الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بابا نويل.. الذى نريده!


ننتظر نهاية كل عام بعد أن صار بلحيته البيضاء وملابسه الحمراء "أيقونة" البهجة وعنوان السعادة لدى الصغار والكبار.. ولأنه "بابا نويل" حامل الهدايا ورمز العطاء والسخاء، فمعه نستقبل العام الجديد وكلنا آمال وأحلام وطموحات نحو غد أفضل وحياة أكثر إشراقا وتفاؤلا.. وكل منا يتلقى صندوقه الخاص من الرجل العجوز ويسير به إلى السنة الجديدة بمشاعر مفعمة بالرغبة فى تغيير الأحوال. 
وبينما وقعت عين العبد لله على تحقيق منشور فى صحيفة الأهرام صباح الأربعاء بقلم الزميل الموهوب طه جبريل حتى أيقنت أن ثمة جهازا يقظا من أجهزة الدولة وضميرها الواعى يرتدى ملابس "سانتا كلوز" ويتقمص شخصيته ليقدم لوطننا الغالى أعظم هدية مع مطلع ٢٠١٩.. هدية تستمد قيمتها من قدرتها على صناعة مستقبل مضئ وتبعث الثقة والأمل والشعور بالأمن تجاه "بعض" مؤسسات الدولة المحترمة.. والشريفة!.

فقد كشف صحفى "الأهرام" الجرئ أن الرقابة الإدارية نجحت بفضل جهودها وإخلاص رجالها فى استعادة أراضى مملوكة للدولة تقدر بـ ٤٣ مليارا و٣٠٠ مليون جنيه خلال ٢٠١٨ .. وهذا الرقم الضخم - الذى عكف زميلنا على حسابه بالمليم قبل النشر - بقدر ما يبرهن على براعة موظفى وجنود الجهاز الرقابى فى مطاردة اللصوص ومافيا الاستيلاء على أملاك البلد، بقدر ما ينذرنا بأن أضعاف هذا المبلغ كانت عرضة للنهب والسرقة والقرصنة على مدار عقود مضت. 

وآن الآوان لفتح هذا الملف دون مواربة أو تلكؤ، وإزاحة الغطاء عن "مغارة" وضع اليد واغتصاب حقوق الشعب المصرى استغلالا لـ"ثغرات" القانون وألاعيب "الحُواه" من المحامين لخدمة الفاسدين وتضخيم خزائنهم بـ "مليارات الغلابة".

وما أقدمت عليه "الرقابة الإدارية" برئاسة اللواء شريف سيف الدين وكتيبته الوطنية هو خطوة شجاعة ولكنها بداية طريق محاربة الفساد واستئصال جذور الدولة العميقة فى الكثير من القطاعات.. وانتصار الجهاز فى أولى جولات معركته الكبرى ضد أباطرة الشر والجشع لابد أن يدفعه إلى المزيد من الإجراءات السريعة لضخ الحياة فى خزينة الدولة بهذه المليارات المنهوبة، والتى يمكن استثمارها فى إنعاش الاقتصاد وتشغيل عجلة التنمية سواء فى أساسيات البنية التحتية المهددة أو المشروعات العملاقة بما يُعجل من ثمارها التى يتشوق المواطن البسيط لقطفها وتذوقها.


لقد عانت مصر من سيناريوهات نهب ثرواتها وغزو أرضيها وممتلكاتها بالزواج "المُحرَّم" بين السلطة والمال، وتعددت القصص والروايات التى كانت البطولة المشتركة تجمع بين رجال أعمال ومناصب قيادية .. وجاء اليوم الذى ثارت الرقابة الإدارية على الأوضاع وقررت حماية مقدرات الوطن من "براثن" الشياطين. و

لا تتوقف مهمة الجهاز عند حدود إعادة الأموال إلى الدولة، بل يجب أن تتعاون مع بقية الأجهزة تحت رعاية مؤسسة الرئاسة وقبة البرلمان لضمان الحفاظ على ما تم استرجاعه وإنفاقه فى قنوات شرعية ووفقا لتعليمات مشددة ورقابة صارمة وشفافة، وبخلاف ذلك تتجدد المخاوف والمطامع ولانستبعد تكرار المأساة ومواصلة "نزيف" إهدار المال العام!.

- بدأنا عاما جديدا .. وظهر لنا فرسان "الرقابة الإدارية" فى ثوب بابا نويل الذى نريده ونبتغيه - نموذجا وفكرا وفعلا - فى سائر أجهزتنا ومؤسساتنا التى استوطن فيها خراب الذمم وضعف النفوس و"عُقم" الخيال .. ولكن الرجل الطيب يرفض الاستسلام ويفتح أبواب الإصلاح بـ"أيدى" الأطهار لننعم جميعا بأغلى وأحلى الهدايا!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط