الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفِي النهاية فشلت!


أحيانًا كثيرة تصل إلى تلك الحالة الإنسانية المُرة، الإحساس الحقيقي بالفشل بعد محاولات متعددة للوصول إلى هدف معين أو حياة مستقرة، قد تتدرج في المناصب لتصل إلى أعلى الدرجات، وعند اقترابك من الوصول، تجد نفسك قد فشلت، فقد تضطرك الظروف للفشل رغم رغبتك الحقيقية للنجاح.

قد تتزوج عن اقتناع وحب وتحلم بالاستقرار والسعادة، ثم تُقْلَب موازين حياتك فتخسر الحب والاستقرار وتشتعل المشكلات بينك وبين من تحب، وفِي النهاية تفقد الحب وتفقد السعادة وتصل إلى نفس الإحساس المؤلم، الفشل الذريع.

قد تحارب في سبيل قضية معينة أو هدف أخلاقي وتجاهد لتُغَيِر الواقع وتعدل الكفة المائلة، وبعد محاولات مضنية تجد نفسك في النهاية قد أُنهَكْت دون أن تصل إلى نتيجة وفِي النهاية يحاوطك الإحساس المفزع بالفشل.

صداقات وعلاقات تسعى لإنجاحها لغرض معين أو دون غرض وتفعل المستحيل لتحافظ عليها وتُفاجأ بالعقبات غير المتوقعة والتي تزلزل تلك العلاقات فيكون في النهاية النتيجة الفشل، وتفقد تلك العلاقات وقد تتحول مع الوقت لعداوات أنت في غني عن تكوينها، وتتحول حياتك إلى مأساة حقيقية.

أمثلة متعددة من واقع الحياة تشعرك في النهاية بالفشل واليأس والإحباط حتى تصل بك إلى منطقة الظلام، حيث ترفض الواقع والحياة، وتهاب النور وتعتاد على الوحدة وأحيانًا تتحول إلى شخصية عدوانية عنيفة تنتقم من واقعك وتحارب نفسك وسعادتك قبل أن تحارب الجميع.

مشاعر النجاح والفشل والقوة والضعف والصمود والسقوط، مشاعر إنسانية مطلقة تمر بِنَا جميعًا، فالقليل منا من يتحمل الفشل دون أن يتغير أو ينقم، والأغلبية تتحطم بسهولة وتتحول إلي النقيض، وأحيانًا يصل الحد إلى الرغبة في التخلص من الحياة والانتحار.

الحياة التي يصاحبها الفشل المستمر تحتاج إلى قوة نفسية هائلة وصبر مستديم، وإيمانًا لا ينضب، دون تلك المقومات المصير المحتم هو اليأس والانتحار، تخيل نفسك تحيا في مأساة حقيقية، تتعرض مثلا لقوى شريرة تحاول تدميرك والقضاء عليك، قد يكون القضاء على فرحتك أو نجاحك أو حياتك في مجملها، وأنت تقاوم بكل قوة، فتجد تلك القوى ما زالت تحاول وأنت ما زلت تقاوم، وتستمر الحرب بينكم حتى تستنفد كل قدرتك على الإحتمال وتصل إلى مرحلة اليأس ثم الاستسلام، فتخسر المعركة وتنتهي حياتك.

يقول المولى عز وجل: "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، تلك الآية توضح السبيل للصمود، يكمن السر في كلمة واحدة هي اليقين، اليقين المطلق بقدرة الله عز وجل في تغيير الواقع، في واقع الأمر الجميع يحيا تحت ضغط وشدة، حتي وإن كان ظاهر الأمور للعامة غير ذلك، إلا أن بواطن الأمور الخفية تؤكد شدة وقسوة الحياة حتي وإن كانت المأساة الحقيقية التي تحياها هي الحرية المطلقة في اختيار حياتك، فالحرية أحيانًا تقضي على صاحبها، الجميع يحيا تجارب بالغة الصعوبة، البعض يتقبلها ويرضى والبعض يعترض وينقم وكل منا يتحمل اختياره وعواقب ردود أفعاله.

