الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجوع إلى الخلف


لا أحد علي الإطلاق يتمني أن تمضي حياته إلى الخلف إلا إذا كان حاضره مؤلم، أو ربما إذا كان قد أخطأ في حياته خطأً كبيرا أودي بسعادة حاضره ومستقبله، وأحيانًا عندما نفقد أحب الناس إلى قلوبنا نتمنى العودة إلي الخلف لنحيا معهم من جديد وننسي ألم الفراق والوحدة وما حل بِنَا بعد فراق الأحباب.

مع الأسف الشديد إذا نظرنا بمنظور أوسع في حياة الدول وتقدمها، الجميع يتمني أن يمضي قدمًا ، ولا أحد يفكر في العودة إلي الخلف ، إلا إذا كان تاريخ الدول أفضل من حاضرها ، نحلم جميعًا بغد مزهر ونتمني أن نحظي بحاضر مستقر ومستقبل مبهر، ولكن هل تزدهر الأوطان بمجرد التمني، أم بالسعي المستمر للأفضل، والتفكير السليم في كيفية حل المشكلات وتنمية الاقتصاد والنهوض بالمجتمع؟.

الوطن كلمة شديدة العمق، لا يمكن أن يفهم معناها إلا عقل مستنير، جرد نفسه من الأنانية الذاتية ونظر نظرة عامة وشاملة لمصلحة ما تحتويه كلمة وطن، من أفراد تحيا علي أرض واحدة ، تحت مظلة حكم واحد، وحكومة واحدة وأمن واحد ، للنهوض به مقومات ليست وليدة اللحظة إنما تنمي لدي الإنسان منذ الصغر، وتكبر معه ، يومًا بعد يوم، حتي يأتي موعد جني ثمارها واستثمارها في ما هو صالح لهذا الوطن.

من أهم مقومات التقدم والازدهار هو الإهتمام بسلوكيات المجتمع، والقضاء علي السلبية والفجور والعدوانية والتنمر وغيرها من الصفات السيئة التي تعرقل المسيرة وتعيق دفة التقدم، ونعود لتسليط الضوء على أولي الخطوات التي تعمل علي الإصلاح ، التعليم ثم التعليم ثم التعليم ، ولست اقصد هنا التعليم للقضاء علي الأمية، بتعلم القراءة والكتابة، إنما اقصد بالتعليم في الأساس هو غرس القيم والأخلاقيات عن طريق العلم مع التربية، ربما نحتاج إلي إبتكار أساليب جديدة سهلة ومبهرة تتوافق مع عقلية المجتمع ، وعدم تقبله للإلتزام وإحترام الغير من جانب وإحترام مقدرات الوطن من جانب آخر.

ربما لو دقننا النظر سوف نلاحظ العديد من السلبيات التي تحدث دون وعي لتدمر كل ما هو جميل ومبهج، ولا أتكلم هنا عن تدمير المستقبل بالرشاوي وتخطي القواعد والابتعاد عن الالتزام بالقانون والفساد ، إنما أتحدث عن الفكر المفسد بكل صوره حتي في صغريات الأمور،ومن أمثلة تلك المواقف ، تجريح سيارات الغير باستخدام مسمار وكتابة أسماء عليها ولصق ملصقات إعلانية علي واجهات بعض المنازل والطرقات التي تم تجديدها دون وعي بحرمانية إتلاف ممتلكات الغير،، إذا دققنا النظر سوف نرصد العديد من السلبيات في مواقف متعددة.

إذا ظل المجتمع متمسك بتلك السلبيات كيف نستطيع التقدم، كيف نضمن أن ما نحاول تطويره سوف يتم الحفاظ عليه دون تدمير أو تشويه، يستمتع البعض بالسلوك التخريبي، حتي تعود العديد من البشر علي القبح، ولَم يعد الكثيرون منا لهم القدرة علي التمتع بمفاهيم الجمال ومحاولة الوصول إليها،مع الأسف الشديد العشوائية سيطرت علي سلوك العديد من البشر، وانتشر هذا السلوك السئ في العديد من طبقات الشعب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط