الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلان وفاة الجامعة العربية أفضل للعرب


الإبقاء على منظومة الجامعة العربية، وضخ نحو 100 مليون دولار في ميزانيتها السنوية من الأموال العربية.. بما يقارب مليار و700 مليون جنيه مصري عبث سياسى لا طائل منه.

فهذه المنظومة السياسية العربية مجرد مبنى دبلوماسي عتيق في قلب القاهرة لا طائل منه ولا فائدة.. وفي عز الأزمات العربية التي يحياها العالم العربي ومنذ أكثر من 7 سنوات منذ هبت موجة ما يسمى بالربيع العربي، وهناك أزمات سياسية مستحكمة ومآسٍ إنسانية غير مسبوقة تنتاب الدول العربية وتجتاحها.. وأمامها تقف الجامعة العربية -هذا الكيان السياسي الوهمي- عاجزة ليس لها مبادرة وليس لها قدرة على الحل.

والكارثة ويوم أن تحركت الجامعة العربية واستطاعت بعض الدول أن تدفعها لاتخاذ قرارات حقيقية فقد حدثت مهازل غير متوقعة.

فعندما تحركت الجامعة العربية ولمرة واحدة في الملف الليبي، جرت الموافقة على ضرب نظام معمر القذافي بالصواريخ والتدخل عسكريًا في ليبيا وجرى ما جرى!

ويوم أن تحركت الجامعة العربية في سوريا، فقد جرى تجميد عضويتها منذ 7 سنوات. وخرجت الجامعة العربية برمتها من الملف السوري ليتدخل فيه الأتراك والإيرانيون والأمريكان والروس وغيرهم.

وما كان يحدث في عهد عمرو موسى تكرر بحذافيره في عهد نبيل العربي.. ثم وصلت الأمور إلى إعلان حالة وفاة كاملة للدبلوماسية العربية في عهد أحمد أبو الغيط!

وإزاء بعض الانتقادات التي توجه للجامعة العربية وأدائها السياسي الفارغ والذي لا يتناسب مطلقًا مع التحديات الرهيبة التي تجابه المنطقة العربية في اليمن وليبيا وسوريا ومن قبل في العراق ولبنان وفي غيرهم من البلدان العربية.. كان الرد أن القرار الرسمي العربي لابد أن توافق عليه الدول العربية كاملة ومجتمعة.. حتى يتم إقراره أما اعتماد القرارات بالأغلبية كما هو الحال في الديمقراطيات ومؤسسات العمل السياسي الدولي والإقليمي مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. فهذه المفردات غير معترف بها داخل عمل الجامعة العربية منذ إنشائها في عام 1945!

والحقيقة فهناك تقصير عربي فادح في أداء الجامعة العربية وتقصير من جانب أمنائها العاميين تجاه وضعها المهترىء.

وخلال 8 قمم عربية عقدت على مستوى القادة والزعماء العرب في السنوات الثمان الماضية. لم تطرح قضية تطوير نظام التصويت على القرارات داخل منظومة الجامعة العرية ولم تطرح أفكارًا جادة لتطوير عملها.

وللأسف ما تردد عن إصلاح نظامها الداخلي وتطوير بعض المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التابعة لها كانت أشبه بمسكنات غير فعالة. ومجرد أفكار مطاطية شكلت لها عشرات اللجان ورصدت لها عشرات الميزانيات دون جدوى حقيقية.

وإزاء ما يمر بسوريا واليمن وليبيا من أحداث سياسية ساخنة. وعجز الأمين العام أحمد ابو الغيط عن التحرك وما يمر بالقضية الفلسطينية من تطورات وإصابة الجامعة العربية بشلل رباعي مميت. فإن إعلان وفاة هذا الكيان السياسي أصبح ضرورة قومية عربية.

لأن إعلان نهايته سيدفع للتفكير في بدائل حقيقية للعمل العربي المشترك أو محاولة ضخ قبلة الحياة في هذه المنظومة الدبلوماسية الفاسدة بشكل جديد وغير مسبوق من قبل.

ولا يجب النظر أو إصغاء السمع لمن يقولون إن إنهاء عمل الجامعة العربية سيفكك آخر كيان دبلوماسي للعمل السياسي العربي المشترك.

هو أساسًا ليس فيه عمل عربي مشترك وهى مظلة وهمية الجميع يتوهمون وجودها ويريدون الإبقاء عليها.. ليس لحاجة في نفس يعقوب ولكن لحاجات في أنفسهم من الخلافات والصغائر والضغائن والأوهام.

استمرار الجامعة العربية بهيئتها الراهنة جريمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط