موسيقى الأندرجراوند هي الموسيقى المختلفة عن أنواع الموسيقى السائدة فى المجتمع الذى تظهر فيه، يكون لها لون جديد يبتكره ويهتم به الشباب في أي مجتمع تظهر فيه.
بدأت موسيقى الأندرجراوند في منتصف الستينات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت على شكل موسيقي الروك وتطورت إلى الهيب هوب.
ولذلك فى تلك الدول بدأ هؤلاء الفنانون فى الغناء أو العزف على آلاتهم الموسيقية الخاصة فى محطات مترو الأنفاق تحت الأرض، ومن هنا جاءت تسميتها "أندر جراوند"، واضعين قبعاتهم أمامهم لكى يضع بها من يعجب بما يقدمونه بعض الأموال البسيطة.
تطورت التجربة أكثر وبدأت تنتشر وأصبح المغنون يعتمدون على ألوان غنائية تمس المواطنين لكى تلاقى نجاحا وإعجابا، فلم يكن هناك أفضل من الأغانى التى تعبر عن حالة حب، أو المعبرة عن حالة معيشية ومشاكل اجتماعية أو سياسية.
وأصبحت لونا فنيا غنائيا متواجدا وله مريدوه، وتقام للفنانين القائمين عليه الحفلات، وأصبح هؤلاء المغنون معروفين، ولكن المفارقة أن مغنى الأندرجراوند يمكن أن تمس أغنياته مستمعين فى بلد آخر غير بلده فيكون مغمور بين ثقافته ومشهور وتباع أسطواناته فى بلد آخر ذات ثقافة أخرى، لمجرد تعطش هؤلاء المستمعين أو استعدادهم النفسى والاجتماعى لتقبل هذا النوع من الغناء، حيث إن هناك من المجتمعات التى أصبحت مسيسة بفعل أحداث داخلية وخارجية غيرت مزاجها وتوجهاتها الفنية، ومن ضمنها مجتمعات العالم الثالث والمجتمعات العربية بطبيعة الحال من ضمنها.
حيث إنها غالبا ما تكون فى حالة جاهزية تامة لدخول السياسة فى فنونها بشكل كبير، ومن هنا أصبحت موسيقى الأندرجراوند تلاقى نجاحا كبيرا بأغانيها السياسية أكثر من أغانيها العاطفية فيها، خاصة لدى الشباب حديثى السن نتيجة حماستهم وشغفهم الكبير للدخول فى عالم السياسة.
من أمثلة هؤلاء الفنانين (سيكستورودريجوز) الذى فشل في أمريكا بينما تحول لأسطورة في جنوب أفريقية حتى أن حياته الفنية تم عمل فيلم وثائقى لها هناك.
لكن متى بدأت موسيقى الأندرجراوند في مصر؟ في نهاية التسعينات وبداية الألفينيات، وكان ذلك عن طريق فريق "وسط البلد"، وبعد ذلك انتشرت الفكرة وأصبحت هناك فرق كثيرة تحمل أفكارا مختلفة.
في البداية، كانت الحفلات غير شعبية، تخلو من الجمهور العريض وتباع تذاكرها بأسعار رمزية ولفترة كانت تقام الحفلات أحيانا مجانية فى بعض الأماكن التى كانت معنية باحتضان الفكرة مثل "ساقية الصاوى"، وكان المطلوب من الجمهور لحضور الحفل أن يقوم بملء استمارة على موقع المكان المقام به الحفل ليحصل على عدد من التذاكر، ولكن الآن وبعد أن أصبحت لهذه الموسيقي جمهورها العريض عادت نفس الفكرة بأسماء مختلفة وبأسعار التذاكر الحقيقية، حيث اللا مجانية، خاصة بعد ثورة 25 يناير التى كانت انطلاقة حقيقية لهذه الفرق الغنائية، حين تلاقت الحالة التى صنعتها الثورة من متنفس حقيقى للتعبير الغنائى السياسى مع ما تقدمه فرق الأندرجراوند فى مصر، وأصبحت تذاكر الحفلات تنفذ فور الإعلان عنها، كما ذاعت شهرة الفرق حتى أنه كثر عدد الفرق التى تقدم هذا اللون الغنائى بشكل كبير.
وأصبح السؤال هو كيف تكون تلك الفرق بهذه الشهرة ومازالت تسمى أندرجراوند؟ كيف لم تنضج التجربة بشكلها الطبيعى كما حدث فى الدول التى نشأت بها؟ هل لأن جمهور مستمعيها أعجب بها فأصاب المنتجين بالخوف من تغير الشكل؟ أم لأن الفنانين القائمين عليها مازالوا يتناولون الأغانى بشكل مستقل ومتفرد ويوحى بالمقاومة والاعتراض؟