الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير ترميم: المباني القديمة بالقاهرة تعاني الرطوبة والأملاح.. صور

صدى البلد

كشف الدكتور علي طه عمر مدير قسم الترميم بالمركز الإيطالي المصري للترميم والآثار والمدير التنفيذي لمشروع ترميم الجامع الأزهر الشريف، تفاصيل المحاضرة التي ألقاها في كلية العمارة بجامعة ماتيرا بإيطاليا، بعنوان"المباني القديمة في القاهرة:المشاكل والحلول"، بدعوة من الجامعة وتحت إشراف البروفيسور ميكيلي داماتو، والبروفيسور انطونيلا جويدا، والبروفيسور انطونيو كونتي.

تناول على طه في محاضرته المشاكل الأساسية التي تعاني منها المباني القديمة والتاريخية في مصر، وأولها الرطوبة المتصاعدة في الجدران وتأثيرها على مواد البناء وخاصة فى وجود الأملاح.

وعرض حالات للدراسة، مثل المباني في شارع المعز وآثار شارع السيوفية بالقاهرة ومقارنتها بمشاكل المباني التاريخية فى إيطاليا، والفرق بين مظاهر التلف التي تنتج بين المباني المصرية والمبانى التاريخية.

وعرض علي، الأعمال التي قام بها الإيطاليون لحل مشكلة الرطوبة فى سماع خانة الدراويش المولوية بالقاهرة، حيث قاموا بعزل الرطوبة بأسلوب قطع الجدران، وهو أسلوب لأول مرة يستعمل فى مصر، لكنه أسلوب متعارف عليه فى إيطاليا وخاصة فى مدينة فينسيا.

أما آثار شارع المعز فقد قامت وزارة الآثار بخفض منسوب مواسير المياه والصرف الصحي والغاز والكهرباء، وقامت بتغيير كل المواسير مما أدى إلى انخفاض ملحوظ فى المياه تحت السطحية فى المنطقة بأكملها.

كذلك تم خفض الرطوبة فى بعض المبانى الأثرية بعمل خندق حول المباني ووضع مواسير بها ثقوب من أعلى، وتصب هذه المواسير فى مكان لصرف الماء بعيدا عن المباني بتحويل اتجاه الماء.

كما ذكر أنه تم استخدام مواسير بورفريتيد داخل الخندق فى الجامع الأزهر الشريف حديثا لخفض مستوى المياه التحت أرضية، ونوه بأن الأساليب الحديثة باستخدام تيار كهربائى والتي تتجه لها إيطاليا حاليا لم تثبت كفاءتها بعد، حيث إن هذا الأسلوب منذ عشرات السنين وكل المحاولات والتجارب باءت بالفشل ولم تؤثر على ارتفاع المياه فى الجدران، حيث إن مصدر الرطوبة موجود ولم يتم التعامل معه.

وأوضح أنه بالإضافة إلى مشاكل الرطوبة فى مصر؛ توجد مشكلة الأملاح، وهى مشكلة خطيرة للمباني التاريخية، لأن التربة المصرية تربة غنية بالأملاح منذ القدم، وهي تختلف عن التربة الإيطالية، وقد قام العالم الإنجليزي الفريد لوكاس منذ أوائل القرن الماضى بتفسير العلاقة بين الرطوبة والأملاح فى تلف مواد البناء.

ويؤدي وجود الأملاح إلى وجود ضغوط داخلية بسبب تبلور الأملاح وتضخمها داخل مواد البناء مما يؤدي إلى تلفها وتدهورها، وقد ذكر هيرودت عندما زار الأهرامات أن الأملاح كانت تغطي مساحات كبيرة من أحجار الأهرامات، وعليه فإن المباني المصرية تعاني من الأملاح منذ القدم.