القصة الحقيقية هي كيفية الوصول إلى تلك الثقة المطلقة في خالق لا تدركه الأبصار، معلوم بالغيب، مع الاقتناع الكامل بجفاف الصحف ورفع الأقلام، المؤشرات تؤكد أن القصة قد كُتبت قبل بلوغ الأرض وأننا في مرحلة الشهادة على فصول تلك القصص وردة فعل كل منا والشهادة علي مصيره المحتوم.

مع انتشار الشر وتفاقم الظلام الذي استحوذ على القلوب يصعب الحفاظ على الدين وإلا ما قال رسولنا الكريم ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال على الشوك. صححه الأرناؤوط، وفي رواية الترمذي: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. وصححه الألباني.

هذا ما يحدث بالفعل، قد تصبح مؤمنًا وتمسي في حالة من الكفر بكل شيء وقد تكفر بنفسك حتي تفقد الرغبة في الحياة، وقد يصل بك رفض الواقع إلى رفض الآخرة، فأحيانا اليأس والفشل يجعلك تفقد القدرة على الأمل في الحياة الدنيا بأكملها وقد يصل بك الحال إلى عدم التصديق بأنك قد تصل إلى الجنة بعد الموت.

تلك الحالة النفسية في منتهى الخطورة ، فهي حالة مدمرة للروح قبل الجسد، تقضي عليك وعلى من حولك، تأتي نتيجة الاندماج المطلق في قصة الحياة الدنيا وشدة التعلق بها والحزن والإحباط عن فقد ما نحب أو ما نتمنى، الحل الوحيد لتجنب الوصول إلى تلك الحالة هو التنبه الدائم المستمر بأن الفتنة تأتي دائمًا فيما نحب فكن وسطيًا في مشاعرك حتى لا تهلك ولا تتعلق بما هو زائل حتى لا تفقد إيمانك، ولا تحزن كل الحزن، فالحزن يفطر القلب، ويعمي الأبصار وقد يعمي البصيرة، تمسك بالأمل في أن تتحسن الأحوال، اصبر على واقعك مهما فشلت، في النهاية لكل شيء نهاية ولا حيلة لنا في الحياة سوى الانتظار والمحاولة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

العديد من البشر رفض الواقع وتمسك بحلمه حتى رفض الحياة كلها وقرر الانعزال حتى أدركه الموت، لو راقبت حياة هؤلاء سوف تجد أنهم يعذبون أنفسهم ومن يحبون، ويدخلون أنفسهم في دائرة الاكتئاب والمرض، وفِي النهاية لن يصلوا إلى مبتغاهم، مهما بلغت شدة حزنهم ونقمهم على الواقع.

لا نستطيع الرد على العديد من الأسئلة التي تؤرق حياتنا، لماذا الفقر، لماذا المرض، لماذا النحس الذي قد يطارد البعض فيدمر إيمانهم، الرد الوحيد المباح، هو أننا خُلِقنا جميعًا فتن لبعضنا البعض، كل منا ابتلاء لغيره، حتى حين، ثم تنتهي القصة وتبدل الأرض غير الأرض ويذهب كل منا إلى مصيره بعد فصل الخير عن الشر، فإما أن تكون من أهل الجنة أو تكون من أهل النار، وربما يكون للبعض مكان آخر لم يُذكَر في الكتب ولَم يصل إلى علمنا، المهم في النهاية أن تنجح في اختبار الدنيا ولا تفشل في الحفاظ على اليقين، مهما كانت المحن والتجارب المرة، لن تجد أمامك سبيل سوى الإيمان المطلق بقدرة المولى عز وجل في تغيير الواقع، في واقع الأمر الجميع يحيا تحت ضغط وشدة، حتى وإن كان ظاهر الأمور للعامة غير ذلك، إلا أن بواطن الأمور الخفية تؤكد شدة وقسوة الحياة حتى وإن كانت المأساة الحقيقية التي تحياها هي الحرية المطلقة في اختيار حياتك، فالحرية أحيانًا تقضي على صاحبها، الجميع يحيا تجارب بالغة الصعوبة، البعض يتقبلها ويرضى والبعض يعترض وينقم وكل منا يتحمل اختياره وعواقب ردود أفعاله.

