الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معرض إيديكس 2018 .. التوقيت والتأثير


الأحد الماضي، كان مقرراً للرئيس عبد الفتاح السيسي أن يُغادر المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "ايديكس 2018" في تمام الثانية عشرة ظهراً، عقب مراسم الافتتاح مباشرة، لكنه قضى ساعتين ونصف إضافية بعد الموعد المقرر، يُشاهد، ويستمع، ويناقش، ويديرُ حواراً مفتوحاً مع زوار مصر من قادة جيوش العالم، حول التحديات والشرور المحدقة بالعالم، والتطور المتسارع في العلوم والصناعات العسكرية، ليبدو المعرض وكأنه الوحيد على جدول أعمال الرئيس لهذا اليوم، وفي هذا إشارة واضحة إلى الأهمية، فالحدثُ استثنائيٌ من حيث التوقيت والتأثير.

تنظيم مصر لهذا الحدث العسكري البارز لأول مرة، يأتي في توقيتٍ هام، يحمل العديد من الدلالات، فالجيشُ المصري، أحد أقدم الجيوش النظامية على وجه الأرض، احتل هذا العام المركز 12 عالمياً وفق التصنيف الأخير لقوة جيوش العالم، على موقع جلوبال فاير باور Global Fire Power المختص بالشئون العسكرية، الذي صدر قبل أيام، والذي يراعي في التصنيف إلى جانب كم الأسلحة لدى الدولة، مدى تنوعها، والقدرات المتعلقة باستخدامها، كما حافظ الجيش الوطني ـ بحسب ذات التصنيف ـ على صدارة المركز الأول عربياً في القوة العسكرية، والثاني على مستوى الشرق الأوسط، بل واحتل مراكز متقدمة في التصنيفات المتخصصة، ليحتل الجيش المصري المركز الخامس عالمياً في قوة سلاح الدبابات، والمركز السادس في القوة البحرية، والتاسع في قوة أسراب الطيران.  

 يشير المراقبون إلى أن معرض "ايديكس 2018" سيكون له تأثير إيجابي على ترتيب  مصر العام المقبل ضمن الجيوش الأقوى في العالم، والتقدم في هذا التصنيف مركز أو اثنين، فالمعرض ساهم في إظهار القدرات التي توصلت لها مصر في المجال العسكري، وإبراز اسهامات المصانع الحربية الوطنية في المجال العسكري والمدني، كما أتاح المعرض فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بين الوفود المشاركة من العسكريين والمختصين بصناعة وتطوير الأسلحة، وقد يرتفع ترتيب الجيش المصري أيضاُ في ظل سعيه مؤخراً إلى التطوير المستمر للقدرات العسكرية، والنهوض بالصناعات الحربية الوطنية، وانتظام المشاركة في عمليات التدريب المشترك والمناورات العسكرية مع عدد من البلدان المحورية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، والتي ساهمت بصورة كبيرة في إبراز القدرات المصرية لاسيما العنصر البشري، واكتساب خبرات لا حدود لها.

في "ايديكس 2018" رأيت الشغف في عيون العسكريين المصريين لاسيما الشباب، للتعرف على آخر ما توصل له العلم في الصناعات العسكرية، والاطلاع على مختلف التجارب، يتجولون، ويتحدثون، ويُجربون، بآفاق لامحدودة للتحصيل والتعلم ومعرفة كل جديد، كما صادفت وزير الانتاج الحربي ورئيس الأركان يتجولون بكل أريحية بين أجنحة ضيوف مصر من مختلف البلدان في المجال العسكري، ورأيت علامات التقدير والاعزاز في عيون ضباط العالم للبدلة العسكرية المصرية.

لقد تملكني الفخر وأنا أدلف مؤتمر "ايديكس 2018"، تماماً كما أحسست عند حضور المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ مارس 2015، فكما كان المؤتمر الاقتصادي بمثابة "قبلة" الحياة لهذا الوطن، جاء المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية الذي تستضيفه مصر لأول مرة، ليضع مصر في موقعها الذي تستحقه على خارطة الدفاع والأمن العالمية، كما أني غادرت المعرض هذا العام وأنا أتطلع إلى "ايديكس 2020"، فتقييمي للتجربة التي تخوضها مصر لأول مرة لن تكون الأخيرة، فمصر بدأت تنظيم هذا الحدث وستواظب على ذلك لتضيف في كل تجربة مكاسب جديدة.  

التوقيت عبقري، والتنظيم مشرف، والتأثير المنتظرُ مبشر، والمشاركة واسعة بل ورفيعة المستوى، ولعل الصورة التذكارية الهامة التي التقطت خلال افتتاح المعرض خير برهان، حيث اصطف رؤساء الوفود المشاركة من قادة جيوش العالم، وبجانبهم أعلام بلدانهم، بينما الرئيس السيسي في القلب.. فمصر دوماً في القلب
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط