الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطولات بورسعيدية.. كيف خطف فدائي المدينة الباسلة ابن عمة ملكة بريطانيا

صورة تاريخية لتسليم
صورة تاريخية لتسليم جثة الضابط

ظلت العديد من الشخصيات البورسعيدية لها تأثير في تاريخ الوطن ووقف العالم يتعجب من بطولاتهم ودونت رحلة نضالهم عدة كتب تاريخية لما قدموه من كفاح وصمود وتضحية لمواجهة العدوان على مصر. 


فى مثل هذا اليوم من شهر ديسمبر عام 1956 كان يوما مشهودا من أيام المقاومة الشعبية لرجال بورسعيد فقد تجاوز العدوان كل حدوده وهدم المنازل وقتل النساء والأطفال وحول بورسعيد الي سكنة عسكرية وقررت مجموعة من الفدائيين أبناء بورسعيد الرد علي هذه الافعال بعمل كبير يرد لهم اعتبارهم 
اجتمعت مجموعة الابطال التي ضمت احمد هلال وحسين عمان وعلي زنجير ومحمد حمدالله وطاهر سعد ومحمد سليمان واتفقوا علي خطف ( الضابط الانجليزي مور هاوس ) ابن عمة ملكة بريطانيا ليردوا اعتبار المصريين ورصدت مجموعة الفدائيين تحركاته اليومية

وانتظر الفدائيين الضابط لتنفيذ خطتهم في شارع رمسيس داخل سيارة سوداء كان رقمها ( 57 قنال) وكلفوا أحد الابطال باستدراج الضابط الانجليزي

مع دقات الساعة السابعة صباحا وعند تقاطع شارعي رمسيس مع صفية زغلول قابله الطفل وأخذ يسبه بعنف فقام الضابط بركوب سيارته الجيب وجري وراء الطفل محاولا الامساك به وصل الطفل الي اسفل احد المنازل بشارع جانبي ونزل الضابط محاولا الامساك به وضربه وفي لحظة سريعة وحسب الخطة الموضوعة انقض عليه الفدائيون أمسكوا به ووضعوه داخل السيارة السوداء التي كانت تتبعهم وقاموا بتكميمه وانطلقوا مسرعين الي شارع النهضة ثم شارع عرابي.
بعد خطف الفدائين للضابط البريطاني وأثناء سيرهم قابلتهم دورية انجليزية فاضطروا الي الدخول الي بلوكات النظام من الباب الخلفي وأحضروا صندوقا حديديا ووضعوه بداخله حتي يتمكنوا من الهروب به دون أن يعترضهم أحد وتم وضعه مع بعض مهمات داخل سيارة شرطة علي انه مهمات واتجهوا به الي منزل الدكتور احمد هلالي وهو منزل مواجه لأحد مراكز القيادة البريطانية وكان من المستبعد أن يفكر البريطانيون أن ضابطهم موجود داخل هذا المنزل 
وفرضت القوات البريطانية حصارا علي المنطقة وقرروا حظر التجوال وعدم تحرك اي فرد في الشوارع ولم يتمكن الفدائيون من الوصول الي صندوق (مورهاوس) الذي كان موجودا فيه وعندما وصلوا اليه وفتحوا الصندوق وجدوه ميتا لم يجدوا مفرا من أن يقرروا دفنه أسفل سلم المنزل وبعد مداولات كبيرة قررت مجموعة الفدائيين تسليم جثة (مورهاوس) بعد أن قررت القوات المعتدية وقف اطلاق النيران والانسحاب من بورسعيد بلا عودة 
وتم تسليم الجثة للقوات الدولية وللجنة التي شكلها مجلس الأمن و كان خطف (مورهاوس) بواسطة مجموعة الفدائيين المصريين أحد أسباب الرضوخ لقرار الأم المتحدة وأظهر حجم المقاومة الشعبية وما لاقته القوات المعتدية من بسالة وكفاح.
لم تقتصر البطولات و التضحيات علي مجموعة خطف مورهاوس ومن قبلهم الحاجة زينب و ام علي ونبيل منصور ابناء الباسلة في الدفاع عن تراب مصر و مواجهة قوى العدوان فهناك العديد من الابطال الذي قدموا التضحيات سوف تلقي صدى البلد خلال الأيام المقبلة الضوء عليهم حتي تظل بطولاتهم عالقة في أذهان المصريين وملهمة لإشعال روح الانتماء و الوطنية فلو لم تكن بطولاتهم وتضحياتهم مانعمنا بالعيش علي تراب تلك الوطن احرار.