الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعم أستراليا للاستيطان يشعل حرب التصريحات.. رئيس وزراء ماليزيا ينتقد مساندة كانبرا للإرهابيين.. وفرايدينبرج يتجاوز الدبلوماسية ويتهم مهاتير بمعاداة السامية..صور

صدى البلد

مهاتير محمد ينتقد نقل سفارة أستراليا إلى القدس المحتلة
رئيس الاسترالي يمتنع عن التعليق ويترك وزير خزانته يقوم بالمهمة
كراهية اليهود ومعاداة السامية.. أبرز تهم فرايدينبرج بحق مهاتير
العلاقات الماليزية مع أستراليا في وضعٍ محرج
وزير الخارجية الأسترالي يدافع عن مهاتير.. ووزير الخزانه يقلل من شأن زميله
إندونيسيا تدخل خط الأزمة وتحذر بفسخ صفقات هامة مع كانبرا


وجه رئيس الوزراء الماليزي التسعيني، مهاتير محمد انتقادًا لاذعًا لنظيره الأسترالي سكوت موريسون بعدما قال إنه "منفتح" على فكرة نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بحسب ما قالت صحيفة أستراليان، لكن ذلك لم يفتح إلا حرب التصريحات بين البلدين، وحرب التصريحات في الداخل الأسترالي لدرجة غير مسبوقة في الانتقاد السياسي، وهو الأمر الذي يهدد في مجمله علاقة أستراليا ليس بماليزيا فقط بل ومعها أندونيسيا أيضًا التي تدعم وجهة النظر الماليزية حول إنتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

ويجرى النقاش في أستراليا حول إتخاذها قرارًا بنقل سفارتها في الأراضي المحتلة من تل أبيب إلى القدس، وذلك في أوقات أعياد الميلاد أم بعدها.

وعبر مهاتير محمد عن انتقاده خلال مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه مع رئيس الوزراء الأسترالي موريسون على هامش قمة الآسيان في سنغافورة.

وقال مهاتير محمد إنه ناقش مع نظيرة موريسون عملية نقل سفارتة أستراليا من تل أبيب إلى القدس ، واعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وأشار رئيس الوزراء الماليزي إلى أن نقل سفارة أستراليا إلى القدس المحتلة يعد بمثابة اعتراف بممارسات إسرائيل الإرهابية:"لقد أشرت إلى أنه في التعامل مع الإرهاب يتعين على المرء أن يعرف الأسباب".

وأضاف أن أي دعم لقضية الإرهاب لن يكون مفيدا.

وفي ردٍ مقابل فاق الحدود الدبلوماسية، هاجم وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدينبرج رئيس الوزراء الماليزي، واتهمه بأن عنده شكلا من اشكال كراهية الشعب اليهودي، في تصعيدٍ خطير يسعى من خلاله الوزير الاسترالي إلى إدخال مهاتير تحت دائرة معاداة السامية، التي يدخل المتعصبون فيها من يريدون.

وهاجم جوش فرايدينبرج مهاتير محمد بسبب تصريحاته ووصفه لليهود بـ "الخطاف" و"الإرهابيين".

وواصل فرايدينبرج اتهاماته بحق مهاتير وقال "الدكتور مهاتير أدلى بعدد من التعليقات الانتقامية في الماضي حول اليهود الذين أصبحوا مذنبي ، وشكك في عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الهولوكوست".

وتابع "سوف تتخذ أستراليا قراراتها الخاصة بناءً على مصلحتها الوطنية".

ورغم إن رئيس الوزراء الأسترالي صرح بأنه التقى مهاتير وكان لقائهما دبلوماسيًا "مهذبًا" في قمة آسيان في سنغافورة، إلا أن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون لم يعلق على تصريحات وزيره فرايدينبرج الحادة عن مهاتير.

وبينما لم يأت رد رسمي قوي أسترالي يهدئ من حرب التصريحات بين البلدين، قالت صحيفة أستراليان، إن الرد الذي يشبه الاعتذار غير المباشر، خرج من وزير الخارجية الأسترالي السابق بوب كار، الذي قالها صراحة بـ"إن موقف الحكومة الأسترالية من نقل سفارتها إلى القدس يمثل "نجاحًا" للوبي الإسرائيلي والممارسات الإسرائيلية داخل البلاد".

وانتقد الوزير السابق بوب كار، الوزير الاسترالي الحالي فرايدنبرج ، حيث اعتبره "يهاجم" زعيمًا لدولة صديقة لأستراليا.

وقال "لا أستطيع أن أصدق أن جوش فرايدينبرج قد أخذ على عاتقه مهاجمة رئيس الوزراء الماليزي. مسؤولو الخزانة الفيدرالية لا يهاجمون قادة الدول الصديقة. ما الذي حصل عليه".

وكشف الوزير بوب كار عن عمق التغلغل الإسرائيلي في أستراليا وقال "لقد كافأت أستراليا إسرائيل القومية بنشر المستوطنات وكلها غير قانونية بموجب القانون الدولي ... وهانحن نقوم بالإضرار بعلاقاتنا مع ماليزيا وإندونيسيا. إن اللوبي الإسرائيلي يتحرك بنجاح في أستراليا".

لكن عاد فرايدينبرج ، ورد على زميله السابق بوب كار، وقال "يجب أن يوضح (بوب كار) ما إذا كان يوافق على تعليقات الدكتور مهاتير المعادية للسامية"!

وقلل فرايدينبرج من شأن زميله وزير الخارجية السابق، وقال عنه :إنه وزير الخارجية الأقل حظًا في تاريخ أستراليا، فبوب يشتهر بثرائه وملابسه الفخمة التي يتجول بها في أنحاء العالم حاملًا مذكراته الخاصة بأكثر من أي شيء فعله كوزير للخارجية، مشيرًا بذلك إلى أن بوب كار كان وزير خارجية يحب التباهي.

وبينما دافع سياسي عن تصريحات فرايدنبرج ، أخذ البعض في حزب العمال وجهة نظر أخرى منتقدة.

وقال النائب الليبرالي المحافظ أندرو هاستي إن فرايدينبرج كان يدافع عن حليف أسترالي.

وجادل البعض في حزب العمال بأن التحرك لمراجعة نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس جعل أستراليا "تبدو غبية" وقوضت اتفاقية التجارة الحرة مع إندونيسيا، وذلك في إشارة إلى الخط المناوئ لإسرائيل الذي تتبعه ماليزيا وإندونيسيا، مايجعل من الدولتين صاحبتا تكتل ضد الاستيطان الإسرائيلي في هذه المنطقة النائية من العالم.

ولم تتأخر إندونيسيا كثيرًا في دعم جارتها ماليزيا إذ هددت هي الأخرى أستراليا بالعلاقات التجارية بينهما، وقالت إندونيسيا من جانبها "إن توقيع الاتفاق مع أستراليا قد يتأخر بسبب موضوع السفارة الاسترالية".

واعتبرت صحيفة أستراليان، إن تصريحات فرايدنبرج ضد الدكتور مهاتير هي أقوى التعليقات حتى الآن من الحكومة في مواجهة الانتقاد الإقليمي لأستراليا.

وقال مارك دريفوس المتحدث باسم حزب العمال إن ادعاءات الحكومة بأن حزب العمل يدعو الدول الأجنبية - مثل إندونيسيا - إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد السياسة الخارجية الأسترالية "كاذبة".

أضاف درايفوس ، إن أستراليا بحاجة إلى اتخاذ "قرارات سياسة خارجية منطقية" وأن "تعتذر" عن إفساد الوضع.

ورفضت الحكومة الأسترالية الكشف عن تفاصيل مراجعة موقع السفارة الأسترالية في الأراضي المحتلة أو عدد الموظفين العموميين الذين تم تكليفهم بهذه المهمة.