القصة الحقيقية هي كيفية الوصول إلى تلك الثقة المطلقة في خالق لا تدركه الإبصار، معلوم بالغيب، مع الاقتناع الكامل بجفاف الصحف ورفع الأقلام، المؤشرات تؤكد أن القصة قد كُتبت قبل بلوغ الأرض وأننا في مرحلة الشهادة على فصول تلك القصص وردة فعل كل منا والشهادة على مصيره المحتوم.

مع انتشار الشر وتفاقم الظلام الذي استحوذ على القلوب يصعب الحفاظ على الدين وإلا ما قال رسولنا الكريم ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال على الشوك. صححه الأرناؤوط، وفي رواية الترمذي: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. وصححه الألباني.

هذا ما يحدث بالفعل، قد تصبح مؤمنًا وتمسي في حالة من الكفر بكل شيء وقد تكفر بنفسك حتى تفقد الرغبة في الحياة، وقد يصل بك رفض الواقع إلى رفض الآخرة فأحيانا اليأس والفشل يجعلك تفقد القدرة على الأمل في الحياة الدنيا بأكملها وقد يصل بك الحال إلى عدم التصديق بأنك قد تصل إلى الجنة بعد الموت.

تلك الحالة النفسية في منتهى الخطورة ، فهي حالة مدمرة للروح قبل الجسد، تقضي عليك وعلى من حولك، تأتي نتيجة الاندماج المطلق في قصة الحياة الدنيا وشدة التعلق بها والحزن والإحباط عن فقد ما نحب أو ما نتمنى، الحل الوحيد لتجنب الوصول إلى تلك الحالة هو التنبه الدائم المستمر بأن الفتنة تأتي دائمًا فيما نحب فكن وسطيًا في مشاعرك حتى لا تهلك ولا تتعلق بما هو زائل حتى لا تفقد إيمانك، ولا تحزن كل الحزن، فالحزن يفطر القلب، ويعمي الأبصار وقد يعمي البصيرة، تمسك بالأمل في أن تتحسن الأحوال، اصبر على واقعك مهما فشلت، في النهاية لكل شيء نهاية ولا حيلة لنا في الحياة سوى الانتظار والمحاولة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

العديد من البشر رفض الواقع وتمسك بحلمه حتى رفض الحياة كلها وقرر الانعزال حتى أدركه الموت، لو راقبت حياة هؤلاء سوف تجد أنهم يعذبون أنفسهم ومن يحبون، ويدخلون أنفسهم في دائرة الاكتئاب والمرض، وفِي النهاية لن يصلوا إلى مبتغاهم، مهما بلغت شدة حزنهم ونقمهم على الواقع.

لا نستطيع الرد على العديد من الأسئلة التي تؤرق حياتنا، لماذا الفقر، لماذا المرض، لماذا النحس الذي قد يطارد البعض فيدمر إيمانهم، الرد الوحيد المباح، هو أننا خُلِقنا جميعًا فتن لبعضنا البعض، كل منا ابتلاء لغيره، حتى حين، ثم تنتهي القصة وتبدل الأرض غير الأرض ويذهب كل منا إلى مصيره بعد فصل الخير عن الشر، فإما أن تكون من أهل الجنة أو تكون من أهل النار، وربما يكون للبعض مكان آخر لم يُذكَر في الكتب ولَم يصل إلي علمنا، المهم في النهاية أن تنجح في اختبار الدنيا ولا تفشل في الحفاظ على اليقين، مهما كانت المحن والتجارب المرة، لن تجد أمامك سبيل سوى الإيمان المطلق بقدرة المولى عز وجل اللامتناهية، ثم تذهب إليه فردًا وحيدًا لتعلم مصيرك، ولأنك مكلف بالترقب والتدبر والمشاهدة والشهادة على واقع الحياة فحذار أن تفشل في اختبار الفصل بين الخير والشر، بين الضعف والقوة ولا تحاول منازعة المَلِك الخالق على مُلكِه فذلك في نهاية المطاف هو الفشل الحقيقي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط