EN 
15 شارع قصر النيل، عنوان يعرفه كل من أحب القراءة، واعتاد البحث في الكتب القيمة والنادرة، ففيه تقع مكتبة «المستشرق»، أحد أشهر المكاتب العملاقة التي تحوي أمهات الكتب، وأكثرها ندرة، والتي يمتلكها الفنان الراحل حسن كامي.
المكتبة التي حولت بين أرفهها أكثر من 40 ألف مجلد، بات مصيرها مجهولا، بعد رحيل صاحبها، الفنان حسن كامي، بعدما قضى فترة طويلة من عمرة بين جدرانها يتصفح مجلداتها وكتبها، ويتأمل صورة زوجته التي رحلت قبل أربعة اعوام.
ربطت الفنان حسن كامي، علاقة ممتدة مع مكتبة المستشرق، والتي كان يتردد عليها في البداية كقارئ حتى أصبح صاحبها، ثم صارت ملاذه الذي يقضي فيه جميع وقته حين يأكله الحنين شوقا على زوجته التي توفيت قبلة بـ 4 سنوات والتي كان يترك لها شؤن إدارتها.قصة إمتلاك الفنان حسن كامي للمكتبة، كشفها في احد لقاءاته التلفزيونية، بأنها نتيجة لحالة الشغف الكبيرة لديه لحب القراءة، والرغبة الدائمة في شراء وإمتلاك الكتب النادرة، قائلا: «كان عندي حلم إني اشتري المكتبة في يوم من الأيام.. بس مكنش عندي القدرة المالية إني اشتريها.. بس كنت بحس إني اشتريت كتب منها بسعر المكتبة كلها».
وبعد عودته ذات يوم من إحدى الرحلات إلى أوروبا علم بمرض صاحب المكتبة، والذي قرر زيارته للإطمئنان على حالته الصحية، والذي طلب منه شراء المكتبة نظرا لحبه الشديد للكتب والقراءة، ورغبة منه في أن يحافظ على المكتبة وكتبها.
زوجة الفنان حسن كامي وشريكة حياته رحبت بقرار شرائه للمكتبة قائلا: «أول ما زوجتي دخلت المكتبة شعرت براحة لا توصف وبقت روحها في المكتبة.. وبقت تعرف كل صغيرة وكبيرة فيها»، حتى رحلت زوجته وظلت المكتبة، نزين أرففها الكتب والمجلدات تزين واجهة المكتب صورة زوجته.
ويعود تاريخ تأسيس المكتبة لنهاية القرن التاسع عشر على يد يهودى مصرى يدعى «فيلدمان» لتكون مرجعًا للمهتمين من مستشرقى الغرب، ومن هنا أطلق عليها اسم «المستشرق»، والذي أسسها قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثى فى عام 1956 لتنتقل ملكيتها من بعده لأشخاص مصريين أخرين.وتضم المكتبة نحو أكثر من أربعين ألف عنوان، بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، بينها واحدة ضمن ثلاثة فقط حول العالم، ومخطوطات من كتاب "وصف مصر"، بجانب تحف ولوحات فنية نادرة.
