الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جامعاتنا: صوب الريادة تنطلق



مع تطور مصر المعاصرة وما تشهده من تحول جذري في أنماط الإدارة المختلفة وكافة مؤسسات الدولة، هناك علامات مضيئة يجب أن نتوقف عندها وهناك ثقوب لاتزال في ثوب المحروسة يجب أن نكشف النقاب عنها لنتعاون جميعًا، شعبًا وحكومة، على سدها، حتى لا تنكشف عوراتنا أمام الأمم.
لا أود هنا أن أتناول تلك الثقوب بالحديث، بل أود أن أبث طاقة أمل في النفوس الحائرة التي تأبى الإقرار بأن مصر تسير نحو الأمام صوب الأفضل، الأكثر إشراقًا؛ أو لعلي أعين بكلماتي هذه من يقف في منتصف الطريق على استعادة الرؤية، بدلًا من متابعة حركة الرياح.
دعونا ننظر إلى منظومة التعليم العالي: ماذا كانت وكيف أصبحت!
لقد التحقتُ بالجامعة منذ ما أربعة عقود إلا قليلًا، وكان النظام الجامعي وقتها عامًا دراسيًا متصلًا نؤدى فيه الإمتحانات في دور يونيو من كل عام، والأنشطة الطلابية قلما نسمع عنها، واللوائح الدراسية عقيمة عفى عليها الزمن، والاتفاقيات والبروتوكولات كانت من الكماليات، وتكنولوجيا التعليم لم تتعد السبورة البيضاء التي دخلت عن استحياء إلى جوار رفيقتها السوداء، أنظمة الجودة والتصنيفات العالمية للجامعات لم تكن قد ظهرت إلى النور، أجهزة الحاسوب والإنترنت لم ترد أساسًا على الخاطر، التليفون المحمول وتوابعه من الألعاب الإليكترونية والبرامج الهاتفية كانت مجرد أوهام نتندر بها، والأخطر من ذلك أن الجامعات آنذاك في مطلع الثمانينات كانت أرضًا خصبة للتطرف الديني، ولا أبالغ في قولى أن الجماعات الإسلامية كانت تمرح فيها بصوت صاخب.
تذكرت هذا وأنا أقرأ تصريحات منسوبة للأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي يقول فيها أن كلية صيدلة القاهرة تفوقت على الهند والصين وأن البحث العلمي في مصر لعام 2018 تفوق على الهند والصين وهولندا وغيرها...وقبلها بأيام كنت قد سمعت أ.د. عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس وهو يعلن أن كلية صيدلة عين شمس من أفضل 300 كلية صيدلة على العالم حسب تصنيف شنغهاي، الذي سبق أن دخلته جامعته، كما أصبح ترتيبها العالمي حسب تصنيف QS ما بين 701-750، والثالث عشر عربيًا لعام 2019، كما أنها حصلت على أربع نجوم من خمس نجوم. وعلى مستوى العلوم الطبية احتلت الجامعة المرتبة 401-450، و 392 في العلوم الهندسية.
أما جامعة القاهرة فلا شك -بحكم أسبقيتها التاريخية- تقدمت على شتى الجامعات المصرية في التصنيف العالمي، حيث تحتل المرتبة الحادية عشرة عربيًا، والمرتبة 521-530 عالميًا لعام 2019، وهي ذات نجوم أربع أيضًا. وعلى مستوى العلوم الإنسانية تحتل عالميًا المرتبة 349، و 239 في العلوم الطبية، و 101-150 في الصيدلة والدواء، و 251-300 في العلوم الهندسية.
وإلى جانب التسابق المحموم بين الجامعات المصرية في العقد الأخير للدخول في التصنيف العالمي للجامعات، تسير منظومة الجودة والإعتماد المصرية جنبًا إلى جنب، إضافة إلى اهتمام بعض الجامعات بالحصول على شهادة الأيزو، التي تؤكد سلامة الأنظمة الإدارية والدورة المستندية في المؤسسة الجامعية.
أما إحياء معهد إعداد القادة في حلوان خلال العام 2018 وإعادته للحياة ليمارس دوره من جديد في تكوين وتأهيل شباب الجامعات ليصبحوا قادة للمستقبل، فهذا عمل يستحق الثناء.
وإذا ما نظرنا إلى جامعة الأزهر، كنموذج للجامعة الدينية، سنجد أنها قطعت شوطًا كبيرًا في التصنيف العالمي وبرامج الجودة وغيرها، حيث احتلت صيدلة الأزهر المركز الثاني مع صيدلة عين شمس محليًا وجاءت صيدلة القاهرة في المركز الأول، حسب تصنيف شنغهاي. وحسب تصنيف الQS فإنها تقع في المرتبة 801-1000 عالميًا، والمرتبة 41 عربيًا.
إن الجهود التي تبذلها مصر لدفع جامعاتها نحو الريادة والعالمية في ظل الخطة الاستراتيجية 2030-برغم مصاعبها الاقتصادية- لشيء يستحق الإشادة، ليرى الكافة حجم الجهود التي تبذل، والتي تعكسها الأرقام المكتوبة بأيد غير عربية؛ كما أن التحية واجبة لكل إنسان ينفق وقته وجهده ليغرس نبتًا طيبًا في أرض مصر، يستظل بأوراقه الوارفة كل من يقصد بابها أو يعيش على أرضها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط