الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف أجنبية: تقارير سرية إيرانية بحوزة إسرائيل تقلق الاستخبارات الغربية.. إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية في عام واحد.. وأطراف الاتفاق النووي يحمونها من العقوبات الأمريكية

صدى البلد

فورين بوليسي: 
انسحاب إيران من الاتفاق النووي يمكنها من امتلاك سلاح في غضون أشهر
ناشيونال انترست:
الاتفاق النووي الإيراني يضفي الشرعية على برنامجها لتخصيب اليورانيوم
حملة الاتحاد الأوروبي لحماية إيران من العقوبات الأمريكية محكوم عليها بالفشل

ذكرت مجلة "فورين بوليسي"، في تقرير مطول لها، أنه في وقت سابق من هذا العام استولى عملاء إسرائيليون على أرشيف إيراني سري، أثناء غارة ليلية على مستودع في طهران.

وكشفت المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل أن برنامج طهران النووي متقدم لدرجة فاقت تخيلات وكالات الاستخبارات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن هذه النتيجة توحي بأنه إذا انسحبت إيران من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفعل، فإن لديها الخبرة اللازمة لصنع قنبلة بسرعة نسبية، وربما في غضون أشهر، حسبما قال ديفيد ألبرايت، الفيزيائي الذي يدير معهدًا غير ربحي للعلوم والأمن الدولي في واشنطن العاصمة.

وأضاف ألبرايت أن إيران لا تزال بحاجة إلى إنتاج يورانيوم يستخدم في صنع الأسلحة. مؤكدًا أنه إذا أعيد تشغيل أجهزة الطرد المركزي الخاصة به، فقد يكون كافيا في غضون ما بين سبعة و12 شهرا.

وأوضح أنه كان من الممكن أن يستغرق ذلك شهرين فقط، لكن بموجب الاتفاق، طُلب من إيران شحن حوالي 97% من الوقود النووي إلى خارج البلاد وتفكيك معظم أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها.

وأكد ألبرايت لـ "فورين بوليسي" أن الأرشيف مليء بمواد جديدة حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني، مشيرًا إلى أن أحد استنتاجاته الرئيسية من دراسة الوثائق هو أن الإيرانيين "كانوا على مسافة أقرب مما أدركته وكالات الاستخبارات الغربية".

وأشار الخبير النووي المطلع على الأرشيف إلى أن واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية كانتا تقللان من شأن مدى قرب طهران من القنبلة، إذ أصدرت الولايات المتحدة بيانات تفيد بأن الأمر سيستغرق عامًا على الأقل، وربما عامين، لبناء سلاح قابل للاستخدام العملياتي، إلا إن المعلومات الموجودة في الأرشيف توضح أنه كان بإمكانهم القيام بذلك بشكل أسرع.

وأضاف أن الحكومة الفرنسية، التي كانت تقول آنذاك إن إيران يمكن أن تنتج سلاحًا في غضون ثلاثة أشهر، كانت أقرب بكثير في تقديراتها.

ووفقًا لـ"فورين بوليسي"، يقول الخبراء إن الكشف عن امتلاك إيران لقدرات أكثر تطورًا لصنع أسلحة نووية بنفسها، بدلًا من قدرتها على إنتاج وقود يمكن استخدامه في تصنيع الأسلحة وهو التركيز الرئيسي للاتفاقية النووية، هو اكتشاف مفاجئ ومقلق.

ويشير المحللون أيضًا إلى أن الكثير ما زال غير معروف بشأن بقايا برنامج الأسلحة النووية الإيراني. وفيما يتعلق بما يحدث الآن، مع التزام طهران بالاتفاق النووي، يرى المحللون أن "احتمال قيام إيران بأي شيء علني صغير جدًا"، مؤكدين أن هناك أسئلة تحتاج لإجابة مثل: أين مكان وجود كل هذه المعدات والمواد؟

وفي سياق متصل، ذكرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن اليوم أصبح هناك حاجة ماسة لتغيير الأمور في نهج المجتمع الدولي تجاه إيران، إذ يمثل الاتفاق النووي الإيراني صفقة معيبة وخطيرة، فلم تبدِ إيران أي مؤشر على أنها حققت تحولا استراتيجيا في المجال النووي.

وأكدت "ناشيونال انترست" أن الأرشيف الإيراني السري الذي اكتشفته إسرائيل في مستودع بطهران في أواخر أبريل 2018، يشير إلى أن إيران لديها كل النية للحفاظ على خيارها النووي العسكري. لذا فالعيب الرئيسي في الاتفاق هو أنه يضفي الشرعية على برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، لدرجة أنه يسمح بإجراء البحوث والتطوير على مجموعة كاملة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ما يجعل إيران تتقدم في برنامجها النووي العسكري.

وحول ما يتعلق بالعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران في أوائل نوفمبر، أشارت مجلة "ناشيونال انترست" إلى أن حملة الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى حماية إيران من العقوبات الأمريكية محكوم عليها بالفشل. إذ يسعى الاتحاد، بالتعاون مع روسيا والصين للتهرب من العقوبات الأمريكية، إلى تهدئة إيران والحفاظ على التزامها بالاتفاق النووي المعيب، وتقديم صفعة دبلوماسية رمزية لإدارة ترامب. 

ومن غير المحتمل أن تفي الإجراءات ذات الطبيعة الخاصة والتدابير الأخرى مثل "قانون الحظر" الأوروبي الجديد، بمطالب إيران بالبقاء في الاتفاقية النووية. فقد تقلل هذه التدابير بشكل هامشي من تأثير العقوبات الأمريكية على التجارة، لكنها لن ترضي حاجة طهران إلى استثمارات أجنبية كبيرة ونقل التكنولوجيا.