الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميكي ماوس بالدرب الأحمر .. جمال يشكله على الخشب لتنمية وعي الأطفال.. فيديو

صدى البلد

في شارع باب الوزير بالدرب الأحمر بالقاهرة، يعيش جمال فؤاد صانع الأنتيكات والمجسمات بهذه المنطقة الحافلة بالآثار الإسلامية التي بنيت في عهد المماليك، لينشأ في جو عابق بالتاريخ ساعده على حب المعمار والفن، وجعله يتخذ طريقه للعمل في تشكيل الخشب.

بدأ جمال رحلته مع تصميم المجسمات الفنية وتشكيلها، منذ الصغر، حيث كان ينتظر عدد مجلة "ميكي" كل خميس ليستحوذ على الهدية المرفقة به وهي ماكيت لأشكال ديزني التي كانت تستهويه فيقوم بتجميعه وتشكيله وإعادة صوغه لشكله النهائي، ما ساعده على تنمية خياله وحسه الفني، وزاده ذلك حبه لرسمه وتلوينها.

في أول الثمانينيات قرر جمال دخول كلية الهندسة، "فالموهبة يلزمها تعليم ودراسة"، ولكنه تخصص في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث كان يرى أن العالم يتطور ومن المؤكد أن الحاسب الآلي سيساعده ذات يوم في تطوير موهبته التي كانت حبيسة المنزل، ولكن ظروف خاصة منعته من استكمال دراسته والخروج من الكلية في آخر عام، ليحسم أمره بعدها ويفتح ورشة صغيرة خاصة به لتصميم المجسمات والأنتيكات من الخشب.

بدأ جمال البالغ من العمر 56 عاما، حرفته بأعمال صغيرة، وما أن نال إعجاب زبائنه بدقة صناعته، سعى نحو التطور واتجه للعمل على ماكينات الليزر التي تقطع الخشب لأشكال صغيرة لعمل المجسمات الصغيرة وألعاب الأطفال والميداليات، واستحدث بعدها ماكينة "الراوتر"، التي تستخدم للمجسمات ذات الحجم الكبير والأثاث.

ولم ينس دراسته، فأخذ يسترجع ما تعلمه من أعمال الجرافيك، ليستغل ذلك في مهنته، يرسم ويصمم أشكال المفضلة على الكمبيوتر ويتابع كل جديد على اليوتيوب وبعد ذلك يصوغ على ماكيناته ما يريد تصميمه بدقة ومهارة "فالدقة أهم شيء يضعه في حساباته".

ونظرا لعشقه للأشكال الكرتونية منذ طفولته، قرر جمال أن تكون حرفته وسيلة لتعليم الأطفال حب الرسم والتلوين، فبدأ يصمم الشخصيات الكرتونية التي يحبها الأطفال من الخشب مثل "ميكي ماوس، سندريلا، بيلا، سبونج بوب وغيرها"، حتى يستطيعوا تعلم التلوين من خلالها، فيمكن للطفل تلوينها بسهولة والاحتفاظ بها كتذكار في حجرته عكس ورق التلوين الذي من السهل رميه.

وبما أن الصنعة والتعليم الفني شاغل "جمال" الأول، ما جعله يزرع في أولاده الخمسة حب الصناعة وينمي داخلهم روح الخيال، فأصبح يعتمد على ابنه أحمد وابنته أية في مساعدته بقطع وتشكيل الخشب وصنع أنتيكات وتحف وهدايا يقدمونها لأصدقائهم.

يأمل جمال أن يُعلم حرفته للشباب، الذي بات من وجهة نظره لا يعرف طريقه ولا يستغل مهاراته، فورشته مفتوحة لكل شخص يرغب في تعلم حرفة أو صنعة تجعله يقوم بمشروعه الخاص في يوم ما.