الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب ليس زعيمًا عربيًا لكننا غرقى


الذين انتقدوا مقالاتي بخصوص رفضي قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.. وقلت إن ذلك سيفسح المجال لقوات وميليشيات إيران بالتقدم.. وأن بقاء واشنطن في سوريا لمدة أطول من ذلك هو عين العقل وعين السياسية معًا.

كتبوا أني مع الاحتلال الأمريكي لسوريا!، وأن هذه توجهات غريبة وأن "ماما أمريكا" لها مصالح تدافع عنها ليس في مقدمتها بالطبع المصالح العربية؟

والحقيقة أن نصف الانتقادات صحيح ونصفها الآخر خطأ.

فموضوع أني أدافع عن احتلال أمريكي لسوريا، وبقاء قوات أمريكية هناك فهذه مزايدة وهذا "إفك مبين".

فسوريا بها قوات على الأرض، لأربع دول كبرى هى أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وعليه فالولايات المتحدة ليست وحدها. وصف إسرائيل التي ليس لها قوات على الأرض لكنها تضرب متى تشاء وتعود متى شاء.

كما أن سوريا عليها ما لايقل عن أجهزة استخبارات لأكثر من 50 دولة عربية وإقليمية ودولية.. موجودة بعناصر أو اتصالات أو دعم مادي أو مؤازرة سياسية.

والسبب معروف فسوريا بلد مفتوح.. وعليها تتقاتل الميليشيات وأجهزة الاستخبارات.. وسوريا بلد حيوي مهم ولابد من كلمة لدول الخليج هناك، ولابد من كلمة لإيران. ولابد من حضور لفرنسا وبريطانيا وروسيا وأمريكا وتركيا وهكذا..

علاوة على دول إقليمية وعربية كبرى تتواجد أيضا بصورة أو بأخرى على الأرض السورية التي فُتحت على مصراعيها منذ 7 سنوات.

أما موضوع أن واشنطن لا تدافع عن المصالح العربية فهذا ليس رايًا صوابًا على علاته.

صحيح أن أولوية واشنطن وأولوية إدارة ترامب للمصالح الأمريكية لكن لو أن إدارة ترامب تجاهلت وجود مصالح عربية أيضا. ومخاوف عربية من ميليشيات إرهابية وغزو فارسي وعواصف إرهابية.

لو تجاهلت كل ذلك تكون أغبى إدارة أمريكية في العالم.

فواشنطن قوة عظمى، ولها مصالح وعليها أن تدافع عن مصالحها هذه أيضا في الدول العربية وعند من يحمونها وفي مقدمتها بالطبع إمدادات البترول عند من ينتجونه.

فلا يعقل أن تخرج أمريكا وتعطي شيكًا على بياض لإيران أو تركيا أو روسيا "يأخذون الجمل بما حمل من مغانم المنطقة وثرواتها".

لذلك فالطلب من ترامب وقد استجاب لهذه الآراء المدوية عالميًا. وأجل انسحاب قواته من سوريا لنحو 4 أشهر هو طلب يحافظ على المصالح الأمريكية والعربية معًا.

الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة العربية.. يتمثل اليوم في إيران وميليشياتها الإرهابية ويتمثل في عصابات إرهابية مسعورة تقف على أرض صلبة من خلال تمويلات مهولة تأتي إليها من جهات شتى.

أما إسرائيل وأمريكا، فلا نقول إنهما ليسا خطرًا علينا ولكني أقول إنه ما إن هدأ عواء كل من الذئب الأمريكي والذئب الإسرائيلي في المنطقة.. حتى خرجت علينا الوحوش الإرهابية والفارسية، مسعورة أكثر من الذئاب وتسن أسنانها علينا أكثر من الكلاب.

ونحن أمامهم.. نتحين أن يلتهمنا وحش مسعور أو يعضنا كلب إرهابي ضال.

وهكذا المنطقة اليوم، بين وحوش ضارية وكلاب إرهابية مسعورة تتغير خرائطها بين يوم وليلة. وسوريا مكان تجمعت فيه كل الدول وكل الملل وكل العناصر ويجب ان نتحسس خطواتنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط