الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.وليد جاب الله يكتب: قطاع النسيج ما بين المحلة ومدينة السادات

صدى البلد

تمتلك مصر 23 شركة بقطاع الأعمال تعمل في مجال النسيج أكبرها بالمحلة الكبرى، وتُحقق هذه الشركات خسائر سنوية تصل لنحو 3مليار جنية، ولعل أهم المُشكلات التي تواجه هذه الصناعة تتمثل في ارتفاع عناصر الإنتاج من المواد الخام والطاقة، وعدم تحديث الآلات، وارتفاع الأجور، الأمر الذي يترتب علية انخفاض في الإنتاجية، وزيادة في تكلفة المُنتج بصورة تؤثر بالسلب على مصانع القطاع الخاص المُرتبطة بها، مما يترتب علية تراجع قُدرة هذه الشركات على المُنافسة. 
وقد ظهرت مُطالبات بدعم هذه قطاع النسيج من خلال إجراءات أهمها، وضع سياسية زراعية تُناسبه لزيادة إنتاج القطن بأنواعه، ووضع سياسة حمائيه بالتوقف عن استيراد الأقمشة ومنع التهريب. وتلك المُطالبات هي مُطالبات من الماضي حيث تتعارض مُعظمها مع آليات حرية التجارة وما ترتبط به مصر من مُعاهدات، ليُعلن وزير قطاع الأعمال أنه يبذل كل الجهد لإنقاذ تلك الشركات وإلا ستكون التصفية هي الحل الوحيد.
*وبالنظر لإمكانية إصلاح تلك الشركات نجد أن هناك يُمكن من خلال بيع جانب من أصولها أو بالشراكة مع القطاع الخاص أن يتم تطوير مُعداتها وهياكلها التنظيمية، إلا أن التحدي الأكبر الذي يُخرجها من المُنافسة هو ما تتحمله من تكلفة الأجور لنحو 54 ألف عامل بمتوسط أجر 5 ألاف جنية شهريًا، والقضية هنا ليست في ارتفاع أجر العامل بقدر ماهي أن حجم الإنتاج لا يتناسب مع هذا العدد من العمال، وأن أي تطوير لتلك الشركات لن يحتاج سوى لأقل من نصف هذه العمالة.
*ومع مُطالبة هذه الشركات بالحماية من مُنافسين الخارج أتت المُنافسة داخليًا مُتمثلة في إقامة مدينة للغزل والنسيج بمدينة السادات بالتعاون مع الجانب الصيني تضُم 568 مصنعًا للغزل والنسيج بإجمالي إنتاج يصل لنحو 9مليار دولار سنويًا يبدأ إنتاج المرحلة الأولى منها بافتتاح 57 مصنعًا في 2020، لتوفر نحو 160 ألف فرصة عمل مُباشرة، باستخدام أحدث التكنولوجيا الفنية والإدارية التي ترفع من إنتاجية العامل وتُقدم إنتاج بأسعار تنافسية.
*والمؤكد أن إنتاج مدينة الغزل بالسادات سوف يكون جاذبًا من حيث الجودة والسعر لشركات ومصانع القطاع الخاص مما سيزيد من أعباء قطاع النسيج الحكومي، الأمر الذي نرى معه أنه لا نجاح في تطوير قطاع النسيج الحكومي إلا من خلال تعاون مع مدينة الغزل والنسيج بالسادات بحيث تمتص مصانعها الجديدة العمالة الزائدة بالمصانع الحكومية التي تكتفي بالعمالة التي تُناسب أليات تطويرها، وما يزيد يتم تعويضهم وتدريبهم وفتح الطريق أمامهم للعمل في مصانع النسيج بمدينة السادات، وهذا التوجه يجب أن تُشجع عليه نقابات العمال لما يُحققه من منفعة مشتركة لقطاع النسيج العام ومصانع مدينة السادات ويُساعد على نقل الكثير من الأسر من زحام الوادي والدلتا لمجتمع مدينة السادات الجديد مما يكون له مردود إيجابي مُتكامل.