاء المعارضين حجة وانتهى الامر واعتاد الجميع على النظام الجديد الذى ادى الى انسياب الحركة المرورية على الطرق وأكد حرص رئاسة الوزراء على اتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها بمنتهى الدقة

ولكن وبعد نحو شهر من تطبيق القرار بدات ظاهرة جديدة تطفوا على سطح الطريق الدائرى فقد أصبحنا الآن نواجه مشكلة أكبر واكثر خطورة من النقل الثقيل وهى السيارات النصف نقل ذات الحمولات الأقل التى ارتفع عددها بشدة على الطرق الدائرية بعد هذا القرار فى صورة واضحة للتحايل على تطبيقه بشكل صارخ

فأصبحت حمولة هذه السيارات تفوق قدرتها بمراحل وبارتفاعات مهولة لدرجة تشعرك بأنك تسير بجوار عمارة متعددة الطوابق على الطريق الدائرى وتشعر بأن هذه السيارة من شدة هذه الارتفاعات التى لا تتناسب مع حجمها على الاطلاق تتمايل يمينا ويسارا وكأنك تسير بجوار عمارة ايلة للسقوط فى وسط الطريق الذى اصبح ساحة لمعركة جديدة بين السيارات الملاكى والنقل الصغير ليعيش المواطن فى حالة رعب أكثر رهبة مما كانا نشعر به مع النقل الثقيل خوفا من انهيار هذه العمارة المتحركة والتى تسير بسرعة جنونية على الطريق فى مخالفة صارخة ايضا

والمطلوب الآن وحتى يتحقق الهدف من تطبيق منظومة مرورية أكثر أمانا يجب على السيد وزير الداخلية ان يكثف من الحملات المرورية على الطرق الدائرية وباستمرار وان يتخذ رجاله كافة الإجراءات ضد اى سيارة نصف نقل تخالف الحمولة والاطوال والبروز المصرح بها حتى يتم ردع هؤلاء السائقين اللذين يتهاونون بأرواحهم وأرواح من حولهم للوصول إلى الهدف المرجو للدولة وهو خلق طرق مصرية أكثر أمانا حفاظا على ارواح البشر.  

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط