الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشكر للرئيس ليس كافيا .. لقطات من يوم العيد


لأول مرة يمكنني أن أعتبر عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح في هذا العام عيدا لكل المصريين، لأول مرة أستشعر أن عامة المصريين يحتفلون بهذه المناسبة، رأيت المصريين المسلمين فرحين بهذا العيد، شاهدت عيونهم تلمع فرحا، وسمعت ألسنتهم تطلق التهاني.

إن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد من عموم الشعب المصري، إنما هو إحدى الثمرات الأطيب لما يقوم به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أخذ على عاتقه إعادة إحياء القيم المصرية الأصيلة، التي يعلو في تاجها الإخاء بين أبناء الشعب المصري، وقبول الآخر، ذلك الآخر الذي هو منه؛ آخر في انتمائه لعقيدة مختلفة، ولكنه أخ في الوطن، ورفيق رحلة حضارة أبهرت العالم.

إن هذا الحدث الذي تم مساء الأحد من افتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة هو حدث تاريخي فريد على مستوى العالم، فلا نعلم أنه قد تم في بلد آخر بهذه الروعة، ولا في زمان آخر، ما يجعله حصريا على "مصر السيساوية"، ذلك الذي يجعله مبعث فخر لكل مصري في داخل مصر وخارجها. 

إننا نستطيع أن نقول جازمين بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود العالم نحو نشر قيم الإخاء والمحبة، وإنه يحمل مشعل التنوير الذي يخرج من مصر قلب العالم لكل العالم.

إن مصر في هذا اليوم الخالد عادت تبعث أشعتها من جديد لتنير دروب الظلمة التي يتعمد خلقها خفافيش الظلام ممن ينسبون أنفسهم لديننا الإسلامي الحنيف، ولأعظم البلدان: مصر العزيزة.

ليس هناك صورة يمكن أن تعبر وتصف ما حدث مساء الأحد حينما ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية كلمة في افتتاح مسجد الفتاح العليم، وحينما ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر كلمة في افتتاح كنيسة ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة إلا صورة ومشهد سطوع الشمس في كبد السماء في يوم لم يشهد غيوما. 

إن ما قام به كل من فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا لاقى تقديرا هائلا في كل دول العالم الساعية لنشر المحبة والوئام في ربوع المعمورة.

لقد كانت كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر والتي أكدت على وجوب حماية المسلمين للكنائس والمعابد اليهودية مثلها في ذلك مثل المساجد لهي ضربة قاضية لمدعي التدين ناشري فتاوى الكره والبغضاء. فبأي وجه يمكن أن يواجهوا المسلمين بعد أن خرجت تلك الكلمات الوضاحة من أهم مرجع إسلامي في العالم، ومن رأس المؤسسة الإسلامية الأعرق في التاريخ، ومن بين شفاه رمز الإسلام الوسطي على مر الدهور والأزمان.

إن المشهد الذي تم رسمه بعناية ودقة متناهية في افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد السيد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة سيظل عالقا بالأذهان، لأنه لم يكن مجرد افتتاح منشأتين، بل كان إيذانا بعصر جديد من المحبة، عصر تقوده مصر القائدة دوما عبر التاريخ، إنه علامة على تدشين مرحلة مصرية جديدة بفكر جديد وعقل جديد وقيم أصيلة.

إن ما شاهدناه يتخطى الإنجاز إلى الإعجاز ليس فقط على مستوى الإعمار والإنشاء الذي هو مبهر، ولكن على مستوى الرسالة التي ما فتئت مصر تصدرها للعالم، تلك الرسالة التي تعكس هذا المخزون الحضاري العميق لدى أبناء الشعب المصري: مسلميه ومسيحييه، تلك الرسالة التي تؤكد على الأخوة في الوطن، والقبول للشقيق الذي يعتنق عقيدة مختلفة، والتي تشير بكل وضوح إلى أن هذا الترابط بين عنصري الأمة لا يمكن لحدث هنا أو هناك أن ينال منه.

إن مصر جميعها عادت تجعل ميلاد السيد المسيح عيدا وعرسا، في حالة فريدة، كان الفضل فيها للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اعتاد على مشاركة أبناء شعبه من المسيحيين عيدهم، فرسخ مفهوم مشاركة الاحتفال لجميع أبناء الشعب المصري.

إن الشكر ليس كافيا للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يسير بخطى واثقة في إعادة ضبط منظومة قيم المجتمع المصري، التي طالتها بعض السهام، ذلك الذي دفع الرئيس أكثر من مرة للتوجيه لإصلاح ما فسد جراء هذه السهام.

نادرة هي المرات التي أرضى فيها عن إخراج مشهد أو تصوير مناسبة أو عرض حدث، ويأتي إخراج وتصوير وعرض افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة في يوم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في مقدمة تلك المرات النادرة.

لقد استطاع التليفزيون المصري الذي نقلت عنه كافة القنوات تقديم الحدث بما يليق من إتقان، فعاش المشاهدون داخل الحدث وليس خارجه، ذلك الذي يدعونا للتفاؤل في نقلة نوعية في النقل والإخراج تعيد مصر رائدة في هذا المجال، كما عادت رائدة في أهم مجال وهو مجال القيم الإنسانية التي كان مشهد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ذروة سنامها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط