الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا "زنا محارم " بعد القضاء على العشوائيات


لم يدرك المصريون الخطورة الداهمة للعشوائيات على أمنهم المجتمعي، إلا بعد اندلاع ثورة 25 يناير، عندما اندس الكثير من الخارجين عن القانون، خاصة من اللصوص والإرهابيين أتباع جماعة الإخوان المتأسلمين ، من ساكني هذه العشوائيات إلى ثورة 25 يناير ، ليساهموا في تحويلها من ثورة سلمية ، إلى ثورة إرهاب , وسلب، ونهب ، وتخريب .

وكان المصريون قبل ثورة 25 يناير، يكتفون فقط بالتعبير عن مخاوفهم من تزايد هذه العشوائيات وتوحشها بعد أن تحولت إلى مرتع للإرهابيين ، وزوايا لنشر الأفكار المتطرفة ، وتفشي ظاهرة زنا المحارم ، فضلا عن تحولها لملاذ آمن للخارجين عن القانون من تجار المخدرات ، وتجار السلاح ، والهاربين من العدالة.

واكتفى المصريون لسنوات طويلة، مثل حكوماتهم المتعاقبة، بترديد إحصائيات تعكس مخاوفهم من تفاقم خطورة العشوائيات، من دون أن تتخذ هذه الحكومات خطوات إيجابية حقيقية لاستئصال هذه المشكلة من جذورها، حتى ارتفع عدد هذه العشوائيات ليصل لنحو 1750 عشوائية ، تضم نحو 15 مليون مواطن، في 20 محافظة ، أكثر هذه العشوائيات خطورة تتواجد على أرض القاهرة الكبرى.

ودائما ما كان سكان الأحياء المتوسطة، والراقية ، هم الأكثر قلقا من الظهير العشوائي القريب من بيوتهم، وممتلكاتهم ، ومتاجرهم ، فتسمع سكان الزمالك، و جاردن سيتي ، ووسط البلد ، يعربون عن مخاوفهم على أمنهم من عشوائيات بولاق أبو العلا ، و نفس الشعور كان يتقاسمه سكان مصر الجديدة ، و مدينة نصر، خوفا من الظهير العشوائي في عزبة الهجانة . ولم يتوقف سكان المهندسين عن التعبير عن نفس المخاوف من عشوائيات بولاق الدكرور، وهو نفس ما كان يردده سكان المقطم خوفا من ساكني عشوائية منشأة ناصر.

وتحولت مخاوف المصريين لحقائق على أرض الواقع ، عندما خرج العديد من الخارجين عن القانون من هذه العشوائيات، في خضم ثورة 25 يناير ، لتشهد مصر أخطر عملية تخريب، ونهب، وسلب للمحلات ، والمولات، والمتاجر الكبرى. ولم تسلم المساكن من هجوم الخارجين عن القانون ، من بعض سكان العشوائيات ، إلا بفضل اللجان الشعبية التي تشكلت من سكان كل شارع لحماية بيوتهم.

وبما أن السينما هي مرآة الواقع ، فقد كانت أفلام المخرج ، خالد يوسف، خاصة فيلم " حين ميسرة " من أنجح الأفلام التي جسدت خطورة الحياة في العشوائيات و قضاياها ، مثل قضية أطفال الشوارع، و تحول هذه العشوائيات إلى بؤر تأوي الإرهابيين، والخارجين عن القانون، وتساهم في تزايد حالات زنا المحارم، والعلاقات الجنسية غير الشرعية.

لكن قبل تناول إستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاجتثاث ظاهرة العشوائيات من جذورها ، ينبغي أولا العودة إلى جذور هذه الظاهرة الخطيرة .

ففي واقع الأمر ، فإن ظاهرة العشوائيات بدأت تشكل تهديدا حقيقيا للأمن المجتمعي المصري في بداية الستينيات من القرن الماضي ، مع تزايد هجرة أبناء الصعيد و بكثافة عالية على القاهرة على وجه الخصوص، نظرا لضعف التنمية في صعيد مصر، إضافة الى الإنفجار السكاني الرهيب الذي كان يلتهم كل معدلات تبذل في مجال التنمية.

وكان عبد اللطيف البغدادي، نائب رئيس الجمهورية ، عضو مجلس قيادة الثورة ، أول من حذر من خطورة ظاهرة العشوائيات ، عندما تولى وزارة التخطيط في ، 1961 ، بعد أن بدأ أبناء الصعيد يتدفقون بكثافة عالية على القاهرة، و يستوطنون بشكل عشوائي مناطق مثل منشأة ناصر، وعزبة الهجانة ، وغيرها من المناطق التي تفتقر للتخطيط العمراني ، و للبنية التحتية ، من كهرباء، و صرف صحي ، ومياه صالحة للشرب . وبادر البغدادي الذي لقب بصاحب العصا السحرية ، تقديرا لإنجازاته في محافظة القاهرة ، باتخاذ قرار استهدف الحد من هجرة أبناء الصعيد إلى القاهرة ، إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر أجبره على التراجع عن هذا القرار، بعد لقاء مع مجموعة من أبناء الصعيد ، مما ساهم في تفاقم خلافاته مع عبد الناصر الذي تحدث معه بحدة قائلا " لم نقم بالثورة ضد الظلم و التمييز لنميز بين أبناء مصر ونمنعهم من التنقل بحرية في جميع ربوع بلادهم" . 

ورد البغدادي على عبد الناصر قائلا " و لا تتناسى أننا قمنا أيضا بالثورة لكي نعمل على رفع مستوى معيشة الصعايدة ، بلدياتك ، بالاهتمام بالتنمية في الصعيد " ، فازدادت حدة الخلافات بينه وبين عبد الناصر حتى استقال البغدادي ، واعتزل الحياة السياسية في 1964 " . 

وبمرور الوقت، تفاقمت ظاهرة العشوائيات، وازدادت تفاقما مع تهجير أبناء مدن القناة ، للقاهرة ، والإسكندرية ، في أعقاب نكسة 1967 ، لظروف حرب الاستنزاف ضد إسرائيل . و كانت عشوائية منشأة ناصر، الأكثر احتضانا لهؤلاء المهاجرين . وجاء حادث مقتل ما يزيد عن 100 شخص، و جرح العشرات في سبتمبر 2008 ، جراء انهيار كتل صخرية ضخمة ، من جبل المقطم ، على مجموعة بيوت في منطقة الدويقة، في عشوائية منشأة ناصر، لتدق جرس الإنذار الذي كشف عن المخاطر المحدقة بسكان هذه العشوائيات ، على حياتهم، وعلى السلم المجتمعي ككل.

وسأسرد واقعة حدثت لي مع سكان إحدى العشوائيات منذ أكثر من 25 عاما ، و بالتحديد سنة 1990 ، عندما سرقت سيارة زميل صحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط ، يسكن بجوار النادي الأهلي بمدينة نصر، فاصطحبته بسيارتي إلى عشوائية عزبة الهجانة ، بعد أن نصحنا الجميع بسرعة التعامل مع سارقي السيارة بدفع فدية لاسترجاعها قبل تفكيكها ، و بيعها لتجار بيع قطع الغيار . وعند دخولنا للعزبة العشوائية بشوارعها القذرة، و أزقتها الضيقة ، الغارقة في مياه المجاري، لعدم وجود صرف صحي، تدفق علينا مجموعة من الشباب لتقديم الخدمة المناسبة لنا وبدأوا بالحوار قائلين " إيه يا بهوات عايزين إيه ، حشيش، أفيون ، بودرة" ... فقلنا لا... قالوا إذن تريدون برشام الهلوثة الجديد ... فرددنا أيضا بالنفي ... قالوا إذن تسألون عن طفل مخطوف... قلنا لا ولا طفل مخطوف... قالوا متغلبوناش لو عايزين " تغيير زيت " كناية عن متعة جنسية ده مش من اختصاصنا ده من اختصاص المعلمة "ترترة" ... فقلنا حاشا لله ...فقالوا ماذا تريدون إذن هل تريدون طفلا تشحتان به ...وتابعوا قائلين ، قبل أن نبادر بالنفي ، لكن مظهركما لا يدل على أنكما تعملان في كار الشحاتة ...قلنا لا كل ما نريد هو استرجاع سيارة نصر 128 ...فقالوا لنا سرقة السيارات من اختصاص " بلية" الذي ترك العمل في ورشة ميكانيكا واتجه لسرقة السيارات باتخاذ عزبة الهجانة ملاذا آمنا له. فاتفقنا مع بلية على فدية للسيارة قدرها ،300 جنيه، وكان مبلغا كبيرا ، لو علمنا أن سعر السيارة نصر 128 الزيرو ، كان في ذلك الوقت ، 6 آلاف جنيه فقط .

أما أخطر ظاهرة ساهمت حياة العشوائيات في ظهورها في المجتمع المصري , فكانت ظاهرة" زنا المحارم" ، التي تستبيح عرض كل من حرم الله على الرجل من الأقارب . وتعد واقعة ، ضبط زوجة شابة ، مع زوج والدها (حماها) من أكثر جرائم زنا المحارم التي هزت وجدان المجتمع المصري. و يرجع ذلك، إلى بث فيديو ، عن هذه الواقعة المشينة ، على مواقع التواصل الاجتماعي . و يعود هذا الحدث الكارثي ، إلى بداية العام الماضي ، عندما ضبط سكان إحدى المناطق العشوائية ، زوجة شابة ، تبلغ من العمر 23 عاما ، في وضع زنا محارم ، مع والد زوجها ، الذي تخطى حاجز الستين عاما . وكان سكان المنطقة العشوائية أصروا على تصوير الزوجة وحماها، في وضع الزنا ، قبل أن يسلموهما للشرطة ، وهما عاريان تماما لإثبات حالة التلبس.

وجذبت هذه القضية اهتمام اخصائية اجتماعية ، تعمل دكتوراه في قضايا زنا المحارم ، فحرصت على متابعة أدق تفاصيل هذه القضية، التي أثارت تساؤلات عديدة ، و دهشة شديدة ، في قطاع كبير من المجتمع المصري . وتركزت التساؤلات حول ، ماذا يمكن أن تجد زوجة شابة، عند حماها العجوز الضعيف ، ما لم تجده عند الابن الشاب ، القوي . فالأب العجوز ليس ثريا لكي تنجذب اليه زوجة ابنه حتى تبرر هذه العلاقة التي حرمها الله . فقد تبين أن كل ما يمتلكه هذا العجوز ، معاشا بسيطا ، فما السبب الذي دفعهما لكي يرتكبا هذا العمل المشين المحرم؟ 

وجاء حل هذا اللغز في اعترافات الزوجة نفسها للإخصائية الاجتماعية ، مبررة جريمتها ، بأنها لا تشعر بالمتعة الجنسية، إلا عندما تمارس الجنس مع رجل محرم عليها لا يجوز لها شرعا . و كشف التقرير الذي أعدته الأخصائية الاجتماعية ، عن أن سبب استمتاع الزوجة بخيانة زوجها الشاب ، مع والده المسن ، يرجع إلى أنها أدمنت زنا المحارم ، منذ أن كانت طفلة تعيش في نفس العشوائية بالقاهرة، في غرفة نوم واحدة ضيقة مع أبويها وإخوتها . وكشفت في اعترافاتها أنه مع تكرار التصاقها خلال نومها مع أشقائها الأولاد في فراش واحد، و عند وصول أخيها الأكبر لسن البلوغ ، بدأ يمارس معها الجنس رغما عنها ، لكنها اعتادت بمرور الوقت على زنا المحارم بل والاستمتاع بممارسته . و أضافت أن هذه العلاقة الآثمة استمرت بينها وبين أخيها حتى وصلت هي الأخرى لسن البلوغ ، لتحمل مرتين سفاحا من أخيها ، و لولا نجاح الأم في إجهاض الابنة ، لإخفاء الفضيحة، لكانت اليوم أما لولدين من شقيقها . 

واعترفت الزوجة الخائنة بأن ممارسة والدها ووالدتها للعلاقة الحميمة في وجودها وإخوتها ، داخل غرفتهما الضيقة، دفعهم الى تقليد ممارسة هذه العلاقة مع بعضهم البعض في هذه السن الصغيرة ، في وقت ينبغي أن تمارس فيه العلاقة الزوجية ، بعيدا عن أعين وسمع الأبناء . و الغريب أن الزوجة الزانية اعترفت أن زوجها الشاب ، رجل كامل الرجولة و الفحولة ، لكنها رغم ضعف حماها الجنسي، بسبب تقدمه في السن ، إلا أنها كانت تشعر معه بمتعة أكثر من المتعة التي كانت تشعر بها مع زوجها الشاب. و تابعت الزوجة الخائنة في اعترافاتها قائلة انها لا تعرف سبب انجذابها الشديد لزنا المحارم ، لكن الأخصائية الاجتماعية، لخصتها في حديث نبوي شريف، طالب فيه الرسول ، صلى الله عليه و سلم ، بالتفرقة بين الأولاد ، الذكور والإناث ، في المضاجع .

كما توصلت الباحثة الاجتماعية ، بعد دراسة العديد من حالات جرائم زنا المحارم ، لا سيما أكثر هذه الجرائم بشاعة ، و هي مضاجعة الأب لابنته، إلى أن السبب الرئيسي لارتكاب هذا السلوك المشين، يعود الى نشأة الأب والابنة في حياة العشوائيات، حيث يتكدس الأبناء مع الأب و الأم في غرفة واحدة ، يشاهد فيها الأبناء الأب والأم و ما يمارسان العلاقة الزوجية ، و يتابعون أدق تفاصيل العملية الجنسية ، حتى لو اعتقد الأبوان أن الاولاد نيام، وهم في الواقع في حالة يقظة تامة . 

كما أرجعت أيضا الباحثة، ظاهرة زنا المحارم في العشوائيات ، إلى مشاركة العديد من الأسر في دورة مياه واحدة. فقد تبين في كل حالات العلاقة الآثمة بين الأب وابنته، أن الأب مارس زنا المحارم في مرحلة المراهقة، فانتقلت معه هذه العادة الكريهة حتى بعد أن تقدم به العمر و أصبح أبا . تقول الباحثة الاجتماعية ، أنها التقت مع أحد الآباء الذين اتهموا بممارسة زنا المحارم مع ابنته، فاعترف لها أن سقوطه في براثن هذه الجريمة البشعة، يعود إلى اعتياده على ممارستها مع شقيقته عندما كانا في سن المراهقة، ينامان ملتصقين سويا ، على مرتبة على الأرض لتظل هذه العادة المقيتة معه ليمارسها مع ابنته، مرتكبا بذلك جريمة لا يصدقها عاقل، فمن يمكن أن يكون أكثر حرصا على شرف البنت من أبيها ؟ .

وتضيف الباحثة الاجتماعية، أن الأب أخبرها أيضا بأن هذا العمل البشع الذي مارسه مع ابنته ، كان يمارسه مع شقيقته ، في نفس هذه الغرفة، التي ورثها عن والده في إحدى عشوائيات القاهرة في ثمانينيات القرن الماضي . وخلال خضوعه للتحقيقات قال الأب إنه تمكن من كبح جماح شهوته حيال ابنته لوقت طويل ، لكن عندما رآها عارية ، وهي تستحم في الغرفة التي يعيشون فيها عادت إليه شهوة زنا المحارم. و كشفت الاخصائية عن أن والدة الابنة هي التي أجبرت ابنتها على الاستحمام داخل الغرفة ، خوفا عليها من شباب خمس أسر، يتقاسمون مع أسرتها نفس دورة المياه ، فبادرت بوضع ستارة داخل الغرفة كي تتمكن الابنة من الاستحمام بعيدا عن أعين والدها وإخوتها الذكور، لكن عندما عاد الأب من عمله ، و لم يكن أحد في الغرفة ، أزاح الستار وابنته بصدد الاستحمام، فرأى عورتها ، فعادت إليه شهوة زنا المحارم ، ليسقط في براثن رذيلة لا يمكن لأحد غفرانها .

وفي النهاية، خلصت الباحثة الاجتماعية إلى أن حياة العشوائيات" قنبلة موقوتة "، ستنفجر في كل مرة يجد فيها الخارجون عن القانون فرصة للانتقام ممن تركوهم يعيشون في هذه البيئة غير الآدمية . و شددت في دراستها على أن ممارسة الأب و الأم للعلاقة الحميمة في نفس الغرفة التي ينام بها الأولاد، هي المسئول الأول عن ظاهرة جريمة زنا المحارم ، على أساس أن ممارسة هذه العلاقة بين الأب و الأم أمام الأطفال، تثير بشكل مبكر إيقاظ شهواتهم الجنسية النائمة ، لا سيما و أنهم يتقاسمون نفس الفراش ذكورا و إناثا منذ سن الطفولة ، لتكون العلاقة الزوجية أمام الأطفال، أشد خطرا عليهم ، من مشاهدة الأفلام الجنسية، لأن الأب و الأم يقدمان فيلما جنسيا واقعيا، في حين يحظر القانون مشاهدة الأفلام الجنسية للذين تقل أعمارهم عن 18 عاما .

وعودة لاستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي لاجتثاث جذور العشوائيات، فإنه ينبغي التذكير هنا بأنه عندما كلف الشعب المصري عبد الفتاح السيسي لقيادته بمقتضى ثورة 30 يونيو ، لإخراج مصر من أصعب مرحلة عرفتها عبر تاريخها الحديث ، قفزت كارثة العشوائيات لتحتل رأس أولويات الرئيس السيسي . لكن لا بد هنا من الإشارة إلى أن الرئيس السابق ، حسني مبارك ، اكتفى بعد سقوط الكتل الصخرية من جبل المقطم على سكان عشوائية الدويقة في سبتمبر 2008 ، بإنشاء صندوق لتطوير المناطق العشوائية بأمل أن يتم تطوير هذه المناطق الخطرة بحلول العام 2030 .لكن الكثيرين اعتبروا آنذاك هذا الصندوق بأنه يعد عملا دعائيا أكثر منه صندوقا للتوصل لحل جذري لأخطر مشكلة تواجه السلم المجتمعي المصري، ليس فقط لأن ما تم الإعلان عن ضخه في الصندوق لا يكفي لتطوير عشوائية واحدة تطويرا حديثا ، كما هو الوضع في حي الأسمرات ، و لكن لأن سكان العشوائيات في تزايد مستمر، سواء من خلال التكاثر السكاني ، أو من خلال استقبال مزيد من الوافدين ، بعد أن أصبحت العشوائيات مناطق شبه مستقلة ، توفر ملاذا آمنا للخارجين عن القانون لدرجة أن رجال الأمن أصبحوا يخشون من الدخول في بعض مناطقها .

وهنا قرر الرئيس السيسي اجتثاث مشكلة العشوائيات من جذورها ، بإعادة توطين سكان العشوائيات غير الآمنة والخطرة في أحياء سكنية حديثة ، و تطوير العشوائيات القابلة للتطوير بالنهوض ببنيتها التحتية . ولم يكن هناك أفضل من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لقيادة عملية حل مشكلة العشوائيات ، حيث تتميز القوات المسلحة، بالانضباط، وسرعة التنفيذ ، بأفضل المواصفات . وقد ظهر ذلك بوضوح سواء في حي الأسمرات في القاهرة ، أو في حي غيط العنب في الإسكندرية . وتولى صندوق تحيا مصر ، بالتعاون مع اتحاد بنوك مصر، تمويل حل مشكلة العشوائيات حيث تم انتهاج استراتيجية واضحة تهتم بتطوير الإنسان بقدر ما تهتم بتطوير المكان. 

وقامت إستراتيجية السيسي في الأحياء البديلة للعشوائيات على إنشاء خدمات سكنية متكاملة من مدارس، وحضانات، وملاعب رياضية ، ومستشفيات ، ووحدات صحية ، وساحات لانتظار السيارات، و مساجد ، و كنائس، وأقسام شرطة، و منافذ لتوزيع الأغذية ، ومخابز ، فضلا عن توفير فرص عمل للسكان الجدد ، بإقامة محلات تجارية متنوعة تم تمليكها لسكانها كاملة التشطيب والمرافق ، إضافة لتوفير فرص عمل للنساء و الرجال في مصانع اتفق مع أصحابها على تولي مهمة نقل العاملين لمقار عملهم .

وفي النهاية ، أعتقد أنه ما لم تختف نهائيا ظاهرة زنا المحارم في هذه الأحياء الآدمية الجديدة، فينبغي على مرتكبها، أن يطبق عليه نفس عقوبة مرتكب الاغتصاب ، وهي عقوبة الإعدام .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط