الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يعجز الحاوي!


دائما يُنظر إلى قلعة النادى الأهلى الحمراء على أنها صرح المبادئ ونموذج التفوق الإدارى والإنجازات القياسية، ولم يفز نادى القرن بهذا اللقب من فراغ، بل صنع أمجاده وانتصاراته بأقدام لاعبيه المحترفين وتخطيط قياداته الواعية وإخلاص جماهيره العاشقة للفانلة الحمراء والساحرة المستديرة .. ولأي جواد كبواته ومراحل انكساره، والهزيمة المُذلة فى موقعة رادس أمام الترجى التونسى فى النهائى الأفريقى لم تكشف فقط الخلل فى منظومة الإدارة الحالية، بقدر ما أزاحت الغطاء عن "عورات" الفريق وافتقاده لروح اللاعبين المطلوبة فى البطولات الكبرى والمباريات المصيرية والتى أدمنها النادى على مدار تاريخه وصارت سمة أساسية من سمات شخصية لاعب الأهلى!.

مرت أجيال على قلعة الجزيرة منذ مشوار المايسترو صالح سليم وزملائه الموهوبين داخل المستطيل الأخضر، ونجح "سليم" فى "ختم" سِجِل الأهلى بفلسفة الالتزام الكامل داخل الملعب وخارجه وتخريج نُخب من اللاعبين من نوعية الأسطورة بيبو، والمجرى مصطفى عبده، ومارادونا النيل طاهر أبوزيد، والعميد حسام حسن، والساحر أبوتريكة، والزئبقى بركات، والفنان عبد الله السعيد .. وأخيرا "الحاوى" وليد سليمان .. ولكن لنا عند المحطة الأخيرة وقفة عاجلة، فكل من سبقوه من "سوبر ستارز" حققوا الانتصار وتسابقوا فى إحراز الأهداف، وفازوا بألقابهم بإمضاء الجماهير، عندما انصهرت مواهبهم ومهاراتهم مع الجنود المجهولين من بقية أعضاء الفريق داخل الملعب، حيث كانت كتيبة البدلاء على دكة الاحتياطى فى مستوى المشاركين فى المباراة، وتفوق المدربون باختلاف جنسياتهم وأعمارهم فى الانسجام مع قواعد وسياسة النادى العليا وبما يتوج المجهود والأداء بالكؤوس والميداليات الذهبية .. فكان فى كل مركز داخل خطوط الملعب أكثر من فرد، ولا مجال للغيرة أو الضغائن أو سواد القلوب، والتف الجميع حول هدف أن يكون الكيان "رقم ١" دائما .

وتعنى هذه الصورة أن الرهان على مهارة أو "سحر" لاعب بعينه لتحقيق النصر وإسعاد الشعب الحالم بأية بادرة فرحة هو قمة المقامرة وثمنها باهظ للغاية، وتجربة "النهائى" الأخيرة خير برهان على هذه الحقيقة، حينما غاب الحماس واختفت الروح وتعددت الإصابات دون توفير بدائل مناسبة ومُؤهَلة لتعويض النقص، وضعفت الحلول الفنية والبدنية والمهارية أمام "حيل وتمثيليات" الشمال الأفريقى، فلم نشهد هجمة واحدة منظمة وملعوبة طوال ٩٠ دقيقة على عكس ما هو مألوف ومعتاد من أبناء القافلة الحمراء!.

إن خسارة الأميرة الأفريقية أفسدت كفاح نجم البطولة وليد سليمان، لنيل جائزة أفضل لاعب أفريقى هذا العام، ولكننى على يقين بأن حُلمه الصغير لم يعد يراوده بعد "كابوس رادس" الذى فتح ملف المحاسبة فى البيت الأحمر لتقييم النتائج وعقاب المُقصِّرين وتعديل المسار سريعا .. والقاعدة الذهبية تقول : "لانجاح بلا جماعة" .. حتى لو كان "الحاوى" ضمن الجماعة !.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط