الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمطار مطروح تبشر بـ الترفاس.. يعالج بعض الأورام السرطانية وماؤه مضاد حيوي ضد البكتيريا.. ينمو فى الصحراء وسعر الكيلو يتخطى 600 دولار

الترفاس
الترفاس

  • أمطار مطروح الغزيرة تبشر بمحصول وفير من الترفاس
  • فطر الترفاس أو الكمأة يعالج بعض الأورام السرطانية وماؤه مضاد حيوي ضد البكتيريا ويعالج العديد من أمراض العيون
  • أوروبا أدخلته فى صناعة الأدوية والخليج مقوى
  • الترفاس نبات فطرى ينمو فى الصحراء وسعر الكيلو يتخطى الـ 600 دولار

بعد الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها محافظة مطروح مبكرا هذا العام، يتوقع بدو الصحراء أن يكون هذا العام هناك وفرة لمحصول الترفاس أو الفقع أو الكمأة، تلك الأسماء المتداولة لهذا الفطر.

كما تعرف الكمأة بعدة أسماء أخرى، فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.

ويعد الترفاس من الفطور الراقية التي تنمو تحت سطح الأرض في الصحارى على أعماق متفاوتة تصل إلى ما بين 2 سم و50 سم ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها.

وتسببت قلة سقوط الأمطار والجمع الجائر فى قلة ظهور فطر الترفاس أو الكمأة الخمسة أعوام الماضية على الرغم من زيادة الطلب على هذا الفطر الذي ينمو في مطروح وفي العديد من المناطق الصحراوية على مياه الأمطار.

وعن شكل الترفاس وكيف ينمو، يقول سلومة الجرارى إن الترفاس ينمو على شكل البطاطس فى الصحارى، بالقرب من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط وشكله كروى لحمى رخو منتظم، وسطحه أملس أو درنى، ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ فى حجم حبَّة البندق أو يكبر ليصل إلى حجم البرتقالة.

وأضاف أن الترفاس له طعم مميز، وهو لذيذ الطعم وله رائحة عطرية، مشيرا إلى أنه الأعوام الخمس الأخيرة قل وجود هذا الفطر نتيجة لقلة سقوط الأمطار، بالإضافة إلى زيادة البحث عنه وإخراجه من الأرض بشكل عشوائى، ما قلل وجوده عاما بعد الآخر.

وقال امبيوة فرج، من أهالى مطروح، إن الترفاس منه عدة أنواع مثل الزيدى ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، والخلاسي لونه أحمر وهو أصغر من الزيدى، وهو فى بعض المناطق ألذ وأغلى فى القيمة من الزيدى والجبى ولونه أسود إلى محمر، وهو صغير جدا، ومنه الأحمر وهو فقع نادر مرتفع الثمن ومنه الهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهو أردأ أنواع الكمأ، ويظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا.

وأضاف أن الأسواق التي تبيع ثمرة فطر الترفاس الصحراوية أسواق من نوع خاص لأنه يقبل عليها فقط التجار والعرب وفي أوروبا، والسعر عادة قد يصل إلى 500 دولار للكيلو جرام، ويتم تصديره للخارج فور استخراجه من الأرض، لافتا إلى أن دول أوروبا تستخدمه فى بعض العقاقير الطبية، بينما يستخدم فى البلاد العربية كمقوٍ جنسى.

وأوضح المهندس سلامة عبد الرحمن، مدير الزراعة السابق، أن تباشير ظهور الترفاس بعد أول مطرة بـ 45 ليلة من مطر الموسم، هو أول نوع يظهر ولونه أسود وداخله أبيض، وهذا النوع يظهر قبل ظهور الترفاس الأصلي، وهو يدل على أن الترفاس المأكول سيظهر قريبًا، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الفقع ونادرًا ما يؤكل، أما الترفاس الصالح للأكل فيظهر مع أول دفء شمس الربيع بعد 75 ليلة من أول مطر الموسم، وأول عشرين يومًا من الربيع إذا نزل فيها المطر تعتبر موسما وهو منبت الترفاس بشرط تتابع المطر وكثرة رعد السحب الممطرة، فكلما كثر الرعد كثر الفقع لذلك يسميه العرب "نبات الرعد" لأنه يكثر بكثرته.

وقال عبد الرحمن إن الترفاس عرفته منذ زمن بعيد شعوب الشرق الأوسط والشمال الأفريقي وأوروبا كما كان يقدم لملوك الرومان والإغريق كغذاء صحي، مضيفا أن أول من عرفه في مصر هو العالم "هينج" عام 1895، حيث عثر عليه بمنطقة العلمين.

وأضاف أن الكمأة أو الترفاس له قيمة طبية كبيرة، فعندما تم تحليل مادته تبين أنه يحتوى على نسبة بروتين تقدر بـ 9% ومواد نشوية بنسبة 13% ودهون بنسبة 1% كما يحتوى على نسب من الفيتامينات والحديد والفوسفور والكالسيوم وجميع هذه المكونات تجعله مقويا جنسيا طبيعيا خاليا من المواد الكيميائية، كما تبين أن مادته قادرة على علاج بعض الأورام السرطانية، وأن ماء الترفاس أو الكمأة تعد مضادا حيويا مهما ضد البكتيريا وتعالج العديد من أمراض العيون، وكان العرب قديما يستخدمونه في علاج المياه البيضاء والزرقاء والرمد الربيعي، وقال عنه النبى (صلى الله عليه وسلم): "الكمأة من المن الذى أنزله الله على بنى إسرائيل وماؤها شفاء للعين"، الكمأة أو الفقع تكون فى الأرض من غير أن تزرع، وسميت كمأة لاستتارها.