الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحوثي.. وجماعات نقض العهود


لم تمر أكثر من ساعات قليلة، على اتفاق السويد، بشأن اليمن، والذى شهدته استكهولم، ديسمبر الماضى، لوضع نهاية للحرب الدائرة هناك، بين قوات الجيش اليمنى، وميليشيا الحوثى المسلحة، إلا وقامت ميليشيا الحوثى بخرق الاتفاق، وشنّت هجومًا مسلحًا على مواقع الجيش اليمنى، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين فى مدينة الحديدة.

ورغم أن اتفاق السويد، تم التوصل خلاله إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية، على وقف إطلاق النار فى مدينة وموانئ الحديدية، والصليف ورأس عيسى، وتعزيز تواجد الأمم المتحدة فى تلك المناطق، إلا أن ميليشيا الحوثى واصلت هجومها على الجيش اليمنى من تلك المنطقة، وانطلقت من ريف ومدن الحديدة، التى هى محل الاتفاق، وتصدت له قوات الجيش اليمنى، بعد هجوم عنيف شنّته الميليشيا المسلحة، على مواقع لقوات لواء الزرانيق الحكومية، مستخدمة المدفعية الثقيلة والدبابات في الهجوم.

نقض الحوثى لاتفاق السويد، لم يكن، أمرًا مستبعدًا، حيث إن ممارساتها السابقة، كباقى الميليشيات المسلحة، والجماعات الإرهابية، ناقضة العهود، تؤكد عدم التزامها بأى اتفاقات سلام، وأنها تسعى لتحقيق الأطماع التوسعية، وزعزعة الاستقرار لصالح إيران، الداعم الأول والمباشر للحوثيين فى اليمن.

تسعى الميليشيا المسلحة لكسب الوقت بالدخول فى اتفاقات، تبدى من خلالها أنها تجنح للسلام، فى حين أنها تواصل التدمير والخراب، والعمل على عدم استقرار اليمن، واستهداف قوات الجيش النظامى، وكذلك قوات تحالف دعم الشرعية، لتبعث برسالة جديدة، أنها ميليشيا إرهابية، لا تؤمن بالسلام، ولا بحق الشعوب فى الأمن والاستقرار.
لم يكن اتفاق السويد الأول من نوعه، الذى تتم فيه دعوة الأطراف المتصارعة فى اليمن لجلسة مباحثات، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للأوضاع هناك، فقد سبقتها محاولات أخرى، باءت جميعها بالفشل، بسبب إما غياب ممثلى الحوثى، أو بسبب التعنت فى مواقفها، وهو الأمر الذى أظهرته فى مباحثات السويد، التى لم يتم فيها التوصل إلى اتفاق بشأن ملفات غير الحديدة، ومع ذلك لم تلتزم بالاتفاق الذى تم التوصل إليه.

قبول الحوثى بالجلوس إلى مفاوضات السويد، يمثل، عندى، نوعا جديدا من المراوغة التى تستخدمها الميليشيا لكسب الوقت، وليس أدل على ذلك من الأحداث التى سبقت اتفاق السويد، والتى أكدت حصار الحوثى، وهزيمته أمام الجيش اليمنى، وقوات التحالف، ووجد فى اتفاق السويد هدنة، باغت بعدها القوات الشرعية فى اليمن، بهجوم عنيف، مستغلا التزام الجانب اليمنى، وقوات التحالف بالاتفاق، الذى يقضى بوقف الهجوم فى الحديدة وموانئها.

هكذا تؤكد ميليشيا الحوثى أنها لا عهد لها، وانها لا تلتزم باتفاقات أو عهود، وأنها ماضية فى محاولات خلق بؤرة صراع فى اليمن لصالح الاطماع الإيرانية فى المنطقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط