الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ آثار إسلامية يكشف قوة الدولة الأيوبية قبل 800 عام

صدى البلد

رغم ما وصلت إليه مصر من تقدم وسيادة لجيشها وأسطولها فى العصر الفاطمى، إلا أن منطقة الشرق الأدنى شهدت أواخر هذا العصر تحولًا خطيرًا، نتيجة لنجاح الصليبيين فى الاستقرار فى قلب تلك المنطقة خاصة فى الشام، كما أن الدولة الفاطمية كانت فى خريف عمرها عندما ظهر الخطر الصليبى، وعجزت عن فهم طبيعته وفشلت فى صد هذا الخطر وفى حماية نفسها منه.

الحقائق السابقة ترتبت عليها نتائج مهمة متعلقة بالدولة الأيوبية، وهو ما رصده بالتحليل العلمي الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، في كتابه "الجيش والأسطول المصري فى العصر الإسلامي"، الصادر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر الإسكندرية، ومنحته عنه جامعة المنصورة جائزتها التشجيعية.

وقال في كتابه: "الدولة الأيوبية نشأت على يد صلاح الدين الأيوبي، والذي استطاع إزالة الخلافة الفاطمية وإعلان قيام دولة جديدة نُسبت إليه، فكان عصر هذه الدولة من أقوى عصور الجهاد والبطولات الرائعة والقوية للجيش والأسطول المصرى فى معارك هائلة كتبت فى التاريخ بأحرف من نور يثبت أن مصر هى دائمًا درع العروبة والإسلام".

وطبقا للكتاب كانت الدولة الأيوبية هى التى عاصرت أشد مراحل الحروب الصليبية ضراوة وعنفًا، وكان من الطبيعى أن يكون الاهتمام بالجيش فى أيام تلك الدولة فائقًا.

وكشف عن أنه أقيم فى سنة 567 هـ/ 1171م عرض عسكرى فى القاهرة، مكون من 14 ألف فارس كل منهم مزود بمتاعه من الخيل ونحوها، ولكل منهم غلام يحمل سلاح الحرب، هذا عدا الجنود المشاة والعربان الملحقين بالجيش.

ومن ضمن ما جاء في الكتاب، أنه فى سنة 577 هـ/ 1181م بلغت عدة الجيش الأيوبى فى مصر 8240 فارسًا منهم 111 أميرًا وفارسًا و1153 جنديًا عاديًا، ووصلت النفقة على هؤلاء 3.670.600 دينار، وانخفض ذلك كله بعد انتهاء مرحلة الجهاد الصلاحى ضد الصليبيين، ثم ازداد الجيش وارتفعت نفقاته أيام السلطان الكامل عندما هددت مصر الحملة الصليبية الخامسة.

أما عن تنظيم الجيش فكان ينقسم إلى أطلاب، وكل طلب يتكون من عدد يتراوح بين (70 و200) جندى، وعلى رأس كل طلب أمير (أى ضابط) وعند المسير إلى القتال توزع الأسلحة والزرد والنفقات على الجند، على أن يستحضر كل جندى ما يلزمه من كميات المؤن،وعندما خرج مع السلطان صلاح الدين من مصر لمحاربة الصليبيين بالشام سنة 573 هـ/ 1177م نودى بأن يأخذ العساكر معهم مؤونة تكفيهم عشرة أيام.