الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"المُقاولون" و"السِويدي".. سُفراءُ فوقَ العَادة



الأربعاء 12 ديسمبر الجاري.. كانت القارة الأفريقية على موعدٍ مع حدثٍ استثنائي، هو الاحتفال بتوقيع عقد مشروع إنشاء سدٍ هائل لتوليد الطاقة الكهرومائية على حوض نهر روفيجي بمنطقة "ستيجلر جورج" بتنزانيا، فاز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي "المقاولون العرب"، و"السويدي الكتريك"، بقيمة 2.9 مليارات دولار، ويساهم في توفير احتياجات الطاقة بدولة تنزانيا، فضلًا عن التحكم في كميات المياه خلال فترات الفيضان، ومن ثم توفير الاحتياجات المائية اللازمة للدولة والشعب التنزاني.



الافتتاح الذي حضره الرئيس التنزاني، الدكتور جون ماجوفولي، ورئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد كبير من الوزراء والمسئولين من الجانبين، فضلًا عن شخصيات دينية بارزة، لم يكن مجرد حدثٍ بروتوكولي تقليدي، حيثُ تضمن العديد من الرسائل، حول مكانة مصر وتأثيرها في القارة الأفريقية التي لم تكتسبها عن طريق النفوذ والهيمنة، بل من خلال الشراكة الاقتصادية والتنموية والمجتمعية، إلى جانب رسالة هامة تتعلق باستمرار دور الشركات المصرية العملاقة في مد أذرع العمل والبناء إلى مختلف دول القارة السمراء لاسيما دول حوض النيل، التي تعدُ أحد منابع الهوية الحضارية والثقافية لمصر.



فبينما تحظى "المقاولون العرب" برصيد ثري لدى بلدان القارة الأفريقية، يمتدُ لعقودٍ طويلة من المساهمة في عمليات الإعمار للعديد من المشروعات القومية العملاقة في مجالات التشييد والبناء، والري، والطرق وغيرها، تأتي شركة "السويدي الكتريك" لتطرح نفسها بقوة في هذه الآونة كشريكٍ استراتيجي وطني جديد لبلدان أفريقيا، حيثُ تساهم بدور بارز في تنفيذ العديد من المشروعات وتقديم خبراتها الطويلة في مجال تقنيات الكهرباء.. وتعدد شركاء التنمية الوطنيين في أفريقيا أمرٌ شديد الإيجابية، يدعم الدور المصري في الدائرة الأفريقية بصورة كبيرة، ويمهدُ لعصر جديد من الشراكة بين مصر ودول القارة.



وتعد شركة "السويدي الكتريك" حاليًا في مصاف الشركات المصرية الكبرى التي تستثمر في تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، وفق تقرير أعدته الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لتجمع الكوميسا بالتعاون مع مؤسسة الفاينانشيال تايمز، وبحسب هذا التقرير، تظلُ الشركات المصرية الأكثر نشاطًا في القارة الأفريقية بشكل عام وفي دول الكوميسا على وجه الخصوص، حيثُ يبلغ حجم استثمارات الشركات المصرية في القارة السمراء نحو 5 مليارات دولار في قطاعات مختلفة، كما أشار التقرير إلى أن شركاتنا الوطنية مازال أمامها فرصٌ واعدة للتوسع في استثماراتها في القارة الأفريقية في ضوء احتياج بلدان القارة لضخ استثمارات ضخمة لاسيما في مجال البنية التحتية.



مشروع سد نهر روفيجي، يعدُ مشروعٌ عملاقْ، يعيد الشركات المصرية إلى صدارة المشهد الأفريقي، ويثبت أن "المقاولون العرب" و"السويدي الكتريك" سفراء فوق العادة، وفروعهما في بلدان أفريقيا، لا تقلُ أهميةً وتأثيرًا عن مقرات سفاراتنا في هذه البلدان، ولعل أمام الشركتين فرصة ذهبية للانتهاء من هذا المشروع العملاق في موعده المقرر كما ناشدهما الرئيس التنزاني في كلمته خلال حفل توقيع عقود انشاء السد، لاثبات قدرة الشركات المصرية على الإنجاز في الخارج، كما يتحقق الإعجاز في الداخل.



تحيةُ تقدير لرجال شركتي "المقاولون العرب" و "السويدي الكتريك".. المجد لمصر.. والتنمية لأفريقيا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط